واصل فيلم “الحريفة 2” نجاحه في دور العرض السينمائية المصرية، حيث استطاع تحقيق إيرادات تخطت 120 مليون جنيه بعد 36 يوما من عرضه، ليصعد بذلك إلى قائمة أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات في تاريخ السينما المصرية.
ويعد هذا الإنجاز تتويجا للنجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من الفيلم، مما عزز ثقة صناع العمل في تقديم جزء ثانٍ سريعا.
أحداث “الحريفة 2” تدور في إطار يجمع بين الدراما الاجتماعية والكوميديا، حيث يستعرض رحلة الشباب الجامعيين الذين يواجهون تحديات جديدة بعد انتقالهم إلى الجامعة، ويعودون إلى ممارسة كرة القدم وسط منافسة شرسة مع فرق أخرى.
وعلى الرغم من الخلفية الكوميدية للأحداث، فإن العمل يطرح موضوعات ذات طابع شبابي تمس الواقع الرياضي والاجتماعي في مصر.
الفيلم من تأليف إياد صالح وإخراج كريم سعد، ويشارك فيه عدد من ضيوف الشرف مثل آسر ياسين، وأحمد فهمي، وأسماء جلال، إلى جانب الظهور المميز لنجم كرة القدم الإنجليزي المعتزل مايكل أوين، والذي أضاف لمسة عالمية للفيلم.
السادس بين الأعلى إيرادا في التاريخ المصري
فيلم “الحريفة 2” وصل إلى المراتب الثلاث الأولى بحسب تقارير إعلامية محلية، وتمكن من الدخول إلى قائمة أعلى الأفلام تحقيقا للإيرادات في تاريخ السينما المصرية.
وتتربع على القائمة أفلام ذات ميزانيات ضخمة ونجوم من العيار الثقيل، مثل:
- “ولاد رزق 3” – 260 مليون جنيه.
- “بيت الروبي” – 130 مليون جنيه.
- “كيرة والجن” – 120 مليون جنيه.
- “الفيل الأزرق 2” – 103 ملايين جنيه.
- “ولاد رزق 2” – 101 مليون جنيه.
أرقام غير دقيقة؟
وعلق الناقد السينمائي طارق الشناوي على الأرقام التي حققها الفيلم بالقول إن اعتبار أن “الحريفة 2” يحتل المرتبة الثالثة في تاريخ أعلى الأفلام تحقيقا للإيرادات غير دقيق، “وإلا اعتبرنا أفلام مثل ‘غزل البنات’ من بطولة ليلى مراد المعروض عام 1949، و’أبي فوق الشجرة’ و’خلي بالك من زوزو’ كلها أفلام من الأعلى إيرادا، لأنه في المقارنة أهم عناصرها قيمة الجنيه المصري وقت عرض الفيلم، وبالتالي لو طبقنا الأرقام الحالية دون قراءة ظلال الأمور ستكون القائمة خاطئة، لكن يمكن أن نقول أن ‘الحريفة’ من الأعلى إيرادا في تاريخ السينما المصرية وهنا العبارة ستكون أكثر اتساقا”.
الشناوي لم يرجع نجاح الفيلم إلى اعتماده على الوجوه جديدة أو وجود كرة القدم وما لها من شعبية فحسب، “لأن هناك أفلام لم تنجح واعتمدت على الأمرين، لكن نجاح العمل هو تأكيد على توق الجمهور ورغبته في التغيير، وحينما يتم إحلال نجوم يعتلون الفضاء الرقمي، فهو تعبير عن عمق اجتماعي وإرادة في التغيير والدليل الأرقام الضخمة التي حققها الفيلم”.
وتابع أن “الحريفة 2” تفوق على الجزء الأول، “لأن المونتير الذي قام بالمونتاج في الأول هو الذي أخرج الجزء الجديد، واعتمد فيه على خيال أوسع، فلم يراهن على نفس التيمة بل انتقل وقدم خطوط درامية مختلفة لمس من خلالها الجمهور”.
نجاح الجزء الأول والرهان على الشباب
ويعد فيلم “الحريفة 2” نموذجا لنجاح الأفلام التي تعتمد على الوجوه الشابة، حيث يضم طاقمه مجموعة من الممثلين الصاعدين، مثل نور النبوي، وأحمد غزي، وكزبرة، ونور إيهاب، ودونا إمام، ونورين أبو سعدة، وسليم الترك.
وعلى الرغم من غياب أسماء النجوم الكبار الذين يتمتعون بجاذبية شباك التذاكر، فإن العمل استطاع تحقيق أرقام قياسية، مما يعكس استمرار نجاح نوعية الأفلام الشبابية في استقطاب الجماهير.
ويأتي هذا النجاح بعد الأداء القوي الذي قدمه الجزء الأول من “الحريفة”، حيث حقق عند عرضه في يناير/كانون الثاني 2023 إيرادات تجاوزت 76 مليون جنيه، وهو ما دفع القائمين على العمل إلى إنتاج جزء ثانٍ سريعا، مستغلين الزخم الجماهيري الذي حققه الفيلم الأول.
منافسة قوية في شباك التذاكر المصري
يخوض “الحريفة 2” سباقا شرسا في شباك التذاكر أمام أفلام قوية أخرى، حيث يواصل فيلم “الدشاش” تصدر الإيرادات للأسبوع الرابع على التوالي، محققا أكثر من 53 مليون جنيه.
كما يتنافس الفيلم مع أعمال متنوعة مثل “سنو وايت” المستوحى من القصة الكلاسيكية الشهيرة، و”البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” الذي يجمع بين الإثارة والدراما، “6 أيام” الذي يناقش قضايا معاصرة في إطار تشويقي.