يرصد خبراء في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه مع تراجع إمكانية استيراد الغذاء من دول الجوار في أجواء المعارك فإن عددا كبيرا منهم سينتقل بنفسه إلى دول الجوار للحصول على الغذاء والاستقرار، خاصة مصر وإثيوبيا.
المحلل السياسي السوداني، محمد عبد الله ود أبوك، يقول: “أغلب العائلات السودانية تعيش على رزق اليوم بيومه، وإذا لم يخرج راعي الأسرة ليوفر لهم الغذاء والسلع الأساسية، ستزداد حالة الفقر ونقص السلع الغذائية”.
بناء على ذلك: “بات الجوع يضرب بعض الأسر مع صعوبة الحركة وإغلاق غالبية الأسواق”.
موسم في مهب الريح
من جانبه، ينبه المحلل السياسي وائل علي، إلى أنه “بالنسبة إلى سكان المدن ستكون المعيشة صعبة؛ لأنهم أكثر عرضة لفقدان المواد الغذائية مثل القمح والذرة”، خاصة إذا قل المزروع منها في القرى، أو بات يصعب وصوله نتيجة اضطراب حركة النقل والتجارة الداخلية.
يشير الخبير الزراعي المهندس أيمن دفع الله، إلى أن الموسم الزراعي في السودان بات في مهب الريح، ولا حل لإنقاذه سوى وقف الحرب الدائرة منذ 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تبرز أزمة الزراعة بشكل خاص في المناطق التي تعتمد على الري، في وسط وشرق وشمال السودان، ويصل إليها الأسمدة والآلات من البنك الزراعي الحكومي المتوقف الآن، بينما تقل المخاطر في المناطق المطيرة، والتي ما زالت تعتمد على العمل اليدوي والماشية بدل الآلات، مثل دارفور غربا.
الاختيار “الأسهل”
عن الخيارات المطروحة أمام سكان المدن إن استمر الصراع، يقول المحلل السياسي طاهر معتصم إن “لدى سكان المدن خيارا وحيدا لتوفير الغذاء في السودان، وهو الاستيراد”، إلا أنه بات يواجه بالفعل “مشاكل كبيرة”؛ لأن الحدود مغلقة والاستيراد يحتاج إلى عملة صعبة غير متوفرة، وحركة الاقتصاد متعطلة.
أما البديل عن هذا الخيار، فيقول معتصم إن نقص الغذاء “سيؤدي لهجرات بشرية نحو العديد من دول الجوار”.
من جانبه، يقول وائل علي “سيتوجه سكان المدن إلى دول الجوار، خاصة مصر وإثيوبيا من أجل المعيشة”.
خلق أزمات جديدة
إلا أن “ود أبوك” يحذر من أن هذا سيخلق أزمات جديدة، موضحا أن “دول الجوار تعاني بالفعل مشكلات اقتصادية، وفي حال توجه موجات جديدة من النازحين نحوها ستزيد الأعباء الاقتصادية والاجتماعية عليها”.
حسب الأمم المتحدة، فإن 56 ألف شخص عبروا من السودان إلى مصر في الأزمة الأخيرة، بينما عبر أكثر من 12 ألفا إلى إثيوبيا، و30 ألفا إلى تشاد، داعية دول الجوار لاستيعاب مزيد من اللاجئين.