تأتي موافقة اللجنة البرلمانية التركية بعد أكثر من عام من المفاوضات مع السويد التي أرادت الانضمام إلى الناتو على وقع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في حين كانت تركيا بمثابة حجر عثرة أمام تلك الخطوة، قبل أن يوافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في نهاية أكتوبر الماضي، على إحالة طلب السويد إلى البرلمان للتصويت عليه.

وقال مراقبون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن انضمام السويد للناتو من شأنه أن يشعل الغضب الروسي تجاه الحلف، وقد تلجأ لنشر مزيد من الأسلحة النووية التكتيكية.

 ماذا حدث؟

  • تقدمت فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو معا في العام الماضي في أعقاب الهجوم الروسي، لكن مصيرهما تباعد بعد أن صادقت تركيا على طلب فنلندا قبل الانتخابات الرئاسية التركية، بينما أجلت النظر في الطلب السويدي، إثر نزاع طويل الأمد بشأن ما تراه أنقرة دعما للجماعات الكردية، وكذلك القيود المفروضة على صادرات الأسلحة.
  • تخلى أردوغان عن معارضته لطلب السويد في يوليو الماضي، بعد أن أشارت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنها ستسمح لتركيا بشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز إف-16 ومعدات تحديث من الولايات المتحدة، كما تلقت أنقرة تأكيدات من السويد بأنها ستساعد في إحياء مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
  • قررت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي الأسبوع الماضي إجراء التصويت بعد مكالمة هاتفية بين أردوغان وبايدن.
  • من المُنتظر أن يتم التصويت على طلب انضمام السويد في البرلمان التركي بكامل هيئته، بمجرد أن يضعه رئيس المجلس نعمان كرتولموش على جدول أعمال المناقشات، والذي لم يحدث إلى الآن.
  • تأتي تلك التطورات بعد أن قال أردوغان، الأسبوع الماضي، إن بلاده تسعى لإحراز تقدم متزامن في توسيع حلف الناتو وطلب تركيا شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 وحوالي 50 مجموعة تحديث من الولايات المتحدة، بعدما نفى في السابق أي صلة بين القضيتين.
  • وفق موقع “المونيتور” الأميركي، سعت أنقرة إلى إنفاق 20 مليار دولار لتحديث طائراتها العسكرية، وبينما أيدت إدارة بايدن البيع علنا في وقت سابق من هذا العام، لم تقدم وزارة الخارجية بعد إشعارا رسميا إلى الكونغرس لمراجعته.
  • لا يتطلب بيع طائرات إف-16 موافقة الكونغرس، لكن يحق للمشرعين الأميركيين استخدام حق النقض ضد البيع في غضون 30 يوما بعد إخطار وزارة الخارجية للمراجعة، في حين هدد بعض كبار أعضاء الكونغرس بوقف الصفقة ما لم تنفذ تركيا إصلاحات رئيسية في السياسة الخارجية، بما في ذلك النأي بنفسها عن روسيا وتحسين العلاقات المتوترة مع اليونان.
  • عدلت السويد دستورها وعززت قوانينها لمكافحة الإرهاب في 22 نوفمبر الماضي في محاولة لإقناع أنقرة بالتخلي عن اعتراضاتها.

 كيف ترد روسيا؟

ويعتقد كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغناتوف، في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، أن ينظر الكرملين إلى اقتراب عضوية السويد بالناتو بشكل سلبي، لكن “روسيا لا تستطيع منع حدوث ذلك بأي شكل من الأشكال، لذلك سيتعين عليها التعايش معه”.

وأوضح “إغناتوف”، أن موسكو لا تملك الموارد اللازمة لتعزيز وجودها العسكري في الوقت الحالي، فخلال ردها على انضمام فنلندا إلى الناتو، أعلنت روسيا عن إعادة إنشاء المناطق العسكرية ونشر قوات جديدة، لكن هذا لم يحدث بعد.

ومع ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أن هذه القوات ستظل في نهاية المطاف في أوكرانيا إذا استمرت الحرب هناك، وفق إغناتوف الذي أوضح أن روسيا ستدلي بتصريحات حول استعدادها لمزيد من عسكرة منطقة البلطيق، لكن النتائج الملموسة على الأرض لن تحدث في أي وقت قريب.

وسبق أن اعتبر الكرملين، انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي بأنه سيكون له “تداعيات سلبية” على أمن روسيا، مؤكدا اتخاذ إجراءات “مقررة ومخططاً لها” رداً على ذلك.

 وعاد كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، للقول إن “المكان الوحيد الذي يمكن لروسيا أن تحاول فيه تغيير التوازن بشكل كبير هو كالينينغراد، إذ يمكن أن تُعلن موسكو على سبيل المثال عن نشر أسلحة نووية تكتيكية هناك”.

لكنه أوضح أنه “مع ذلك، فهذه خطوة قوية قد ترغب القيادة الروسية في إرجائها لأزمة أخرى، إذ أنها كرد على شيء كان معروفا مسبقا وهو انضمام السويد إلى الناتو، يبدو أنه غير ضروري ومفرط”.

ولا يعتقد “إغناتوف” أن العلاقة بين روسيا والغرب ستتدهور بشكل كبير إزاء عضوية السويد بالناتو، قائلًا: “في الآونة الأخيرة، أوضح بوتين أن روسيا ليس لديها خطط لخوض حرب مع الناتو وترغب في تجنبها، وبدلا من ذلك، أوضح أنه مهتم بأوكرانيا وربما دول أخرى ما بعد الاتحاد السوفيتي حتى لا تكون جزءا من النظام الأمني الغربي”.

واختتم حديثه قائلًا: “لذلك، لن يكون لانضمام السويد إلى الناتو أي تأثير على أهداف الكرملين حتى الآن”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version