أكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، جان بيار لاكروا، في مقابلة مع “الخدمة الإعلامية” التابعة للمنظمة الدولية، أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفل”، لن تنسحب من مواقعها، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى “احتلال هذه المواقع من أحد الأطراف”، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية.
وأوضح في المقابلة التي جرى بثها، الجمعة، أن كثافة العمليات القتالية بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله، المصنفة إرهابية في أميركا، جعلت مهام قوات اليونيفل “أكثر صعوبة” في الأسابيع الأخيرة.
ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية طلبت من القوات الدولية التراجع 5 كيلومترات عن الخط الأزرق، “بهدف حمايتهم”، مضيفا: “لكننا اتخذنا قرارا عقلانيا بأن بقاءهم (القوات) حيوي”.
وتابع: “نعتقد أنه إذا تم التخلي عن هذه المواقع على طول الخط الأزرق، فإنها قد تتعرض للاحتلال من جانب طرف أو آخر. وسيكون ذلك سيئا لعدة أسباب، من بينها النظرة إلى حياد الأمم المتحدة وعدم انحيازها”.
وقال لاكروا إن منشآت تابعة لقوات “اليونيفل” تعرضت لأضرار جراء الحرب، لافتا إلى أن 8 جنود دوليين أصيبوا بجروح منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في لبنان، بتاريخ 23 سبتمبر الماضي.
اليونيفيل في لبنان.. وقائع هجوم جديد
تعرض المقر العام لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” في بلدة الناقورة، اليوم الثلاثاء، لإصابة بصاروخ، ما أدى إلى اندلاع حريق في ورشة تصليح آليات.
وزاد: “إنهم جميعا بخير لحسن الحظ، بيد أن ذلك يظهر نوعية الأخطار التي يتعرضون لها”.
وكان المتحدث باسم قوات “اليونيفيل” قد أعلن، الأربعاء، أن البعثة تعرضت لأكثر من 30 “حادثا” منذ بداية أكتوبر الماضي، بينها نحو 20 نسبت إلى “إطلاق نار او أفعال” قامت بها القوات المسلحة الإسرائيلية، حسب وكالة فرانس برس.
و”اليونيفيل” قوة تابعة للأمم المتحدة تم إنشاؤها عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية، ودعم الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها، ومهمتها الأساسية أيضاً، تنفيذ القرار 1701 الصادر بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت نادين ساندرز، وهي صحفية معتمدة لدى الأمم المتحدة، في مقابلة سابقة مع قناة “الحرة”، إن “مطالبة إسرائيل بإبعاد قوات (اليونيفيل)، تعني بالنسبة للأمم المتحدة التخلي عن القرار الأممي 1701، باعتباره الملجأ الوحيد لوقف إطلاق النار، وتباعد حزب الله والجيش الإسرائيلي، وإعادة نشر الجيش اللبناني إلى ما بعد الخط الأزرق”.
وأضافت أن انسحاب تلك القوات يعني أن “تستمر إسرائيل بالاجتياح الكامل، وتجاوزها الخط الأزرق، والانهيار التام لهذا القرار الذي لن يعود له مكان ليكون فاعلا بشكل أكبر”.
“اليونيفيل” للحرة: الدمار في جنوب لبنان صادم ومروع
أكد أندريا تينتي، المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل”، في تصريحات خاصة لقناة “الحرة”، السبت، أن الدمار الذي أصاب العديد من البلدات والقرى في جنوب لبنان “صادم ومروع”.
وأشارت ساندرز إلى أن “الأمم المتحدة تطالب إسرائيل باحترام هذه القوات، وضمان سلامتها، لا أن تهاجمها أكثر. هذه الهجمات تهدف إلى التوغل لأرض لبنان، وهذا ما يتعارض مع الموقف الأممي”.
وصدر القرار 1701 عن مجلس الأمن وكان يهدف إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، ويدعو إلى وقف القتال، وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وانتشار الجيش اللبناني مع قوات “اليونيفيل” لضمان الأمن والاستقرار.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قد قال في أكتوبر الماضي، إن قوة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان أصبحت بمثابة “دروع بشرية لحزب الله”، بعد إصابة 5 من أفراد القوة جراء ضربات إسرائيلية في الأيام الأخيرة.