أعلنت وزارة الدفاع السورية -اليوم السبت- إغلاق الطريق المؤدية إلى منطقة الساحل غربي سوريا لمنع التجاوزات ضد المدنيين، حيث تعرضت قواتها لهجمات جديدة من مسلحين موالين للنظام المخلوع.
وقال الوزارة للجزيرة إنها قررت بالتنسيق مع إدارة الأمن العام إغلاق الطرق المؤدية إلى مدن الساحل لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن وزارة الدفاع شكلت سابقا لجنة طارئة لرصد المخالفات وإحالة من تجاوز تعليمات القيادة خلال العملية العسكرية والأمنية الأخيرة إلى المحكمة العسكرية.
ويأتي الإعلان عن قرار إغلاق الطرق المؤدية إلى الساحل وسط تقارير عن قيام مسلحين غير نظاميين قدموا من عدة مناطق سورية بقتل عشرات المدنيين من الأقلية العلوية ردا على مقتل عناصر أمن تابعين للحكومة في الهجمات الأخيرة.
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر أمني للجزيرة إنه تم اعتقال مجموعة عسكرية من القوى الشعبية بسبب مخالفة التعليمات الأمنية، وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين أثناء ملاحقة فلول النظام السابق في محافظة اللاذقية.
وأضاف المصدر أن الأمن العام الداخلي بدأ منذ فجر اليوم بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى الساحل السوري، وإعادة الأشخاص ممن لا يحملون مهمة عسكرية رسمية.
وفي خطاب للسوريين، حث الرئيس أحمد الشرع القادة الميدانيين على عدم السماح بأي تجاوزات، وحذر من أن مرتكبي الانتهاكات ضد المدنيين سيحاسبون بشدة.
وردا على الهجمات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل عشرات من أفراد الأمن السوري، والتي وصفتها السلطات بالمنسقة، توجهت أمس إلى الساحل السوري تعزيزات عسكرية كبيرة قدرتها بعض المصادر بأكثر من 20 ألفا.
هجمات جديدة
في غضون ذلك، قال مصدر أمني للجزيرة إن أحد عناصر الأمن الداخلي قتل وأصيب 3 آخرون اليوم السبت في كمين نفذه فلول النظام على طريق بانياس طرطوس.
وأضاف المصدر أن عناصر من الأمن العام السوري تعرضوا لإطلاق نار وسط مدينة طرطوس.
وأكد أن مجموعة من فلول النظام حاولوا تنفيذ عملية دهس لعناصر من الأمن العام داخل المدينة.
وأفاد المصدر نفسه بأن إدارة الأمن العام ضبطت كميات من الأسلحة والذخائر في مقر لفلول النظام بمدينة اللاذقية، بينما قال مصدر آخر لوكالة الأنباء السورية إنه تمت استعادة أكثر من 200 آلية سُرقت من مدينة جبلة خلال الأحداث الأخيرة.
وتأتي الهجمات الجديدة من جانب المسلحين الموالين للنظام المخلوع بعد أن أعلنت القوات العسكرية والأمنية السورية بسط سيطرتها إلى حد كبير على معظم المناطق التي شهدت اضطرابات في اليومين الماضيين.
مصدر قيادي بإدارة الأمن العام لـ سانا:
2️⃣ قمنا بتوجيه قواتنا لضبط الأمن في مدن جبلة وطرطوس واللاذقية وما حولها، وتم حتى الآن استعادة عدد كبير وكميات ضخمة من المسروقات واعتقال العديد من اللصوص.#الساحل_السوري#سوريا_الان— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) March 8, 2025
وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها نجحت في تطويق ما وصفتها بفلول النظام البائد في منطقة الساحل، وتحدثت عن تنفيذ عمليات نوعية ودقيقة ضد فلول نظام النظام المخلوع في القرداحة بريف اللاذقية.
وفي الإطار نفسه، قال مصدر بوزارة الدفاع، لوكالة الأنباء السورية، إن فلول النظام السابق تتحصن في أبنية ومرتفعات مدينة القرداحة، وتقوم باستهداف القوات الأمنية.
كذلك قال مصدر أمني للجزيرة إنه تم الانتهاء من تمشيط مدينتي اللاذقية وجبلة، مضيفا أن فلول النظام يتحصنون بالجبال.
في غضون ذلك، قال مصدر أمني سوري إن عمليات السرقة انتشرت بشكل كبير في عدة مناطق بالساحل السوري، بينما أكدت تقارير أن قوات الأمن استعادت كميات كبيرة من المسروقات وأوقفت عددا من اللصوص.
زمام المبادرة
من جهته، قال مراسل الجزيرة ميلاد فضل إن القوات العسكرية والأمنية استلمت زمام المبادرة وأعادت الأمن بشكل كبير لمعظم المناطق في منطقة الساحل، بعد الهجمات غير المسبوقة لفلول النظام السابق.
وأضاف فضل أن منطقة القرداحة بريف اللاذقية لا تزال تشكّل بؤرة للفلول، حيث تتمركز فيها قيادات متهمة بجرائم حرب، مشيرا إلى أن هؤلاء رفضوا تسليم أنفسهم أو تسوية أوضاعهم.
وتابع مراسل الجزيرة أن العمليات ربما تتركز في الساعات المقبلة على منطقة القرداحة بعد تأمين معظم المناطق في اللاذقية وطرطوس.
وكانت القوات السورية استخدمت أمس صواريخ ومدافع هاون لاستهداف المسلحين في جبال اللاذقية وطرطوس.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية في وقت متأخر من مساء أمس أن قواتها أحبطت هجمات على المرفأ وقيادة القوات البحرية في اللاذقية.
كما أفاد مصدر أمني سوري للجزيرة بإحباط هجوم على المستشفى الوطني في اللاذقية، مشيرا إلى أنه أسفر عن مقتل 8 من المهاجمين و3 من عناصر الأمن الداخلي.
وأضاف المصدر أن اشتباكات عنيفة جرت بين قوات وزارة الدفاع والأمن العام من جهة وفلول النظام من جهة أخرى في محيط المستشفى.
وأعلنت السلطات السورية مقتل العشرات من عناصر الأمن، وأكدت في المقابل أن قواتها قتلت واعتقلت أعدادا كبيرة من المسلحين.
وفي السياق، أفاد مصدر أمني سوري للجزيرة بإطلاق سراح 50 من الشرطة والأمن العام كانوا محتجزين في مدينة دريكيش بريف طرطوس.
من جهة أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن عشرات من فلول النظام مع عوائلهم دخلوا إلى قاعدة حميميم التي تضم قوات روسية في ريف اللاذقية.
وبعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تواجه الإدارة الانتقالية تحديات أبرزها استعادة الأمن والتصدي لمحاولات عرقلة التغيير في سوريا.