وارتفعت حصيلة ضحايا هذه الكوارث الطبيعية الناجمة عن أمطار موسمية غزيرة إلى 394 شخصا، كما أودت بحياة حوالي 130 في رواندا المجاورة، وهي أعداد رمشحة للزيادة لأن عمليات انتشال الجثث ما زالت متواصلة.
وأعلن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي أن الإثنين 8 مايو يوم حداد وطني، على أن يتوجه فريق وزاري إلى المنطقة التنسيق المساعدات الإنسانية وإدارة الكارثة، حسبما جاء في تصريحات للمتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا.
الاجتياح الفيضاني الجديد للكونغو الديمقراطية بدأت شدته الخميس، وأدى لغرق قرى وجرف أعداد كبيرة من المنازل، وابتلعت مياهه المئات من السكان.
وفي ديسمبر الماضي، قتل العشرات في العاصمة الكونغولية كينشاسا نتيجة الفيضانات، وأعلنت الحكومة وقتها الحداد الوطني 3 أيام.
غاب المصد فزاد توحش الفيضان
رغم أن الأمطار الغزيرة معتادة في بلدان شرق إفريقيا، إلا أن اشتداد حدتها وما ينجم عنها من انهيارات أرضة، وبشكل متكرر على فترات قريبة، بات من علامات تغير المناخ المتسبب فيها النشاط البشري الجائر.
ويوضح الخبير البيئي، أيمن قدوري، كيف حدث هذا:
- الفيضانات من الكوارث الطبيعية واسعة الانتشار في مختلف النطاقات المناخية المطيرة، لكن هناك أسباب بيئية تتسبب في زيادة شدة تأثير الفيضان وترفع درجة خطورته.
- من هذه العوامل إزالة الغطاء النباتي، وتجريف الغابات التي هي المصد الأول لحركة مياه الفيضان باتجاه القرى والمدن القريبة من مجاري الأنهار والبحيرات، وهذه الإزالة أدت لوجود انزلاقات أرضية بفعل غياب عامل التثبيت، وهو النبات.
- تغير المناخ تسبب كذلك في اضطراب كمية الساقط المطري الموسمي في شرق القارة، بين الجفاف تارة وغزارة شديدة تارة أخرى.
- هذه أمور توقعتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO في عدة دراسات حذرت من أن قيام الإنسان بالعبث بالنظام البيئي، عبر إزالة الغابات وتجريف الأراضي الخضراء يعني رفع مخاطر الكوارث الطبيعية، ومنها الفيضانات.
ضرورة التكيف
أما وقد حدثت إزالة جزء كبيرة من الغابات والمساحات الخضراء في عدة بلدان (المصد الطبيعي للفيضانات)، كيف ستواجه إذن البلدان المعرضة لهذه الكوارث بشكل متكرر المستقبل؟
يجيب الخبير البيئي لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن الحل في “التكيف” مع تغير المناخ، وهذا بتكثيف الغطاء النباتي من جديد، والتحول للطاقة النظيفة للحد من التلوث الذي يزيد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ويحد من قدرة الكونغو الديمقراطية على هذا “التكيف” ومشروعاته، أعمال العنف بين الجماعات المسلحة في شرق البلاد.
وخلال اجتماعه مع عدد من زعماء هذه المنطقة، انعقد في دولة بوروندي المجاورة، السبت، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كل الجماعات المسلحة في شرق الكونغو الديمقراطية على إلقاء أسلحتها، قائلا إن وجودها يتسبب في “مآس إنسانية” ويهدد الأمن الإقليمي.