عندما تعاقد ريال مدريد مع النجم البلجيكي إدين هازارد في صائفة 2019 قادما من تشلسي الإنجليزي، توقع الجميع في محيط الفريق الملكي أن تكون تلك الصفقة عنوانا لمنعطف كبير في مسيرة اللاعب الذي قاد منتخب بلاده قبل ذلك بعام إلى نصف نهائي مونديال روسيا 2018.
لكن مع مرور المواسم، بدت شعلة توهج هازارد مع تشلسي تنطفئ، وآماله في الإشعاع تتضاءل ليكتب اللاعب البالغ 32 عاما نهاية لمسيرة كروية كانت تعد بالكثير من الإنجازات.
وبلغت تكلفة انتقال هازارد إلى صفوف ريال مدريد 100 مليون يورو، في صفقة كان رئيس الريال فلورنتينو بيريز والمدرب زين الدين زيدان في ذلك الوقت يتطلعان إلى أن يكون هازارد نجما جديدا في الملكي، إلا أن اختيار مغادرة لندن كان القرار الأكثر فداحة في مسيرة ذلك النجم.
وقبل هازارد، تجرع عدد كبير من مشاهير كرة القدم مرارة البطالة والمعاناة بعد الانتقال من ناد إلى آخر بطموح نحو الارتقاء إلى الأفضل، لكن رياح الكرة جرت بما لا يشتهيه هؤلاء لتشهد مسيرتهم الكثير من الاضطراب، مثلما حصل للنجم الأوكراني أندريه تشيفشنكو والأرجنتيني فرناندو ريدوندو وبعض اللاعبين العرب، وفي مقدمتهم النجم المغربي سفيان أمرابط.
التقرير التالي يرصد أشهر النجوم الذين دمرت اختياراتهم مسيرتهم الكروية وحوّلتهم من النجومية إلى البطالة أو الاعتزال المبكر.
البلجيكي هازارد من تشلسي لريال مدريد
انتقل إدين هازارد في يوليو/تموز 2019 إلى ريال مدريد بعقد يمتد على 5 سنوات، وكانت آمال النجم البلجيكي وجماهير ريال مدريد كبيرة على تألق صانع ألعاب “البلوز” كبيرة لقيادة خط الهجوم إلى جانب غاريث بيل وكريم بنزيمة والصاعد الجديد في ذلك الوقت فينيسيوس جونيور، لكن بدايات هازارد الواعدة منيت بخيبة كبرى في أوساط الجماهير المدريدية عندما عجز خلال موسمه الأول عن إثبات نفسه كنجم جديد.
ولعب هازارد أساسيا في تشكيلة ريال مدريد لأول مرة في مباراة دوري أبطال أوروبا في خسارة فريقه (3ـ0) أمام باريس سان جيرمان في سبتمبر/أيلول 2019، في مباراة الذهاب بدور المجموعات، قبل أن يتعرض للإصابة في لقاء الإياب في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، ويخضع لراحة لم تقل عن بضعة أشهر بعد إجراء جراحة في الولايات المتحدة.
وتزايدت متاعب هازارد في موسمه الأخير 2022ـ2023 عندما شارك في 6 مباريات فقط، وسط تلاحق إصاباته لتبدأ نهايته الكروية في الاقتراب، إذ أعلن ريال مدريد في 3 يونيو/حزيران 2023 رحيل اللاعب البلجيكي، وبعد ذلك بأشهر قليلة أنهى هازارد رسميا مسيرته الكروية وأعلن اعتزاله عن سن 32 عاما، مما شكل صدمة كبيرة لمتابعيه ومشجعي منتخب بلجيكا في ذلك الوقت.
المغربي أمرابط من فيورنتينا إلى مانشستر يونايتد
كان النجم المغربي سفيان أمرابط أحد صانعي أمجاد منتخب “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، إذ كان واحدا من العناصر الذين قدموا أداء لافتا للكرة المغربية والعربية والأفريقية في المونديال ببلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى في التاريخ.
وبعد موسم رائع مع فيورنتينا في 2022ـ2023، وصل خلاله إلى نهائي كأس إيطاليا، ثم نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، ارتفعت أسهم لاعب فينورد روتردام السابق، وكان محط أنظار كبار الدوري الإنجليزي، ليتعاقد معه مانشستر يونايتد في سبتمبر/أيلول 2023 على سبيل الإعارة مع خيار الشراء.
لكن انتقاله إلى ملعب أولد ترافورد والالتحاق بمدربه السابق إريك تين هاغ كان خطوة إلى الوراء، حيث تاه النجم المغربي في البريمرليغ ولم يستطع أن يثبت نفسه في تشكيلة فريق “الشياطين الحمر”.
ورغم أنه خاض أغلب مباريات الدوري الإنجليزي، فإن مسؤولي المان يونايتد لم يفعّلوا بند الشراء ليغادر أمرابط نحو فنربخشه التركي خلال الميركاتو الصيفي الماضي، في صفقة اعتبرها الكثيرون خطوة إلى الوراء للنجم المغربي.
المغربي أوناحي من أنجي إلى أولمبيك مرسيليا
كان تألق نجم خط وسط المنتخب المغربي عز الدين أوناحي في مونديال قطر 2022 إحدى كبرى المفاجآت السارة في الكرة المغربية، بعد أن نجح اللاعب المغمور في فرض نفسه خاصة في مباراتي ثمن وربع النهائي أمام إسبانيا والبرتغال.
وانتقل أوناحي (24 عاما) في يناير/كانون الثاني 2023، بعد أسابيع من مونديال قطر التاريخي لمنتخب المغرب، إلى أولمبيك مرسيليا قادما من أنجي حتى يونيو/حزيران 2027، في صفقة اعتبرها الكثيرون منعطفا حاسما نحو مسيرة لافتة، لكن جذوة تألقه سرعان ما خبت بعد أسابيع قليلة.
وخاض أوناحي في موسمه الأول بمرسيليا 7 مباريات، وفي الموسم الماضي لعب 21 مباراة سجل خلالها هدفين، قبل أن يتخلى عنه النادي ليجد نفسه خارج الاهتمامات.
وفي أغسطس/آب الماضي، وبعد فسخ عقده مع مرسيليا، انتقل المغربي إلى باناثيناكوس اليوناني ليخوض تجربة جديدة ومحفوفة بالمخاطر بعد أن توقع له الكثير من الخبراء أن يكون واحدا من أبزر اللاعبين في الدوري الفرنسي.
الأوكراني تشيفشنكو من ميلان إلى تشلسي
لم يكن أندريه تشيفشنكو، أسطورة منتخب أوكرانيا وأيقونة دينامو كييف، يتوقع أن انتقاله من ميلان الإيطالي إلى تشلسي الإنجليزي واحد من أكثر الأخطاء فداحة في مسيرته الكروية الملهمة.
وفي الحقيقة، فإن مشوار النجم الأوكراني كان لائقا بالأبطال بعد أن حقق إنجازات تاريخية مع الميلان بتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا 2003 والدوري الإيطالي 2004، وإحرازه في العام ذاته جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، فضلا عن قيادته أوكرانيا للظهور في مونديال 2006.
وبعد سنوات كان خلالها نجما فوق العادة في الميلان، نزل تشيفشنكو عند إغراءات رئيس تشلسي رومان أبراهموفيتش، وانتقل إلى الفريق اللندني في موسم 2006ـ2007 لكنه لم يكن يعلم أنه كتب نهايته الكروية بذلك الاختيار.
وخاض النجم الأوكراني موسمين مع البلوز لم يحقق فيهما شيئا يذكر، كما أصبح خيارا ثانويا في التشكيلة في موسمه الأخير عندما خاض 17 مباراة سجل خلالها 5 أهداف فقط، مما اعتبره كثيرون نهاية أسطورة الكرة الأوكرانية.
وأنهى تشيفشنكو رحلته مع الكرة من بوابة فريقه الأم دينامو كييف عندما قرر العودة إلى البدايات، لكنه سرعان ما أعلن اعتزاله في موسم 2011ـ2012.
البرتغالي كواريسما من بورتو إلى إنتر ميلانو
سطع نجم ريكاردو كواريسما لأول مرة في سماء الكرة الأوروبية في 2002، وذلك في صفوف سبورتينغ لشبونة، جنبا إلى جنب مع صديقه كريستيانو رونالدو، الذي انتقل في ذلك العام إلى مانشستر يونايتد، في حين رحل كورايسما إلى برشلونة بعمر 19 عاما.
وفشل المهاجم الشاب في الليغا، ليظهر من جديد مع بورتو حيث تألق بشكل لافت بين عامي 2004 و2008 وخاض 158 مباراة سجل فيها 31 هدفا.
وفي 2008 خطف إنتر ميلانو كواريسما، لتكون الصفقة بمثابة بداية النهاية للنجم البرتغالي الذي خاض 31 مباراة في موسمين وسجل هدفا واحدا، لينتقل بعدها إلى تشلسي حيث خاض هناك 5 مباريات في عام واحد.
ولعب البرتغالي في بيشكتاش التركي وأهلي دبي الإماراتي، وعاد إلى بورتو قبل أن ينهي مسيرته مع فيتوريا غيماريش في موسم 2021-2022.
الأرجنتيني ريدوندو من ريال مدريد إلى ميلان
يعد النجم الأرجنتيني فرناندو ريدوندو أحد أفضل اللاعبين اليساريين في العالم حتى إن كثيرين أكدوا أنه سيكون خليفة للأسطورة دييغو مارادونا بعدما تألق بشكل لافت مع ريال مدريد وخاض معه 228 مباراة، كما أحرز الكثير من الألقاب من بينها دوري أبطال أوروبا 1998 و2000.
وفي 2000 انتقل ريدوندو إلى ميلان الإيطالي، لكنه سرعان ما اختفى عن الأنظار بسبب الإصابات أحيانا وتراجع مستواه أحيانا أخرى.
واعتزل ريدوندو عام 2003 دون أن يكمل عقده مع الميلان لينهي مسيرة كروية كانت تعد بالبروز بشكل أفضل في صفوف الفريق الملكي.
الكاميروني سونغ من أرسنال إلى برشلونة
خاض ألكسندر سونغ نحو 200 مباراة مع أرسنال الإنجليزي بين عامي 2006 و2012، قبل أن يتعاقد مع برشلونة بداية موسم 2012ـ2013، إلا أن تلك الصفقة كانت واحدة من أسوأ الصفقات في تاريخ الفريق الكتالوني.
ولعب الدولي الكاميروني مع البارسا 65 مباراة في أكثر من 4 سنوات، قضى أغلبها خارج حسابات مدربيه قبل أن يغادر ملعب كامب نو عام 2016 وينتقل إلى وست هام ثم روبن كازان الروسي وسيون السويسري، لكن المفاجأة الكبرى أن النجم الكاميروني أنهى مشواره مع نادي أرتا سولار من دجيبوتي في عام 2023.