ويعتقد محللون عسكريون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الجيش الأوكراني بات أمام تحديات عدّة، خاصة في ظل المعاناة التي يواجهها خلال الشتاء، ومواصلة روسيا لضرباتها الجوية، وهجماتها بطائرات دون طيار، فضلا كون أوروبا عاجزة عن توفير مليون طلقة ذخيرة وعدت بها أوكرانيا قبل عام.

ماذا قال ستولتنبرغ؟

  • في مقابلة مع قناة “آيه آر دي” التلفزيونية الألمانية، السبت، علّق ستولتنبرغ، على سؤال عما إذا كان يخشى أن يزداد الوضع في أوكرانيا سوءا في المستقبل، بالقول إنه “يتعين علينا أيضا أن نكون مستعدين لتلقي أخبار سيئة”.
  • أضاف ستولتنبرغ أن “الحروب تتطور على مراحل، ولكن علينا أن ندعم أوكرانيا في الأوقات الجيدة والسيئة على حد سواء”، موضحًا أنه من الضروري تعزيز إنتاج الذخيرة، خاصة بعدما لم تتمكن دول الناتو من تلبية الطلب المتزايد عليها.
  • أشار إلى أن أوكرانيا الآن في “وضع حرج”، لكنه رفض أن يوصي بما يجب أن تفعله كييف قائلًا: “سأترك الأمر للأوكرانيين والقادة العسكريين لاتخاذ هذه القرارات العملياتية الصعبة”.
  • اعترف أمين عام الناتو أنه لم تحدث تطورات مهمة في ساحة المعركة خلال الأشهر القليلة الماضية، مضيفًا أن “الحروب بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها، لكننا نعلم أنه كلما زاد دعمنا لأوكرانيا، كلما انتهت الحرب بشكل أسرع”.

 صعوبات واسعة

قتال دون نتائج

ومن أوكرانيا، اعتبر الخبير السياسي ورئيس تحرير “أوكرانيا بالعربية”، محمد فرج الله، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه إلى حد كبير يمكن التأكيد على أن الحرب وصلت كعمل عسكري إلى مسار مسدود.

لكن “فرج الله” يرى أن ذلك ليس بسبب البرد القارس، إنما حتى قبل انخفاض درجات الحرارة لهذا المستوى، حيث وصلت إلى حالها الراهن قبل شهر عندما أصبح واضحاً تكافؤ القوة بين الجانبين.

وأضاف: “من جانب روسيا، باتت عاجزة منذ أكثر من عام على تحقيق أي نجاح عسكري على الأرض في أوكرانيا بعدما أخذ الجيش الأوكراني زمام المبادرة واستطاع تحرير جزء من الأراضي الأوكرانية المحتلة وتنفيذ خطوط دفاعية جيدة… ومن الجهة الأوكرانية توقف الهجوم المضاد وأصبح في حالة معلقة لأن خطوط الدفاع الروسية التي بُنيت تعد شديدة التعقيد”.

وأشار إلى أن كييف كانت تعول على تسلم مقاتلات “إف 16” قبل نهاية العام، وهو ما لم يحدث؛ لأن الجيش الأوكراني لا زال يفتقر إلى الغطاء الجوي، ودونه لا يمكن أن يحقق نجاحات عسكرية كما كان في السابق ولا يمكن أن يحافظ على تقدمه طالما لم يحظى بهذا الغطاء الجوي.

جنبا إلى جنب مع ذلك -والحديث لا زال موصولاً لفرج الله- لم تحصل أوكرانيا على المليون قذيفة الأوروبية الموعودة، وما وصل 300 ألف قذيفة فقط، في حين هناك استهلاك كبير للقذائف في القتال، وفي المقابل حصلت روسيا على وفرة من الذخائر بتحالفها مع كوريا الشمالية.

وأوضح أن هذا الوضع يمنع أي طرف من تحقيق نجاحات عسكرية على حساب الطرف الآخر، وهذا هو السبب الأساسي لوصول الحرب لهذا الطريق المسدود.

شتاء عصيب

من جانبه، يرى الباحث في الشؤون الدولية، هاني الجمل، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه في الوقت الذي تدخل فيه الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، تُعيد هذه الأيام الشتوية المزيد من الأوضاع القاسية علي الشعب الأوكراني الذي بدأ يتأهب في الوقت الراهن لفصل شتاء عصيب ليس فقط بسبب شدة البرودة ولكن تحسباً لهجمات روسية عنيفة في جميع أرجاء البلاد.

وأشار إلى أن الجانب الروسي يستغل هذه الظروف الصعبة من أجل تحقيق نجاحات على المستوى الحربي مستغلاً الأوضاع الجغرافية غير المتوازنة في الجبهة الداخلية والتي تشعر المواطن الأوكراني بصعوبة الحياة.

ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، إذ يزيد من الطين بلّة وجود خلافات كبيرة وتوترات بين الرئيس الأوكراني والقائد العام للجيش، والتي بدت واضحة بعد إقالة زيلينسكي لقائد الوحدة العسكرية الطبية، ومطالبته كذلك بتغييرات ميدانية في صفوف القوات الأوكرانية، وبعد حالة الإنهاك التي بدأت تصيب الجميع في أوكرانيا بعد ما يقرب من عامين من بداية الحرب، وفق “الجمل”.

لكنه أشار إلى أن هذا ما حاولت أوكرانيا تفاديه من خلال التأكيد على أنه لا يوجد طريق مسدود، فالهدف الإستراتيجي لها يتمثل في استعادة كامل أراضيها بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

ولفت الباحث في الشؤون الدولية إلى أن تلك الحالة التي وصل إليها الجانب الأوكراني والتي يأتي على رأسها الخسارة الفادحة التي تتكبدها القوات الأوكرانية في ساحة القتال منذ بداية الحرب، وتراجع المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا على أمل تحقيق النصر على الجانب الروسي، دفعت العديد من الأصوات داخل أوكرانيا إلى المطالبة والتفكير جدياً في وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات من أجل وضع نهاية لتلك الحرب على الرغم من اعترافهم أن تلك المفاوضات سوف تصب بلا أدنى شك في صالح روسيا.

ويعتقد الجمل أن العمليات الروسية ستستمر ضد أوكرانيا باستراتيجية الضربات عن بعد خاصة أن روسيا مستعدة لمواجهة جوية باستخدام صواريخ من مختلف الطرازات، والمدى النيراني من خلال الطائرات دون طيار محلية الصنع والواردة من دول صديقة لموسكو.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version