وفاز رجب طيب أردوغان بولاية ثالثة في الجولة الثانية للانتخابات التي جرت الأحد، بنسبة 52.16 من الأصوات، مقابل 47.84 لكليجدار أوغلو، أي بفارق 4% فقط، وهو ما قوبل داخل حزب الشعب الجمهوري بالثناء على مثابرة رئيسه من بعض القيادات، فيما اتهمته أخرى بـ”الفشل”.
احتجاجات ومطالب بالاستقالة
ذهب مئات المتظاهرين إلى مقر الحزب مطالبين باستقالة كليجدار أوغلو الذي يترأسه منذ عام 2010، وضخ دماء جديدة.
وصوبت قيادات من الحزب اتهامات بـ”الفشل” له بعد خسارة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، منهم محمد عاكف، نائب رئيس الحزب في إسطنبول.
وكتب عاكف على حسابه في “تويتر”: “النتيجة كانت فاشلة تمامًا”، ورغم أن السيد كمال كليجدار أوغلو بذل جهودًا كبيرة من أجل الانتخابات الرئاسية، إلا أنه لم ينجح. كما فشل حزبنا في الانتخابات البرلمانية “.
ومترجما معنى “الفشل” أوضح: “انخفض عدد نوابنا بشكل كبير مقارنة بعام 2018، وانخفض معدل التصويت لحزبنا إلى ما دون مستوى انتخابات 2011″، و”لا ينبغي لأحد أن يحاول الحديث عن وجود قصة نجاح من هذه النتائج، هناك فشل كامل من رئيسنا وحزبنا”.
وأرجع “الفشل” إلى الحملة الانتخابية، مطالبا بتقييم “جاد” للنتائج، وإلا “سيكون المستقبل أسوأ مما هو عليه اليوم”، خاصة وأن الانتخابات المحلية تقترب، وحذر من أن “القول دعونا نؤجل الحديث عن هذه القضايا هو أكبر شر يلحق بالحزب”.
لا داعي لليأس
لكن القيادي في حزب الشعب الجمهوري، جورسيل إيرول، لا يتفق مع عاكف، حيث يقول: “إنه عندما النظر إلى النتيجة، لا داعي لليأس من المستقبل”.
ويضيف إيرول: “لقد بذل كليجدار أوغلو قصارى جهده في العمل الجاد بنية حسنة وأداء مذهل”.
وعن مطالب البعض باستقالة كليجدار أوغلو، يشدد إيرول: “لن نفتح أبدا الرئاسة العامة لرئيسنا للمناقشة، سوف نقف مع رئيسنا.. سوف ندعم رئيسنا”.
ماذا سيختار كليجدار أوغلو؟
يعلق المحلل السياسي التركي، ياوز أجار، لموقع “سكاي نيوز عربية”، بأنه “من المفروض أن يستقيل من كليجدار أوغلو من منصبه”.
إلا أنه في نفس الوقت يعود للتذكير بأن: “خسارة الرئاسة لا تعني بمجردها فشله في إدارة الحزب، خاصة في ظل ظروف التنافس غير المتكافئة أبدا بسبب سيطرة أردوغان على كل أجهزة الدولة والإعلام المؤثر”.
ويرجح أجار أن يقاوم كليجدار أوغلو مطالب إبعاده، والصراع الداخلي في الحزب، ضاربا مثلا بأنه، وكما فعل في الجولة الأولى، قد يلقي بالمسؤولية على كاهل وجود اختراق في حزب الشعب الجمهوري من منظمة “أرغينيكون”، التي اتهمها بـ”التواطؤ” مع أردوغان ضده.
ويوضح: “من ثم هم من وجهوه إلى المسار الخاطئ خلال الجولة الثانية، نصحوه باستخدام خطاب قومي يضاهي خطاب القوميين المتطرفين؛ مما تسبب في استياء الليبراليين والمحافظين المعارضين لأردوغان”.
وقد يركز كليجدار أوغلو على “تصفية” كوادر هذه المنظمة، ويبقى على رأس حزبه لإدارة الصراع الداخلي، بحسب المحلل التركي، الذي يضيف أن هذا الصراع “قد يؤدي لانشقاقات مؤقتة، لكنه سيؤدي لنتائج صحية نافعة للحزب وتركيا على المدى البعيد”.
ما هي أرغينيكون؟
- منظمة اتهمها أردوغان قبل 10 سنوات بأنها تتبع “الدولة العميقة” وتدير مخططا للإطاحة بحكمه، وتضم ضباطا منهم قائد الجيش السابق، إلكر باشبوغ، ومحامين وأكاديميين وصحفيين وحزبيين، وحكم على بعضهم بالسجن.
- ثم جرت تعديلات قانونية وقضائية وخرج بعضهم من السجن، تزامنا مع حملة أطلقها أردوغان ضد حركة “خدمة” التي يرأسها فتح الله غولن؛ ما دفع معارضيه للقول بصفقة عقدها مع المنظمة للإطاحة بخصومة.