ويتحدث ترامب عن اتفاق محتمل، لكنه يلمّح إلى تحرك وشيك ضد طهران. في المقابل، تحاكي إسرائيل هجومًا عسكريًا على إيران داخل الأراضي السورية، مما يثير تساؤلات حول قدرة إيران على المناورة في هذه اللحظة الحرجة.

صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن اللحظة الحالية هي الأنسب لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن تنفيذ مثل هذا الهجوم يتطلب دعمًا لوجستيا وعسكريا أميركيا واسع النطاق.

موقف إيران بين التفاوض والتصعيد

إيران، من جانبها، ترفض التفاوض تحت الضغط، معتبرة أن أي حوار يجب أن يتم في ظروف طبيعية، بعيدًا عن العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فرضتها إدارة ترامب.

حسين رويوران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، أوضح أن إيران مستعدة لتقديم ضمانات حول سلمية برنامجها النووي مقابل رفع كامل للعقوبات.

وقال رويوران: “طريق الحل هو المفاوضات، لأن البديل عسكري، وهو ما لا يرغب به أحد. لكن إيران لن تدخل في مفاوضات تحت التهديد أو العقوبات القصوى”.

ترامب، من ناحيته، شدد في تصريحات على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكنه لم يُغلق الباب تمامًا أمام الحلول الدبلوماسية. “نحن على وشك الوصول للحظات الأخيرة مع إيران، وشيء ما سيحدث قريبًا جدًا”، قال ترامب في حديثه.

إسرائيل تحضر.. وإيران تهدد بالرد

التدريبات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ، التي تشبه في تضاريسها مناطق إيرانية، تشير إلى أن تل أبيب تأخذ خيار العمل العسكري على محمل الجد.

مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن هذه المناورات تحاكي سيناريوهات معقدة تتضمن إنزالا جويا واشتباكات في مناطق جبلية وعرة.

لكن إيران بدورها لا تقف مكتوفة الأيدي؛ فقد أجرت مناورات عسكرية واسعة النطاق تضمنت اختبار صواريخ متطورة، من بينها صاروخ “خيبر 4” الذي يتمتع بقدرة تدميرية تعادل 60 طنًا من الـTNT.

طهران أكدت أنها سترد بقوة على أي هجوم إسرائيلي أو أميركي، مشيرة إلى أن منشآت إسرائيل النووية ستكون ضمن أهداف الرد.

خيارات مفتوحة ونهاية غير محسومة

مع استمرار العقوبات الأميركية وتزايد الضغوط الإسرائيلية، تبدو إيران في موقف صعب. فهي من جهة لا تريد الانصياع للإملاءات الأميركية، ومن جهة أخرى تدرك أن العمل العسكري قد يكون كارثيا.

الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مئير كوهين، في حديثه مع “سكاي نيوز عربية”، قال: “نحن نقترب من لحظة الحقيقة. إما تسوية شاملة، أو خيار عسكري سيكلف الجميع ثمنًا باهظًا”.

وبينما يحاول كل طرف تعزيز موقعه التفاوضي، يبقى مستقبل المنطقة معلقًا على خيط رفيع، في انتظار ما إذا كان ترامب، أو أي رئيس أميركي آخر، سيلجأ في النهاية إلى خيار القوة، أم سيُبقي الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version