ضمن أنشطتها السنوية الموجهة للجمهورالعام، نظمت مؤسسة “دار العلوم” النسخة العاشرة من مهرجان العلوم بمدينة وجدة (شرق المغرب) بين 28 و30 أبريل/نيسان الماضي تحت شعار” الماء أولى الأولويات” واستقبل فضاء المهرجان ما يزيد على 14 ألف زائر من كافة الفئات العمرية.

وقال مدير المهرجان جواد بنعدي للجزيرة نت “تمحور موضوع الدورة حول الماء لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المغرب في هذا المجال وتوعية الجمهور حول أهمية الحفاظ على الماء وإبراز دور التكنولوجيا والعلوم في إيجاد مشاريع جديدة من أجل الحفاظ على هذه الثروة في ظل ظاهرة الجفاف التي يعرفها المغرب”.

وتميزت الدورة العاشرة من مهرجان العلوم بتقديم 131 ورشة نظرية وتطبيقية في جميع مجالات العلوم، وأشرف عليها مجموعة من الخبراء والباحثين والطلبة والمهندسين، إضافة إلى 600 من الأساتذة والمتطوعين الذين ساهموا في جهود التنظيم.

تبسيط العلوم لجميع الفئات

وتتجلى أهمية المهرجان في منح فرصة للأطفال والشباب والجمهور غير المتخصص، للتعرف على مجالات العلوم والإمكانيات المتاحة من أجل التعليم والتوجيه عن طريق التواصل مع المشرفين على الورشات.

وتقول رجاء حدو الكاتبة العامة لجمعية عمر بن عبد العزيز التي تشرف على مؤسسة دار العلوم للجزيرة نت “المهرجان يلعب دورا كبيرا في تبسيط العلوم وتقريبها من جميع فئات المجتمع خاصة الجيل الناشئ عن طريق تقديمها في قالب مبسط وفي جو من المرح”.

وأضافت “يكتشف الأطفال والشباب مجموعة من الميادين العلمية عن طريق مجسمات وورشات تتضمن ألعابا وألغازا تمكنهم من الاقتراب من ميادين العلوم التي قد تبدو معقدة”.

وعرف المهرجان تفاعلا كبيرا من خلال الزيارات التي قام بها أطفال المدارس والجمهور العام، حيث استقبل فضاء المهرجان في اليوم فقط الأول أكثر من 5 آلاف زائر.

ورشات علمية متنوعة

وقدم المهرجان فرصة فريدة للأطفال والتلاميذ والطلبة وعامة الناس لاكتشاف العلوم، واكتساب بعض المهارات في مجالات العلوم المختلفة من خلال ورشات نظرية وتطبيقية هدفها تبسيط العلوم ونشر الثقافة العلمية.

وتشير حدو إلى أن المهرجان “تضمن 131 رواقا وورشة علمية متنوعة، ومنها ورشة الأمن الوطني، وورشات خاصة بالنوادي التي تنشط داخل دار العلوم، والتي نظمت من طرف 24 ناديا علميا في مجالات علمية مختلفة منها الروبوتيك والهندسة المدينة والهندسة المعمارية والطب والرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الفلك. إضافة إلى مشاركات مدارس المهندسين من مدن مختلفة منها المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية بالدار البيضاء”.

ويقول حسن الطالبي أستاذ ومبسط علوم أشرف على ورشة علم الفلك “أقدم للجمهور مواضيع رئيسة وقد نتجاوزها إلى مواضيع أخرى حسب رغبة الجمهور وطلباته وأسئلته، أما المواضيع الرئيسة فهي النظام الشمسي مع التركيز على الكواكب والأرض، وأهمية الماء فيها وضرورة المحافظة عليه انسجاما مع شعار الدورة العاشرة، ثم موضوع أطوار القمر مع التوسع في موضوع التقويم الهجري ورؤية الهلال، ثم موضوع المنظار الفلكي: أنواعه وطريقة اشتغاله مع مشاهدة للقمر، ثم موضوع الساعة الشمسية: أنواعها وكيفية دلالتها على الزمن، ثم آلة الأسطرلاب: مكوناته وقيمته العلمية”.

وأضاف “الذي لفت انتباهي في الدورة العاشرة هو الزيادة في عدد الورشات الذي وصل 131 ورشة مقابل 87 في السنة الماضية، كما أعجبت بالطاقات الشابة الكثيرة التي التحقت وتطوعت للمشاركة سواء أكان لتقديم الورشات أو للتنظيم والتسيير. إضافة إلى التنوع الكبير في المجالات العلمية المقدمة للجمهور من الأطفال إلى الكبار، وأهم ما يثلج الصدر هو التنظيم الدقيق واحترام الوقت المخصص لتقديم الورشات ولبداية الحصتين الصباحية والمسائية”.

دار العلوم جهة الشرق أصبحت اليوم نموذج لتبسيط العلوم بالمغرب للجمهور الناشئ(الجزيرة)

دار العلوم.. أنشطة على مدار العام

وتقوم “دار العلوم” -التي تم تأسيسها عام 2016 من قبل جمعية عمر بن عبد العزيز- بتوفير منح دراسية للتلاميذ المتفوقين من الأسر الفقيرة منذ عام 2008، إضافة إلى تبسيط العلوم للجمهور الناشئ.

وهي تعد مؤسسة علمية قائمة بذاتها، وتنظم على مدار السنة عدة أنشطة علمية، ومنها “القوافل” العلمية نحو القرى خلال العطل المدرسية وعطل نهاية الأسبوع، وتتوج أنشطتها السنوية بتنظيم مهرجان العلوم لجهة الشرق.

وتسجل المؤسسة أكثر من 160 طفلا سنويا للاستفادة من النوادي العلمية وما تقدمه من ورشات، إضافة إلى “المخيم الصيفي” الذي يقدم أيضا مجموعة من الأنشطة الترفيهية التي تهدف إلى تبسيط العلوم.

وتقول حدو “يمكن القول وبشهادة الجميع إن دار العلوم جهة الشرق أصبحت اليوم نموذجا لتبسيط العلوم بالمغرب للجمهور الناشئ، وهي نموذج يمكن أن يحتذى به في مدن أخرى لإيجاد دور للعلوم في مختلف جهات المملكة”.

وتضيف “من خلال ما تمت معايشته أيام المهرجان، حققنا الأهداف المسطرة لهذا المهرجان على مستوى الكم، وعلى مستوى الكيف. ويمكن القول إن التنظيم محكم والأهداف التواصلية للمهرجان تحققت”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version