وصل وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، الجمعة، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة هي الأولى لمسؤول إيراني منذ اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وتكثيف غاراتها على مناطق عدة في البلاد.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان: “وصلت في هذه الأثناء، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، طائرة إيرانية تقل وزير الخارجية، عباس عراقجي”.
وأظهر بث مباشر لتلفزيون رويترز، طائرة تحمل العلم الإيراني تهبط بمطار رفيق الحريري في بيروت، بعد ساعات فقط من ضربات جوية استهدفت محيط المطار ليلا.
ومن المقرر أن يلتقي عراقجي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري.
وشهدت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، ليل الخميس الجمعة سلسلة غارات مكثفة تواصلت حتى الصباح، كانت من الأعنف التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ كثف حملة قصفه الجوي على لبنان في 23 سبتمبر.
إسرائيل تشن أعنف الضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت
أفاد الإعلام الرسمي اللبناني ليل الخميس-الجمعة أنّ سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في واحدة من أعنف الضربات على هذا المعقل الأساسي لحزب الله منذ بدأت إسرائيل تقصفه في 23 سبتمبر.
وأفاد مصدر مقرب من حزب الله، أن إسرائيل شنت “11 ضربة متتالية” أحدثت دويا قويا اهتزت معه الأبنية ووصل صداها وفق شهود عيان إلى مناطق تقع خارج نطاق بيروت وضواحيها، حسب وكالة فرانس برس.
من جانبها، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام أنه “سجلت حتى الساعة أكثر من 10 غارات متتالية، من أقوى الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان”.
وأظهرت لقطات لمصوري وكالة فرانس برس، كرات ضخمة من اللهب ترتفع من أحد المواقع المستهدفة بأعنف الضربات، مع تصاعد سحب الدخان الكثيف.
محاولة استهداف صفي الدين
أورد موقع أكسيوس الأميركي نقلا عن 3 مسؤولين إسرائيليين لم يذكر هوياتهم، أن إحدى الضربات الإسرائيلية استهدفت هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب والذي يرجح أن يعين أمينا عاما جديدا له خلفا لحسن نصر الله.
ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات حتى الآن، ردا على أسئلة فرانس برس.
وعند الفجر، استهدفت غارة إسرائيلية منطقة المصنع في شرق لبنان عند الحدود مع سوريا، مما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام وما أفاد وزير النقل، علي حمية، لفرانس برس.
وقُتل 37 شخصا وأصيب 151 بجروح جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت، الخميس، مناطق متفرقة في لبنان، على ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه استهدف “15 هدفا لحزب الله في منطقة بيروت”، تشمل “مواقع إنتاج أسلحة ومستودعات أسلحة وبنى تحتية”. ومن الأهداف أيضا “مقر استخبارات” عائد للحزب في بيروت.
وكان مصدر مقرب من حزب الله أفاد سابقا بأن غارة “استهدفت مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله” في الضاحية الجنوبية، مؤكدا أنه كان “أخلي” قبل مدة.
وطال القصف أيضا مناطق في الجنوب وبيروت وضواحيها، وصولا إلى منطقة عاليه شرق بيروت ومنطقة المعيصرة شمال بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
وتوعدت إسرائيل، الخميس، بمواصلة شن “ضربات قوية” على حزب الله في لبنان.
وبموازاة حملة القصف الجوي المكثف الذي خلف أكثر من ألف قتيل في أنحاء مختلفة من لبنان منذ حوالى 11 يوما، ينفذ الجيش الإسرائيلي منذ الإثنين “عمليات برية محدودة ومركزة” في نقاط عدة على طول الحدود، أسفرت عن مقتل 9 ضباط وجنود، الأربعاء.
وكثفت إسرائيل منذ 23 سبتمبر ضرباتها على حزب الله الذي فتح في الثامن من أكتوبر 2023 جبهة إسناد لحماس مع تبادل إطلاق النار بصورة يومية بينه وبين إسرائيل عبر الحدود، غداة هجوم الحركة الفلسطينية غير المسبوق على إسرائيل واندلاع الحرب في قطاع غزة، في 7 أكتوبر.
وأعلنت إسرائيل في منتصف سبتمبر نقل القسم الأكبر من عملياتها إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، مؤكدة أنها تريد وقف نيران حزب الله باتجاه شمال أراضيها للسماح بعودة عشرات الآلاف من السكان الذين فروا من المنطقة هربا من هذا القصف.
وتعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الخميس، مواصلة استهداف مواقع حزب الله في لبنان.
وقال “لن نسمح لحزب الله بترسيخ حضوره في هذه المناطق مستقبلا”، مشددا “ستتواصل الضربات القوية على حزب الله في كافة المناطق، في بيروت وفي سهل البقاع وجنوب لبنان”.
وتترافق الحرب في لبنان مع تصعيد بين إسرائيل وإيران، التي أطلقت، الثلاثاء، نحو 200 صاروخ، بينها صواريخ باليستية على إسرائيل، مما أدى إلى تصاعد التهديدات المتبادلة والمخاوف من اشتعال الشرق الأوسط برمته.
صور جوية تكشف حجم الأضرار في قاعدة عسكرية إسرائيلية بعد الهجوم الإيراني
ذكرت “هآارتس” أن صور “بلانيت لابس” التي نشرتها “أسوشيتد برس” أظهرت إصابة واحدة على الأقل في حظيرة طائرات وأخرى بالقرب من المدرجات في قاعدة نيفاتيم التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الضرر ناجمًا بشكل مباشر عن صواريخ باليستية إيرانية أو شظايا بعد اعتراضات إسرائيلية.
وأعلنت إيران أن هذه الضربة الصاروخية جاءت “ردا” على قتل حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في 31 يوليو في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل.
ووسط التصعيد المتزايد والمخاوف الدولية، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس “لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة، أعتقد أن بإمكاننا تجنبها”.
وكان سئل في وقت سابق في البيت الأبيض إن كان يوافق على “توجيه إسرائيل ضربات تطال منشآت نفطية إيرانية” فأجاب أنه يجري “نقاشات” بهذا الشأن.
من جانبهم، أعرب قادة دول مجموعة السبع، الخميس، عن “قلقهم العميق” جراء “تدهور الوضع” الإقليمي، محذرين في بيان من “دورة خطيرة من الهجمات والردود الانتقامية تهدد بإذكاء تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط، وهو ما ليس في مصلحة أحد”.
وحسب الأرقام الرسمية، فقد قتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 سبتمبر على جنوب لبنان وشرقه وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية.
من بين القتلى نحو 97 عامل إسعاف وإنقاذ قتلوا بنيران إسرائيلية، بينهم 40 قضوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، على ما أفاد وزير الصحة، فراس الأبيض، الخميس.
وقدرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، عدد النازحين هربا من العمليات العسكرية بحوالى 1,2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدة من بيروت.