يعاني الكثيرون من نزلات البرد، سواءً في فصل الشتاء أو حتى في باقي فصول السنة. وقد تكون نزلات الصيف أشد سوءاً وأكثر ضرراً من نزلات الشتاء. لذلك، من المهم أن يتضمن أسلوب حياتكِ وحياة أطفالكِ وعائلتكِ عناصر غذائية مفيدة، كالبروتينات والفيتامينات، بهدف التغلب على هذه النزلات التي تؤدي إلى شل حركتنا وفقدان شهيتنا.
تقول مستشارة التغذية الدكتورة مونيكا أوزلاندر مورينو إن الفيروسات تتسبب بمعظم “نزلات البرد والإنفلونزا، لذلك فإن الأطعمة ذات الخصائص المضادة للفيروسات قد تسرّع الشفاء” وفق مجلة “ومنز هيلث” (Women’s Health Mag).
أما الدكتورة ميليندا رينغ، المتخصصة في الطب الباطني بمجموعة “نورث وسترن ميديكال غروب” فترى أن “العدوى يمكن أن تسبب نقصاً مؤقتاً في العناصر الغذائية الأساسية، سيما البروتينات وفيتاميني (بي، سي) والنحاس والحديد والزنك. والخيار الأفضل هو تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالمغذيات”.
وتوضح أن “نقص المغذيات يجعل من الصعب على الجسم مقاومة العدوى، ويزيد من حدوث مضاعفات أشد خطورة، مثل الالتهاب الرئوي”.
ووفقاً للدكتورة كريستين أ. غوستاشو من “جامعة راش” (Rush University) بمدينة شيكاغو الأميركية، يجب الابتعاد تماماً عن الكافيين لأنه يسبب الجفاف ويعوّق الاستجابة المناعية، بحسب المصدر السابق.
وعليه، وضع الخبراء وعلماء التغذية قائمة بأفضل 7 أطعمة ومشروبات للتعامل مع نزلات البرد وأعراضها بالفصول كافة، بعيداً من الأدوية، وفق منصات متخصصة، مثل “ويب ميد” (Web MD) و”فيري ويل هيليث” (Very Well Health) و”إيه إيه آر بي” (AARP) ومجلة “ومنز هيلث” (Women’s Health Mag):
1- الشاي الأخضر
يتميز بأنه مليء بمضادات الأكسدة التي تساعد في تقوية جهاز المناعة، ويفضل شرب كوبين منه يومياً. ووجدت دراسة علمية نشرت في يوليو/تموز 2021، وشملت أكثر من 5 آلاف مشارك، أن الشاي الأخضر على وجه التحديد يحتوي على مضادات أكسدة فعالة تساعد جهاز المناعة في مكافحة نزلات البرد والإنفلونزا. لذا، يُنصح بجعل شربه روتيناً يومياً في حياتكِ وحياة أسرتك.
2- حساء الدجاج الساخن
لا يوفر حساء الدجاج السوائل التي يحتاجها جسمك للمساعدة في محاربة الفيروسات فحسب، بل يقلل أيضاً من حدة وألم الالتهابات التي تترافق مع نزلات البرد، وتحديداً التهاب الحلق.
وحساء الدجاج مع الشعيرية غني جداً بالصوديوم والبوتاسيوم، والبروتين والزنك، وكلها عناصر يحتاجها جسمكِ لمقاومة الفيروسات. كما أن السوائل الدافئة بهذا الطبق الشهي تلطّف حلقك وتساعد في تخفيف احتقان الجيوب الأنفية.
3- الحمضيات
مثل الليمون والبرتقال والغريب فروت (الكريفون) وغيرها غنية جداً بفيتامين “سي” وهي أحد مضادات الأكسدة الأكثر فعالية في محاربة الإنفلونزا ونزلات البرد. كما تحتوي على مركبات “الفلافونويد” (Flavonoids) التي تعمل على تعزيز جهاز المناعة لديكِ وأطفالكِ. لذلك، فإن من المهم جعل الحمضيات بأنواعها جزءاً من برنامجكِ الغذائي اليومي لتقوية جهاز المناعة لديكِ ولدى أفراد عائلتك.
كما يمكنكِ الحصول على هذا الفيتامين الحيوي من الفلفل الأحمر والبروكلي والقرع والبابايا والبطاطا الحلوة والطماطم.
4- شاي الزنجبيل
يشتهر بكونه واحداً من أفضل ما يجب تناوله لنزلات البرد، بفضل احتوائه على مادة كيميائية تسمى “سيسكيتيربينيس” (sesquiterpenes) التي تستهدف تحديداً فيروسات الأنف، وهي أكثر أنواع فيروسات الإنفلونزا شيوعاً وانتشاراً. كما يحتوي على مادة “غينغيرول” (gingerols) المضادة للالتهابات والفعالة في مكافحة العدوى.
ويمكنكِ إضافة ملعقتين من الزنجبيل المبشور إلى الشاي الأخضر وتناول هذا الخليط السحري لحل مشكلة نزلات البرد بشكل جذري وحاسم، وتذكري استخدام الزنجبيل الطازج بعيداً عن العبوات التجارية المعلبة التي تحتوي على القليل جداً من الزنجبيل الحقيقي.
5- الثوم
يحتوي على مادة ” الأليسين” (alliin) وهو العنصر النشط في الثوم، ويحتوي على الكبريت الذي يعطي الثوم رائحته وطعمه المميزين. ولأن الأليسين مركب غير مستقر، فإنه يتحول بسرعة إلى مركبات الكبريت الأخرى المسؤولة عن خصائص الثوم الطبية. وتعزز هذه المركّبات استجابة خلايا الدم البيضاء في الجسم تجاه الفيروسات، وخصوصاً التي تسبب نزلات البرد أو الإنفلونزا.
ووجدت دراسة علمية أن الذين تناولوا حوالي 2.5 غرام من مستخلص الثوم لمدة 90 يوماً، لم يكن لديهم فقط مستويات أعلى من خلايا الجهاز المناعي، ولكن كانت لديهم أيضاً أعراض أقل ومقاومة أكثر لنزلات البرد والإنفلونزا.
6- البقوليات
البقوليات بأنواعها، ولا سيما العدس والحمّص والبازلاء، تحتوي على الكثير من المواد التي تساعد في مكافحة الإنفلونزا ونزلات البرد. وتنصح الدكتورة ليزا أندروز، المتخصصة بالتغذية في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية، بجعل البقوليات بأنواعها جزءاً من النظام الغذائي اليومي للعائلة.
وتوضح أن هذه الأطعمة تحتوي على ألياف “البريبايوتك” (Prebiotic Fibers) وهي فئة من الألياف التي تستهلكها البكتيريا المفيدة بالأمعاء، مما يشجع نموها بشكل انتقائي، الأمر الذي يؤدي لتعزيز جهاز المناعة، ومكافحة الالتهابات التي تحدثها الجراثيم والفيروسات.
7- الكُركُم
هو أحد التوابل المهمة والموجود في كل بيت تقريباً، ويحتوي على مادة “الكركمين” (curcumin) التي لها خصائص مضادة للالتهابات والميكروبات والفيروسات، وهو فعال في مكافحة نزلات البرد. ويُنصح باستخدامه مع الفلفل الأسود الذي يساعد الجسم في امتصاصه بشكل أفضل.
ويمكنكِ إضافة نصف ملعقة صغيرة من الكركم إلى كوب واحد من الحليب الساخن مع قليل من الفلفل الأسود، وتناوله مباشرة قبل النوم لمدة يومين أو ثلاثة. ولهذا الخليط فائدة كبيرة، أيضاً، في علاج السعال وألم الحلق.