ربما لا يعرف البعض أن مجرتنا لها تابع يدور في فلكها مثلما يتبع القمر الأرض، يسمى هذا التابع بالسحابة الماجلانية الكبرى ويقف من مجرتنا على مسافة 160 ألف سنة ضوئية، والسنة الضوئية بدورها تساوي نحو 10 تريليونات كيلومتر!
مجرة تتبع مجرتنا
تعد السحابة الماجلانية الكبرى (Large Magellanic Cloud) أعجوبة سماوية مدهشة لسكان نصف الكرة الأرضية الجنوبي، حيث يتمكنون بسهولة من رصدها بالعينين المجردتين، وقد حصلت على اسمها بفضل عالم الفلك والرحالة البرتغالي في القرن الـ15 فرديناند ماجلان الذي دوّنها في ملاحظاته، ولاحقًا عرفت باسمه.
ظن الفلكيون قديما أن “السحابة الماجلانية الكبرى” جزء من مجرتنا وقد انفصلت عنها، لكننا الآن نعرف أنها مجرة قائمة بذاتها لها نواة قضيبية الشكل واضحة في مركزها، تشير إلى أنها ربما كانت قديما مجرة حلزونية مثل مجرتنا لكنها أصغر، وقد دخلت في مدار حول مجرتنا قبل مليارات السنين، ولم تفلت منها منذ ذلك الحين.
أثر متبادل
وفي دراسة نشرت حديثا في دورية “غالاكسيز” (Galaxies) يشير يوجين فاسيليف، عالم الفلك من جامعة كامبردج، إلى أن تأثر السحابة الماجلانية الكبرى بمجرتنا، وتأثر مجرتنا بها، أكبر مما كان العلماء يظنون في وقت سابق.
وحسب الدراسة، فنظرا إلى وزنها الذي يقع بين 10% و20% من كتلة مجرتنا (درب التبانة) فإن السحابة الماجلانية الكبرى تأثرت بمجرتنا إلى حد أنها فقدت أذرعها الحلزونية بسبب تبادل الجذب القوي مع مجرتنا.
ويرى فاسيليف في تصريح رسمي لمنصة “يونيفيرس توداي” أن هذا الأثر امتد كذلك ليشمل الهالة المحيطة بدرب التبانة، حيث تشير أحدث بيانات “غايا” (Gaia) -مرصد فضائي أطلقته وكالة الفضاء الأوروبية يهدف إلى بناء خارطة سماوية تضم ما يقرب من مليار نجم- إلى وجود نمط مخطط غريب في موقع النجوم وسرعتها في هالة مجرتنا.
ويعتقد العلماء في هذا النطاق أن هذه الأنماط المخططة هي الآثار التي خلفتها المجرات التي اندمجت منذ زمن بعيد مع مجرة درب التبانة. لكن إلى جانب ذلك، ترى الدراسة الجديدة أن بعض التشوهات في تلك الأنماط كان سببها السحابة الماجلانية الكبرى عندما مرت بالقرب من مجرة درب التبانة في الماضي.
وتظل السحابة الماجلانية الكبرى إلى الآن منطقة خصبة للدراسة لدى الفلكيين في أنحاء العالم، بخاصة أنها تحتوي على كم هائل من السحب النجمية التي تولد بها النجوم الطفلة بمعدلات غير مسبوقة.