تكثف الدول الغربية ضغوطها على تركيا لقبول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، تزامنا مع “محاولة أخيرة” من ستوكهولم لتجاوز اعتراضات أنقرة.
وقال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، إن قانون مكافحة الإرهاب الذي سيدخل حيز التنفيذ بدءا من يوم غد الخميس، يمثل “الجزء الأخير” من اتفاق بلاده مع تركيا للحصول على موافقتها للانضمام إلى الناتو، حيث تطالب أنقرة ستوكهولم بتعزيز تشريعاتها المتعلقة بالإرهاب.
وأضاف رئيس الوزراء السويدي لصحيفة “فاينانشيال تايمز” أن “الوقت قد حان للنظر بجدية في طلب بلاده”، مضيفا أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده الرابح من بقاء السويد خارج الناتو”.
من جانبه، قال مسؤول سويدي كبير للصحيفة البريطانية إن: “قانون الإرهاب هذا، هو أملنا الكبير في حل الموضوع”، مشيرا إلى أن “الأمر متروك لتركيا لتقرر”.
ويمثل طلب السويد للانضمام إلى الناتو العام الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا تحولا تاريخيا لستوكهولم، بعد أكثر من قرنين من عدم الانحياز العسكري، غير أنها تحتاج إجماع كل أعضاء الحلف قبل الحصول على العضوية.
ووافقت تركيا على طلب انضمام فنلندا إلى الحلف في أواخر مارس الماضي، لكنها واصلت اعتراضها على انضمام السويد قائلة إن ستوكهولم تؤوي أفرادا من جماعات مسلحة تصنفها تركيا جماعات إرهابية.
وتسبب الرفض التركي في نشوء خلاف بين تركيا وحلفائها في الناتو، في وقت يحاول فيه التحالف إظهار الوحدة في ظل استمرار الحرب الروسية.
وأبزرت “فاينانشيال تايمز”، أن الولايات المتحدة وباقي حلفاء الناتو يكثفون جهودهم لإقناع الرئيس التركي بالتراجع عن الوقوف ضد انضمام السويد، وذلك بعد أن “تسامحوا مع رغبته في تعزيز أجندته الانتخابية”، حيث كان الملف ورقة مهمة في حملته.
وزار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، السويد أمس الثلاثاء، وحث تركيا على الانتهاء فورا من الموافقة على طلب ستوكهولم، قائلا إن الدولة الواقعة في شمال القارة الأوروبية اتخذت بالفعل خطوات مهمة لمعالجة اعتراضات أنقرة على طلب انضمامها.
ورفض بلينكن الإشارة إلى أن موافقة تركيا على مسعى السويد الانضمام إلى الحلف مرتبطة ببيع الولايات المتحدة طائرات إف-16 المقاتلة لأنقرة، على الرغم من تلميح الرئيس جو بايدن، الاثنين، إلى وجود صلة بين الأمرين.
وقال بلينكن إن واشنطن تواصل العمل على استكمال انضمام السويد قبل قمة الحلف في منتصف يوليو والتي ستجمع رؤساء دول الناتو، وذلك خلال حديثه في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي، في مدينة لولو الواقعة بشمال السويد.
من جانبه، قال الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، إنه “من الممكن” أن تنضم السويد للناتو بحلول “قمة فيلنيوس” المزمع انعقادها في 11 يوليو المقبل.
وكتب على تويتر أنه أجرى “مكالمة جيدة” مع إردوغان يوم الثلاثاء، وناقشا خلالها “إنهاء ملف انضمام السويد إلى الناتو”.
وتمت دعوة كل من إردوغان وكريسترسون لحضور قمة المجموعة السياسية الأوروبية في مولدوفا يوم الخميس، وهو منتدى جديد على مستوى القارة دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتحدث مسؤولون سويديون وغربيون عن إحباطهم لعدم ضغط الولايات المتحدة بقوة أكبر على إردوغان من قبل، غير أنهم عبروا عن آمالهم أن تفعل ذلك قبل قمة فيلنيوس، وفقا للصحيفة.
وتطالب دول الناتو الرئيس التركي على دعم عضوية السويد، بحجة أن الخطوة “أصبحت حيوية للأمن في مناطق الشمال الأوروبي ودول البلطيق منذ الغزو الأوكراني”.
وقال رئيس الوزراء النرويجي، جوناس جار ستور، هذا الأسبوع: “نتوقع أن تصادق تركيا الآن على طلب السويد”.