في تقرير نشرته مجلة “فوربس” (Forbes) الأميركية تحدثت عن رافاييلا أبونتي، البالغة من العمر 78 عاما، ولقبتها بكونها “أغنى سيدة أعمال عصامية في العالم”، بثروة تبلغ 46 مليار دولار.
وتناول التقرير -الذي نشره الكاتب جياكومو توجنيني- ثروة رافاييلا وزوجها جيانلويجي أبونتي، وأشار إلى أنها نمت بنحو 31.2 مليار دولار في العام الماضي وحده.
وشاركت رافاييلا في تأسيس شركتها “إم إس سي” للشحن البحري (MSC) مع زوجها في عام 1970، وتبلغ حصتها فيها 50%.
وأشارت فوربس في تقريرها إلى أن 96 مليارديرة فقط حققن ثرواتهن بأنفسهن، رغم أن بعضهن مثل أبونتي أسسن ثرواتهن بالتعاون مع أزواجهن أو إخوانهن. في حين كسبت 241 مليارديرة أخرى جزءا كبيرا من ثرواتهن عن طريق الإرث.
وتشكل السيدات العصاميات 3.6% فقط من إجمالي المليارديرات في العالم، ومع ذلك فإن هذه النسبة أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل 12 عاما.
البداية
التقت رافاييلا مع زوجها لأول مرة في رحلة بالقارب إلى جزيرة كابري الإيطالية في ستينيات القرن الماضي، وكان جيانلويجي أبونتي يعمل حينها قبطان سفينة ينقل السياح من مدينة نابولي الساحلية إلى منتجعات الجزيرة القريبة، وكانت رافاييلا ابنة مصرفي إسرائيلي مقيم في سويسرا. وبعد لقائهما قرر جيانلويجي أن يلحق بها في جنيف، حيث تولى وظيفة وسيط في أحد البنوك السويسرية.
ترك جيانلويجي وظيفته في البنك بحلول عام 1970، وحصل الزوجان على قرض بقيمة 200 ألف دولار لشراء سفينتهما الأولى، سفينة شحن صغيرة تدعى “باتريسيا”.
منذ اللحظة الأولى للشركة تولت رافاييلا مسؤولية التصميم الداخلي للسفن، في حين تولى زوجها الإدارة العامة.
وفي السياق ذاته، نشر موقع “بلومبيرغ” (bloomberg) تقريرا مفصلا يشرح فيه كيف بنت رافاييلا مع زوجها ثروتهما، إذ إنه في بداية عملهما تبنت رافاييلا نظرية عمل قائمة على مفهوم “تذهب السفينة أينما يذهب الزبون”، بمعنى أن لا خطوط محددة لسيرها.
وساعد ذلك على انتشار الشركة بين العملاء بشكل كبير، لتصبح اليوم ثاني أكبر شركة شحن على مستوى العالم وتمتلك أكثر من 400 سفينة وحاوية.
ووفقا لشركة “ألفالاينر” للبحوث البحرية فإن شركة “إم إس سي” (MSC) مرشحة لتكون أكبر شركة شحن في العالم خلال الأعوام القليلة القادمة، متفوقة على منافستها الرئيسية “ميرسك”.
وحازت رافاييلا أبونتي مع زوجها على العديد من الجوائز الدولية في مجال الأعمال والتميز الإداري، كما حصلت على جائزة التميز من الحكومة الإيطالية التي تعد من أعلى الجوائز التقديرية للدولة، كما نالت جائزة “جوقة الشرف” من بريطانيا.
وكرمها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد أن وفرت أكثر من 6 آلاف فرصة عمل في حوض بناء السفن الفرنسي “إس تي إكس” (STX) في سان نازير الفرنسية، وبعد أن وضعت شركتها نظاما خاصا لبناء السفن الجديدة.
إدارة الابن وعمليات الاستحواذ
وفي عام 2014 قرر الزوجان منح كامل إدارة الشركة لابنهما دييغو أبونتي ليكون داعما لهما في العمل، وظلت شركة عائلية خاصة.
وفي يونيو/ حزيران عام 2021، اشترت العائلة 10% في شركة “ترمينال إنفستمنت ليمتيد” (Terminal Investments Limited) مقابل 1.6 مليار دولار، بعد مرور عامين على بيع حصة أقلية لصندوق الثروة السيادية في سنغافورة.
وبعد 3 أشهر استحوذت العائلة على حصة 74% من شركة الخدمات اللوجستية البرازيلية المتداولة “لوغ إن لوجستيكا” (Log-In Logistica) مقابل 314 مليون دولار.
وبعد 3 أشهر أخرى، تم إبرام أكبر صفقة، حيث قدمت العائلة عرضا بقيمة 6.4 مليارات دولار للسيطرة على عمليات النقل والخدمات اللوجستية الأفريقية لمجموعة “بولوريه غروب” (Bolloré Group)، المملوكة للملياردير فنسنت بولور.
وقد استخدمت الشركة مكاسب زيادة أسعار الحاويات في الفترة بين عام 2020 إلى عام 2022 لإجراء عمليات الاستحواذ.