في حلقة من برنامج “التاسعة” على “سكاي نيوز عربية”، ناقش ، الدبلوماسي الأميركي السابق جوناثان سميث، والأكاديمي الروسي ألكسندر بروفودين، الاستراتيجية التي يطرحها ترامب لتعزيز موقف الولايات المتحدة في الناتو وإعادة ترتيب أولويات الحلف، بما في ذلك ضغط واشنطن على دول الحلف لزيادة الإنفاق العسكري.

ترامب يدعو لزيادة إنفاق الناتو: أمريكا لا يمكنها تحمل عبء الدفاع وحدها

أشار ترامب في تصريحات سابقة إلى أن الولايات المتحدة تتحمل عبء الدفاع عن حلفائها في الناتو بينما تساهم العديد من الدول الأوروبية بشكل ضئيل في ميزانية الدفاع المشتركة.

في هذا السياق، قال سميث إن ترامب يعتقد أن الحلف يحتاج إلى إعادة تقييم حقيقي للمساهمات الدفاعية، خاصة في وقت تتزايد فيه التهديدات من روسيا.

وأوضح سميث أن ترامب قد يمارس ضغوطًا على دول الحلف الأوروبي لزيادة الإنفاق الدفاعي أو قد يخفف من التزام الولايات المتحدة إذا لم تلتزم الدول الأعضاء بتعهداتها.

أزمة أوكرانيا: ترامب يُفضل الحلول الدبلوماسية على التصعيد العسكري

فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أضاف بروفودين أن ترامب يفضل حلاً دبلوماسيًا أكثر من التصعيد العسكري. حيث أشار إلى أن ترامب كان قد صرح في حملته الانتخابية بأنه سيعمل على إنهاء الصراع في أوكرانيا من خلال التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما قد يعيد للأذهان دوره في تخفيف التوترات مع كوريا الشمالية خلال فترة رئاسته.

بروفودين أضاف أن ترامب سيكون حريصًا على الحد من التصعيد في أوكرانيا، في ظل المخاوف من توسع الحرب إلى مناطق أخرى في أوروبا.

التهديدات الروسية: هل ستؤثر على وحدة الناتو؟

بجانب الأزمة الأوكرانية، ناقش الضيفان الموقف الروسي في هذه المعادلة، حيث أشار سميث إلى أن روسيا قد تحاول استغلال الخلافات داخل الناتو لتعزيز مكانتها الجيوسياسية.

وقال إن تصعيد التوترات في أوكرانيا قد يكون جزءًا من استراتيجية روسية لاستفزاز انقسامات داخل الحلف، وهو ما قد يضعف موقف الغرب بشكل عام.

من جانبه، أضاف بروفودين أن موسكو قد تعتبر الضغط الذي يمارسه ترامب على الناتو فرصة لتوسيع نفوذها في مناطق أخرى مثل البحر الأسود والشرق الأوسط.

الخيارات العسكرية: كيف سيتعامل الناتو مع التصعيد الروسي؟

على الرغم من الضغوط التي قد يواجهها الناتو من ترامب لتكثيف الإنفاق العسكري، أكد سميث أن الحلف سيكون مضطرا للرد على أي تهديدات روسية متزايدة.

وقال: “الناتو سيكون بحاجة إلى توسيع تحركاته العسكرية في أوروبا الشرقية وحماية دول البلطيق من أي تهديدات محتملة”.

وأضاف أن الناتو قد يزيد من وجوده العسكري في أوكرانيا، سواء من خلال تقديم مزيد من الدعم العسكري أو عبر تعزيز قواته بالقرب من الحدود الروسية.

أميركا تحت قيادة ترامب: خيارات دبلوماسية أم عسكرية؟

قال سميث إن “ترامب سيتجنب التصعيد المباشر على الأرض قدر الإمكان، لكنه قد يدعم استخدام أدوات أخرى مثل العقوبات الاقتصادية والهجمات السيبرانية”.

وأضاف أن ترامب قد يرى في العقوبات أداة فعالة لردع موسكو عن التصعيد العسكري، وهو ما قد يعزز قدرة واشنطن على التعامل مع روسيا دون الانجرار إلى حرب شاملة.

الناتو في مواجهة التصعيد: استراتيجية جديدة لحماية المصالح الغربية

في ختام النقاش، أشار بروفودين إلى أن الناتو قد يدخل مرحلة جديدة من التطور تحت قيادة ترامب، حيث سيكون عليه تعديل استراتيجيته لمواكبة التغيرات في السياسة الأمريكية.

وقال: “قد نشهد تحولًا في كيفية التعامل مع التهديدات، سواء من خلال تعزيز الدفاعات العسكرية أو من خلال تعزيز العلاقات مع دول أخرى خارج الحلف لتشكيل تحالفات أكبر”.

وأضاف أن الناتو سيبقى على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تهديدات قادمة من الشرق، لكنه سيكون بحاجة إلى التنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة لضمان نجاح أي استراتيجية.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version