إلا أن سندان غربي ذاته يحرك الدفة في طريق التعبئة والتجهيز لهجوم مضاد كبير ضد الروس ما سبب أزمة كبيرة لأوكرانيا التي أعلنت على لسان وزير الدفاع، أليكسي ريزنيكوف، أن الدول الحليفة تبالغ في توقعاتها لهجوم قوات كييف المضاد.
بين هذا وذلك، هل تنتهي الحرب دون هجوم مضاد بعد تصريح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة نشرت، الخميس، بأن بلاده سوف تتجه لتأجيل الهجوم المضاد لعدم الجاهزية، أم تستمر كييف في المعركة؟
تفسير ضغوط الغربيين
يقول هوفمان مارتشينكو الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، إن هناك بالفعل ضغوط من جانب الغرب باعتراف المسؤولين في كييف، لا سيما أن هناك تقدمًا روسيًا واسعًا على صعيد العمليات على الأرض ونجاحات عسكرية ملحوظة يرغب الغربيون في تعطيلها بأي ثمن حتى لا يكون مقابل العودة أمام الروس أكثر فداحة.
وفيما يخص الهجوم المضاد، أضاف هوفمان مارتشينكو، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تصريحات سابقة وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف، عن الاستعدادات للهجوم المضاد “وصلت إلى خط النهاية” اتضح أنها من باب الاستهلاك الإعلامي ولا تنبع من الوقوف على أرضية ثابتة، كل هذا في ظل تكثيف روسي للعمليات حيث تم قصف خيرسون 90 مرة بـ461 قذيفة، خلال الساعات الـ24 الماضية باستخدام المدفعية الثقيلة وصواريخ وطائرات مسيرة ودبابات ومقاتلة.
وفسر هوفمان مارتشينكو، رغبة الغربيين في الضغط لأجل جلوس فولوديمير زيلينسكي على طاولة المفاوضات لعدة نقاط.
- اعتراف أوكراني ودوائر أوروبية بأن الهجوم المضاد ضد القوات الروسية يحتاج مزيدًا من الوقت.
- تأخير وصول المركبات المدرعة الغربية لأوكرانيا بعددِ كافِ يعطل شن الهجوم المضاد.
- استنزاف غربي اقتصادي واسع خلال أكثر من عام نتيجة ارتفاع مستويات التضخم وأزمة الوقود.
- قرب نفاد مستودعات الذخائر وكلفة إنتاجها على العواصم الداعمة لأوكرانيا في الحرب.
- تخوف دول حلف الناتو بينها ألمانيا وفرنسا وأميركا من الاضطرار لإدخال أسلحة طويلة المدى خشية الرد الروسي.
- رغبة غربية أكيدة في التملص من وعود الدعم العسكري وحزم المساعدات المادية لـ”كييف”.
الهجوم المضاد.. هل فشل قبل أن يبدأ؟
هنا يوضح هوفمان مارتشينكو، أن الهجوم المضاد كان بمثابة المخدر القوي الذي روجته الآلة الإعلامية الغربية على طول المنصات وعرضها لاستعادة الأراضي التي ضمتها روسيا في القرم ودونباس وخيرسون وسوليدار وباخموت، وبالتالي كان لابد من تجييش غربي واسع.
كما أرجع احتمالات فشل الهجوم المضاد لعدة نقاط أيضًا:
- القوات الروسية تكيفت بشكل جيد مع “التكتيكات” الجديدة لـ”كييف”.
- تعويل أوكرانيا والغرب على خروج فاغنر من باخموت ودخول قوات “أخمات” الشيشانية.
- إدراك الغربيين أن كلفة ضرب العمق الروسي باهظة، لا سيما مع ضراوة ضربات موسكو عقب حادث الكرملين.
وأكد هوفمان مارتشينكو، أن روسيا أكدت مرارًا جاهزيتها لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، غير أن كييف حظرت إجراءها قانونيًا، بعدها، قال الرئيس، فلوديمير زيلينسكي، في قمة مجموعة العشرين إنه “لن تكون هناك أي اتفاقية”، بينما اعترف رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيف بوريل، بأنه يمكن وقف النزاع في أوكرانيا على الفور إذا توقف الغرب عن تقديم الدعم العسكري إلى سلطات كييف.
من جانب آخر، يرى واتلينغ كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا، أن من الممكن أن يكون هناك ضغوط غربية على كييف ولكن لن يتم تقديم تنازلات وأوروبا تعلم ذلك.
وأضاف كودراخيين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الأزمة في أوكرانيا ليست داخلية بل تخص الناتو وآمنه بشكل مباشر وبالتالي لن يتم التفاوض دون الرجوع عن الأراضي التي تم اجتياحها من جانب موسكو.
وفيما يخص الهجوم المضاد، يقول متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية بأوديسا، أنه تحت الاستعداد والتجهيز ولن يتم التراجع عنه، مشيرًا إلى زن العمليات العسكرية مستمرة بالفعل والدفاعات قائمة وهذا ما يرهق روسيا يوميًا، مما يجعل من الهجوم المضاد فعال ومؤثر.