في تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأميركية، قال أورويتز المسؤول التنفيدي للعلاقات الخارجية في واشنطن إنه “من منظور سياسي بحت يمكن أن نعرف لماذا يعتقد ترامب أنه يستحق كل أصوات اليهود. ففي رئاسته السابقة للولايات المتحدة نقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى القدس، وخفض الضرائب على الأثرياء الأميركيين واليهود من أثرى الطوائف الدينية في الولايات المتحدة. ورغم ذلك تشير استطلاعات الرأي العام إلى أن ترامب يخسر أصوات اليهود بنسبة كبيرة. وبالفعل فإنه استبق الانتخابات بالقول إنه إن خسرها فسيكون اليهود هم السبب”.

ويضيف أورويتز: “ولكن مثل هذا السلوك من جانب ترامب أمر طبيعي. فهو يقول أشياء يراها كل يهودي مدرك للتاريخ مرعبة. كما أنه يرتبط بشدة بأشخاص يعتبرهم كل يهودي فخور بهويته (بمن فيهم أنا)، مثيرين للاشمئزاز. علاوة على ذلك فترامب وأنصاره يروجون لعدد لا يحصى من نظريات المؤامرة المعادية للسامية”. 

ويقول أورويتز إنه “لهذا السبب لا يمكن أن يكون ترامب خيارا جيدا لليهود، بل على العكس على كل شخص يهودي أو يهمه شأن اليهود الأميركيين أو حتى صديق لليهود ألا يصوت له في الانتخابات المقبلة”، مشيرا إلى “أنه لا يعرف هل ترامب معاد للسامية، أو أنه سيواصل تعليقاته شديدة الخطورة، لكن التاريخ يجبر اليهود على التعايش مع المبدأ البسيط القائل “عندما يخبرك شخص ما بحقيقته، صدقه”، ولكننا نفضل ألا نصدق ما يقوله ترامب عن حقيقته”.

وتابع: “لعل أكثر ما يثير الخوف من ترامب هو تهديده باستخدام “الحرس الوطني أو حتى الجيش ضد أعداء الداخل”. ولم تكن هذه العبارة زلة لسان من جانب الرئيس السابق والمرشح الحالي. فقد كررها أربع مرات في مناسبات منفصلة، أحدثها في مقابلته مع جو روغان، وهو ما يعني أنه يقصد هذا الكلام. كما قال إنه يعتزم أن يكون ديكتاتورا “ولو ليوم واحد، أيا كان ما يعنيه ذلك”. كما قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية أثناء ولاية ترامب السابقة إن تعريف الفاشي ينطبق تماما على ترامب وإنه “يفضل النمط الديكتاتوري في الحكم”.

وأردف قائلا: “الحقيقة المفزعة التي يواجهها اليهود هي أن الدكتاتوريين الذين يثيرون الخوف من الأعداء الداخليين، ويستخدمون الجيش ضد شعبهم، والذين لا يقبلون بأي ضوابط لسلطتهم، هم، من الناحية التاريخية، كارثيون بالنسبة لليهود. كما أن هتلر والمحرقة هما المثالان الأكثر وضوحاً لممارسات هذا النوع من الحكام. وهناك أيضاً محاكم التفتيش التي أقامها الملك فرديناند والملكة إيزابيلا وطرد اليهود في نهاية المطاف من إسبانيا؛ وحملة القمع التي شنها جوزيف ستالين ضد اليهود في الاتحاد السوفياتي؛ والطرد الجماعي لليهود وغير ذلك الكثير من الأمثلة التي لا يتسع المجال لذكرها”.

وأبرز الكاتب: “المشكلة الثانية هي أن ترامب يحيط نفسه بكثير من الأشخاص الذين لا يعتقدون أن هذه الأحداث وقعت بالفعل ضد اليهود، وفي أسوأ الحالات أن اليهود يستحقون ما وقع لهم. ففريق ترامب مليء بالمعادين للسامية. فهناك كاني ويست، الذي اشتهر بتمجيد هتلر حرفيا وعلنا. ونيك فوينتس، الذي ينكر أن النازيين قتلوا ستة ملايين يهودي أثناء الهولوكوست. وهناك جماعة “براود بويز” أي (الأولاد الفخورون)  المعادون للسامية بشكل صريح، والذين قال لهم ترامب -ابتعدوا واستعدوا-“.

كما أشار إلى أن “ترامب نفسه  يردد بعض أكثر نظريات المؤامرة المعادية للسامية إثارة للرعب. فهو يتحدث باستمرار لكذبة “الولاء المزدوج” ويقول إن ولاء اليهود الأميركيين لإسرائيل أقوى من ولائهم للولايات المتحدة. كما أنه يردد أن اليهود “العالميين” مثل الملياردير جورج سوروس ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين والمصرفي والمستثمر لويد بلانكفاين يسيطرون سرا على العالم”.

وأضاف: “تاريخيا كانت الفئات ذات الولاء المزدوج هي الهدف الأسهل الذي يمكن استهدافه عندما يبحث الحاكم المستبد عن عدو داخلي”.

وأوضح: “رغم أن الغالبية العظمى من الجمهوريين غير معادين للسامية، كما أن الجمهوريين من جورج دبليو بوش إلى سام براونباك كانوا من بين أكثر المدافعين بلاغة عن الشعب اليهودي، فإنه للأسف، نجح ترامب في إقصاء الجيل التقليدي من قيادات الحزب. ولم يتبق سوى مجموعة من المتشددين الذين يتوقون إلى السلطة الدكتاتورية، والذين يتاجرون بنظريات المؤامرة المعادية للسامية، والذين لا ينظرون إلى معاداة السامية باعتبارها أمرا فاسدا، ولسبب وجيه، يرى اليهود أن هذا مزيج مرعب”.

أخيرا يقول أورويتز إن “اليهود لا يستطيعون ولا يجب عليهم أن يراهنوا على قائد مثل ترامب. كما أنه على الأميركيين غير اليهود اعتبار عدم انتخاب ترامب تعبيرا حقيقيا عن صداقتهم لليهود الذين يحتاجون حقا إلى هذه الصداقة في الوقت الحالي”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version