واستقبلت الحدود الجزائرية 50 ألف لاجئ من مدينة كيدال وحدها، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من مدن تيساليت وأنفيف التي تم إفراغها بشكل شبه كامل من سكانها بين أكتوبر ونوفمبر 2023 إبان كثافة المعارك بين حركات الإطار الإستراتيجي الدائم (العرب والطوارق) والجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس، بالإضافة إلى مجازر الجيش المالي وفاغنر ضد المدنيين.

النزوح الداخلي

بينما يفر المدنيين من ولايات أزواد الأخرى إلى الدول المجاورة في الأشهر الأخيرة، فإن مدينة مينكا قد بدأت باستقبال النازحين منذ مارس 2022 إبَّان مجازر داعش ضد المدنيين حيث سيطرت داعش بعد معارك دامت أشهراً على جميع دوائر ولاية مينكا وفر معظم سكان تلك المناطق إلى مدينة مينكا، بينما فر آخرون إلى كيدال و غاو و النيجر والجزائر.

وفي الأيام الأخيرة دقت منظمات إنسانية ناقوس الخطر من مجاعة تهدد النازحين في تلك الولاية، وسببت المجاعة في تلك المنطقة وفاة عدد من المدنيين حسب مصادر محلية.

وأطلق المتحدث الرسمي باسم حركة إنقاذ أزواد إلياس أغ سوغيدي نداء عاجلا إلى الدولة المالية والمنظمات الإنسانية جاء فيه “نداء إلى القلوب الطيبة وذوي النوايا الحسنة، والمنظمات غير الحكومية و العاملين في المجال الاجتماعي، والمغتربين وحكومة مالي وشركائها لقد أصاب سوء التغذية مدينة ميناكا، مما تسبب في وفيات لمدة أسبوعين، ودعا إلى التبرع لصالح النازحين .

موريتانيا تستنجد بالأمم المتحدة

طلبت موريتانيا في ديسمبر 2023 دعما من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للتكفل بـ50 ألف لاجئ أزوادي فروا إلى موريتانيا مؤخرا، بعد المواجهات الأخيرة بين الحركات الأزوادية والجيش المالي والتي بدأت بهجوم الجيش المالي على معسكر لتنسيقية الحركات الأزوادية في فويتا على الشريط الحدودي مع موريتانيا.

وأصبح موضوع النازحين على رأس أولويات الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حكومته اتصالاتها مع ممثلي المستشاريات الغربية في نواكشوط من أجل لفت انتباههم إلى الوضع السائد حاليا في الجنوب الشرقي الموريتاني، من مخيم مبيرا للاجئين حسب تقارير أمنية.

وفي هذا الصدد أعلنت الحكومة الموريتانية يوم الخميس 14 ديسمبر 2023 ، عن وضعها خطة عمل لدمج اللاجئين إليها في النظام التعليمي، لكن هذه الخطة تتطلب تعبئة الموارد المالية بحدود 140 مليون دولار على مدى عشرت سنوات.

وطرحت الحكومة الموريتانية المشكلة على لسان وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة، عبد السلام ولد محمد صالح، على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى العالمي للهجرة، في بروكسل، في ندوة حول التعليم لصالح أطفال اللاجئين.

تحذير من كارثة

وناشد عمدة البلدية المكلفة بمقاطعة باسكنو أقصى الشرق الموريتاني الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالتدخل السريع لمنع حدوث كارثة إنسانية ذات أبعاد مختلفة، بسبب تدفق آلاف النازحين الأزواديين إلى البلدية.

ووفق بيان مناشدة أصدره العمدة عبد الله بن سيدي بن حنن “فإن البلدية أصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات بسبب هذا الكم الكبير من النازحين، زيادة على وجود بعض الاحتكاكات بين التجمعات القروية والنازحين الذين يزاحمونها في المياه والمرعى و المراكز الصحية”.

وقال سيدي بن حنن: إن النازحين أصبحوا يزاحمون ساكنة البلدية في نقاط المياه، ومساحات المراعي، وأدى اكتظاظهم إلى ضعف الخدمات وصعوبة تقديم الخدمة في مصالح الدولة العامة، من مدارس ونقاط صحية مما سبب ضيقا في أحوال الناس وعُسرا في معاشهم، وغني عن القول وعي السلطات الإدارية والأمنية هنا بمقاطعة باسكنو، بهذه الحالات، ومتابعتهم لما تثيره من لغط، وتتسبب فيه من كوارث، تُنذِر بنكبة في تردى أوضاع الساكنة، حتى لا يتحول واقعهم إلى مأساة”.

توقع وصول 100 ألف لاجئ

إلى ذلك، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 2 يناير 2024 أنه يتوقع وصول 100 ألف لاجئ إضافي إلى موريتانيا من الولايات الأزوادية (شمال مالي).

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنهم سيصلون على عدة دفعات خلال الأشهر الستة المقبلة باحثين عن ملجأ في ولاية الحوض الشرقي، محذرة من الضغط على الموارد الشحيحة للسكان المحليين، مما أثار مخاوف من حدوث توترات مع اللاجئين الأزواديين لاكتظاظهم المتزايد في المناطق الحدودية.

 زيادة النزوح نحو الجزائر

أما في الجزائر فبقي معظم النازحين في منطقة تين ظواتين الحدودية وزادوا في الاكتظاظ فيها.

وصلت عشرات الآلاف من العائلات القادمة من كيدال و انفيف و تيساليت و ابيبرا و تين اسكو .

وكان في نفس البلدية الأزوادية نازحين من ولاية مينكا وصلوا منذ مارس و أبريل 2022 إبان مجازر داعش في تلك الولاية.

أهم أسباب النزوح من المدن

  • مجازر الجيش المالي ومرتزقة فاغنر المتكررة بشكل يومي ضد المدنيين خصوصا في ولايتي تومبكتو وكيدال حيث قتل أزيد من 500 مدني في تلك الانتهاكات المتكررة والمتثلة في قتل المدنيين ونهب ممتلكاتهم و حرق منازلهم و تدمير بيوتهم وتستمر هذه الانتهاكات منذ 4 أغسطس 2023 حتى 2 يناير يناير 2024
  • خرق اتفاق الجزائر للسلام والمصالحة من قبل الجيش المالي و العودة إلى مرحلة حرب طويلة الأمد بين الحركات الأزوادية ومالي لا يريد اغلب المدنيين أن يكونوا ضحاياها .
  • الإبادة العرقية والتغيير الديموغرافي لمناطق أزواد الذي ينتهجه الجيش المالي في الآونة الأخيرة وسياسة الأرض المحروقة حيث تستهدف مجازره وضرباته الجوية مدنيين من الطوارق والعرب والفلان بشكل أساسي
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version