في غمرة الحرب التي يعيشها لبنان، تتجه أنظار اللبنانيين نحو انتخابات الرئاسة الأميركية وتأثير نتائجها على الأوضاع الداخلية.
وتأتي الانتخابات الأميركية في وقت يواجه فيه لبنان أزمات متفاقمة، أبرزها الحرب المستمرة بين حزب الله وإسرائيل، والأزمة السياسية الناتجة عن الفراغ الرئاسي.
في هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني منير الربيع إن هناك سعيا وضغطا من قبل جهات فاعلة في الولايات المتحدة “قد تكون لبنانية وقد تكون غير لبنانية” في إطار إعادة إنتاج مشهد سياسي جديد في لبنان.
وأشار خلال مشاركته في برنامج “المشهد اللبناني” الذي تبثه قناة “الحرة” إلى أن “هناك قناعة بأن كسر حزب الله بالمعنى العسكري سيدفع كل القوى السياسية إلى تغيير رؤيتها واستراتيجيتها”.
وتابع: “سواء فاز ترامب أو فازت هاريس، فإن على لبنان أن يتمكن من النجاة من المحرقة التي ستأتي من الخارج، أي بفعل القوة العسكرية الإسرائيلية التي ستستمر، ومن المحرقة الداخلية بفعل الانفجارات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية”.
أميركيون من أصل لبناني يدعمون هاريس في انتخابات الرئاسة
أعلن بعض الأميركيين البارزين من أصل لبناني الجمعة تأييدهم للمرشحة الديمقراطية للرئاسة كاملا هاريس في رسالة قالوا فيها إن الولايات المتحدة كانت تدعم لبنان “بشكل كبير” في ظل إدارة بايدن وإنهم يتوقعون دعما إضافيا إذا فازت هاريس في نوفمبر تشرين الثاني.
من جانبه، رجح توم حرب، رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية وعضو الحزب الجمهوري الأميركي، أن يصدر مجلس الأمن قراراً جديداً بعد الانتخابات الأميركية، في حال فوز ترامب، يصب في مصلحة لبنان.
وقال: “المصلحة اللبنانية والمصلحة الإسرائيلية تصبان في خانة واحدة، فكلاهما يريد تجريد حزب الله من السلاح”، مبرزاً إرادة المعسكر الجمهوري في الضغط على إيران لأجل “دفع تعويضات عن الخراب الذي حصل في لبنان”.
من جانبها، دعت وزيرة الصحة الأميركية السابقة، دونا شلالا، القوى السياسية في لبنان إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وقالت إنه لا يُمكن لأحد التفاوض مع دولة بلا رئيس.
وأضافت خلال تدخلها في البرنامج أن “الانتخابات الأميركية من شأنها التأثير على الوضع في لبنان. هاريس تلتزم بخطة استدامة للبنان وخطة وقف إطلاق النار”.
كيف يمكن أن تنعكس نتائج الانتخابات الأميركية على لبنان؟
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجه الأنظار في لبنان إلى تأثير نتائجها المحتمل على المشهد الداخلي، وسط ترقب حول هوية الفائز، سواء كان الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب أو نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس. يأتي ذلك في ظل أزمات متفاقمة تشهدها البلاد، خاصة الحرب المستمرة بين حزب الله وإسرائيل، والأزمة السياسية الناتجة عن الفراغ الرئاسي.
وأردفت: “وقف إطلاق النار يجب أن يتضمن خطة استدامة طويلة الأمد، تماشياً مع القرار 1701″، مشيرة إلى أن ترامب “لا يعرف هذا القرار ولم يزر لبنان، ومهما كانت وعوده لا أثق بها”.
في المقابل، أشارت شلالا إلى أنها “تثق بهاريس” وشجعت على “الدفع باتجاه إعطائها الفرص للتوصل إلى حل في الشرق الأوسط”.
وفتح حزب الله جبهة “إسناد” لغزة وحليفته حماس منذ أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة في القطاع بعد هجوم السابع من أكتوبر.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، كثّف القوّات الإسرائيلية ضرباتها على معاقل حزب الله في لبنان وشنّت هجوما بريا في جنوب البلاد في 30 سبتمبر.
وتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود على مدى العام المنصرم. وحاول الحزب احتواء التصعيد وحصره ضمن هوامش ومناطق حدودية، لكنه أكد الترابط بين وقف النار في لبنان وغزة.
لكن تبادل القصف تحوّل إلى مواجهة مفتوحة في سبتمبر، مع تكثيف إسرائيل حملتها الجوية ضد مناطق لبنانية عدة خصوصا معاقل للحزب في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت، وبدء عمليات برية “محدودة”.
وتقول إسرائيل إنها تريد القضاء على الحزب في المناطق الحدودية ومنع إطلاق الصواريخ وتشترط انسحاب مقاتليه إلى شمال نهر الليطاني للسماح بعودة 60 ألف نازح من شمال الدول العبرية.
وأسفرت هذه الغارات عن مقتل أكثر من 1940 شخص على الأقل في لبنان، بينما دفعت أكثر من 1,2 مليون شخص إلى النزوح، وفقا للسلطات اللبنانية.