وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، بأن الهجوم “ليس سريعا”، وإن استدرك بأن قوات كييف “تتقدم”، فيما وصفت كييف، الأحد، الوضع بالمعقد، وبررت تأخرها بأن “الهجوم الرئيسي لم يأت بعد”.

ويعرض خبير عسكري أوكراني لموقع “سكاي نيوز عربية” أسباب تأخر بلاده في تحقيق هدفها من الهجوم، مشيرا لاستعدادها لشن هجوم آخر “أوسع”.

تحرك بالأشجار والأمتار

وفق الرئيس الأوكراني، فإن الهجوم المضاد يواجه صعوبات بسبب شنه متأخرا، وعدم إمداد الغرب لأوكرانيا بما يلزم من أسلحة، مثل مقاتلات “إف- 16″؛ ما منح روسيا فرصة زرع حقول ألغام حول الجبهات وإعداد خطوط للدفاع، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

وذكرت شبكة “سي.إن.إن”، أن حلفاء أوكرانيا يشعرون بالقلق حيال أن تقدم الهجوم الذي طال انتظاره “يقاس بالأمتار بدلا من الكيلومترات”.

 ونقلت، الخميس عن جندي أوكراني، أن حقول الألغام كثيفة للغاية، والقوات التي تحاول تحرير المنطقة تتقدم “شجرة تلو شجرة”، في إشارة لبطء تقدمها.

كما أشارت لتحديات تواجه الدول التي تدعم أوكرانيا، مثل معاناتها من التضخم وزيادة معدلات الفائدة، ويحتاج قادتها أن يبرروا أمام شعوبهم وهم يواجهون انتخابات في العام ونصف المقبلين ضخ مساعدات هائلة لأوكرانيا.

عمليات صغيرة تسبق الهجوم الكبير

تقول أوكرانيا إن هدف الهجوم المضاد هو استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا (شبه جزيرة القرم، دونستيك، لوغانستيك، زابوريجيا، خيرسون)، لكن منذ بدء الهجوم في يونيو لم تستعد سوى عدة قرى في الجنوب الشرقي.

ويُرجع معهد دراسة الحرب (مقره واشنطن) ذلك إلى أن الجيش الأوكراني لا يحاول حاليا شن عمليات واسعة، ويشن هجمات أصغر على طول الخطوط الأمامية الممتدة ألف كيلو متر؛ لاستنزاف الاحتياطات الروسية قبل شن الهجوم الكبير.

أما نائبة وزير الدفاع الأوكرانية، غانا ماليار، فقالت في تغريدات على”تويتر”، إن “المعارك تدور في كلّ مكان لكن الوضع على الجبهات معقّد”.

خطة الناتو للإنقاذ

ولإنقاذ الهجوم المضاد، كشف العقيد دوغلاس ماكغريغور، المستشار السابق لوزير الدفاع الأميركي، الخميس، عن أن حلف الناتو يدرس إمكانية إرسال قوات لأوكرانيا.

وقال على قناة Judging Freedom على “يوتيوب” إن بولندا وليتوانيا تدرسان نشر قوات مشتركة في أوكرانيا، كما نقل عنه موقع “روسيا اليوم”.

خطوة أخرى للإنقاذ، ذكرها مسؤولون أميركيون لوكالة “رويترز”، الخميس، وهي أن واشنطن تخطط لتزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية لدعم الهجوم المتعثر.

وهذه الذخائر تتكون من حاوية تفتح في الهواء، وتنثر أعدادا كبيرة من “القنابل الصغيرة” أو الذخائر الصغيرة المتفجرة على مساحة واسعة.

الحصار بالألغام

في تعليقه لـ”سكاي نيوز عربية” يلتمس الخبير العسكري الأوكراني أوليه دانيلوف، لبلاده هذه الأعذار التي عطَّلت الهجوم عن أهدافه، ومنها:

• روسيا لغمت ملايين الهكتارات من الأراضي الأوكرانية، حتى الزراعية والغابات والطرقات، وأصبحت مدن محاصرة بالكامل بألغام، مثل زابوريجيا وباخموت وخيرسون.

• القوات الأوكرانية تسير عبر حقول ألغام روسية مميتة محرمة دوليا.

• كييف تفتقر للتفوق الجوي؛ ما يعرضها لهجمات جوية متكررة.

• تأخر السلاح الغربي مّكن الروس من تحصين دفاعاتهم.

• القوات الروسية استعدت للهجوم الأوكراني منذ شهور، وحصنت بشكل منيع جبهات القتال.

ورغم ذلك، يعقد دانيلوف الأمل على استمرار وتطوير الهجوم، مؤكدا أنه “إن كان فشل في مرحلته الأولى، التي تمت بمشاركة 3 ألوية فقط، فإن هذا لا يعني فشل العملية العسكرية برمتها؛ فالجيش يستعد حاليا لشن هجوى أقوى وأوسع”.

وحسب تقديره، فإن كييف “تريد أن يكون هجومها إستراتيجيا ومخططا للحفاظ على أرواح جنودها، ورغم العقبات، حررت بعض البلدات والقرى، كما أن بطء العمليات من طبيعة الحرب”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version