أصبحت قدرة الأجهزة الذكية على قراءة أفكار البشر أقرب إلى الواقع مما كان يُعتقد سابقا، وبات هذا التقدم، الذي كان يُعد ضربا من الخيال العلمي، في متناول اليد مع التطورات الحديثة في التقنيات الذكية.

وضمن فقرات متعددة سلط برنامج “حياة ذكية” في حلقته بتاريخ 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024 الضوء على أحدث الابتكارات والتطورات التقنية التي تَعِد بتغيير وجه التكنولوجيا الحالية.

ويرى خبراء أن السؤال الذي بات يطرح نفسه بإلحاح -مع التطور التقني السريع والهائل- هو “هل أصبحت الآلة قادرة على قراءة أفكار البشر؟”، بينما يرى متابعون أن هذا التساؤل، الذي كان يُعد ضربًا من الخيال العلمي، أصبح اليوم أقرب إلى الواقع مع التطورات الحديثة في تقنيات واجهات الدماغ والحاسوب.

وبدأت حلقة “حياة ذكية” بسيناريو مألوف لدى الكثيرين حيث تتحدث مع صديق عن رغبتك في زيارة بلد ما، وفجأة تجد إعلانات عن هذا البلد تملأ صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بك، هذا الأمر، الذي كان يُفسر سابقًا بتتبع الخوارزميات لأحاديث البشر، أصبح أكثر تعقيدا مع ظهور حالات لم يتم فيها التحدث عن الموضوع شفهيًا أو كتابيًا، مما يثير التساؤل: هل باتت الخوارزميات قادرة على قراءة الأفكار أيضا؟

ولفهم هذه الظاهرة، عاد البرنامج إلى نظرية الطاقة الأثيرية التي روج لها العالم نيكولا تسلا، ويقول فيها إن النظام البيولوجي بأكمله، بما في ذلك الدماغ والأرض نفسها، يعمل على الترددات نفسها، وتفتح هذه النظرية الباب أمام إمكانية التحكم في النظام العقلي للبشرية من خلال التحكم في هذه الترددات إلكترونيا.

محاكاة العقل البشري

كما استعرض برنامج “حياة ذكية” مناقشة التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مسلطا الضوء على نموذج “شات جي بي تي” الجديد من شركة “أوبن إيه آي” المسمى “جي بي تي فور ون”، والذي يتميز بقدرته الفائقة على التفكير المنطقي وحل المشكلات المعقدة، محاكيًا العقل البشري بشكل أكثر دقة.

وتفوق النموذج الجديد “جي بي تي فور ون”، في اختبارات الأداء، على نماذج سابقة في مجالات العلوم والرياضيات والبرمجة، متجاوزا في بعض الحالات أداء الخبراء البشريين. ومع ذلك، فإن هذا النموذج ليس خاليا من العيوب، إذ يعتبر أبطأ من النماذج السابقة ويفتقر إلى بعض الميزات الأساسية مثل القدرة على تحليل الصور أو تصفح الإنترنت.

نظارات ميتا

كما سلط البرنامج الضوء على نظارات الواقع المعزز الجديدة “أوريون” من شركة “ميتا”، والتي تمثل رؤية مارك زوكربيرغ لمستقبل التكنولوجيا القابلة للارتداء.

وتقدم هذه النظارات، التي تزن أقل من 100 غرام، تجربة متطورة في مجال الواقع المعزز، مع تقنيات متقدمة للعرض والتحكم.

ولكن رغم الإمكانيات الواعدة لهذه النظارات، فإنها تواجه تحديات تقنية واقتصادية كبيرة، مثل التكلفة العالية للإنتاج وعمر البطارية المحدود اللذين يمثلان أبرز العقبات أمام انتشارها الواسع.

كما أن الشكوك حول خصوصية البيانات والمخاوف الأخلاقية المرتبطة بشركة ميتا قد تؤثر على ثقة المستهلكين في المنتج.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version