في عام 2020، كان سرطان الكبد أحد أكثر أنواع السرطان فتكا بالناس عبر العالم، إذ خلّف 830 ألف وفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. فما أعراض هذا السرطان؟ وما أنواعه؟
يبدأ السرطان بكافة أنواعه بحصول طفرة في “الحمض النووي” “DNA” في الخلية، والحمض النووي هو الشفرة المسؤولة عن تنظيم نمو الخلية ونشاطها، وحدوث هذا التغير فيها يؤدي إلى تحول الخلية إلى خلية غير طبيعية.
أنواع سرطان الكبد
“سرطان الكبد الأولي” (Primary liver cancer)
يسمى السرطان الذي يبدأ في الكبد بسرطان الكبد الأولي، ويوجد أكثر من نوع واحد منه، مثل:
“سرطان الخلايا الكبدية” (Hepatocellular carcinoma)
وهو الشكل الأكثر شيوعا لسرطان الكبد لدى البالغين. ويظهر غالبا عند الأشخاص المصابين بتليف الكبد (تلف الكبد المزمن).
“سرطان القنوات الصفراوية” (Intrahepatic cholangiocarcinoma)
حوالي 10% إلى 20% من السرطانات التي تبدأ في الكبد هي سرطان الأوعية الصفراوية. تبدأ هذه السرطانات في الخلايا التي تبطن القنوات الصفراوية الصغيرة التي تحمل الصفراء إلى المرارة داخل الكبد.
“الساركوما الوعائية” (Angiosarcoma)
وهو نوع نادر من السرطان يبدأ في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية للكبد. والأشخاص الذين تعرضوا لكلوريد الفينيل أو لثاني أكسيد الثوريوم هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان.
ويُعتقد أن بعض الحالات الأخرى ناتجة عن التعرض للزرنيخ أو الراديوم، أو إلى حالة وراثية تعرف باسم داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي. ولوحظ أنه في حوالي نصف جميع الحالات، لا يمكن تحديد سبب محتمل للإصابة.
وتنمو هذه الأورام بسرعة وعادة ما تكون منتشرة على نطاق واسع بحيث لا يمكن إزالتها جراحيا بحلول وقت اكتشافها. وقد يساعد العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي في إبطاء المرض، ولكن عادة ما يكون علاج هذا النوع من السرطان صعبا للغاية.
“الورم الأرومي الكبدي” (Hepatoblastoma)
وهو نوع نادر جدا من السرطانات التي تصيب الأطفال، ويكون عادة لدى الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، ويتم علاج حوالي 2 من كل 3 أطفال يعانون من هذه الأورام بنجاح بالجراحة والعلاج الكيميائي، رغم صعوبة علاج الأورام إذا انتشرت خارج الكبد.
“سرطان الكبد النقيلي” (metastatic liver cancer)
غالبا ما يبدأ هذا النوع من السرطان في عضو آخر ثم ينتقل إلى الكبد، وفي معظم الأوقات، نظرا لانتشار هذا السرطان من موقعه الأصلي، يسمى سرطان الكبد الثانوي.
وتتم تسمية هذه الأورام وعلاجها بناء على موقعها الأساسي (حيث بدأت)، فعلى سبيل المثال، يسمى السرطان الذي بدأ في الرئة وانتشر إلى الكبد بسرطان الرئة، ويتم التعامل معه على أنه انتشر إلى الكبد ولم ينشأ فيه.
في الولايات المتحدة وأوروبا، تعد أورام الكبد الثانوية (النقيلية) أكثر شيوعا من سرطان الكبد الأولي. والعكس صحيح بالنسبة للعديد من مناطق آسيا وأفريقيا.
“أورام الكبد الحميدة” (Benign liver tumors)
تنمو الأورام الحميدة في بعض الأحيان بشكل كبير بما يكفي لتسبب مشاكل، لكنها لا تنمو في الأنسجة القريبة ولا تنتشر إلى أجزاء بعيدة من الجسم، وإذا احتاجت إلى العلاج، فيمكن أن يكون بالجراحة.
“الورم الوعائي” (Hemangioma)
يبدأ النوع الأكثر شيوعا من أورام الكبد الحميدة، وهو الأورام الوعائية، في الأوعية الدموية. ومعظم الأورام الوعائية في الكبد لا تسبب أي أعراض ولا تحتاج إلى علاج. لكن البعض قد ينزف ويحتاج إلى إزالته بالجراحة.
“الورم الحميد الكبدي” (Hepatic adenoma)
هو ورم حميد (الورم الحميد هو نمو غير طبيعي للخلايا ولكنه لا يمتلك القدرة على الانتشار لمناطق أخرى في الجسم)، ومعظم حالاته لا تسبب أي أعراض ولا يحتاج إلى علاج. لكن بعضها تسبب أعراضا في النهاية، مثل الألم أو تورم في البطن أو النزيف.
ونظرا لوجود خطر حدوث مضاعفات أو تطوره في النهاية إلى سرطان الكبد (مع أنه احتمال ضئيل)، ينصح معظم الخبراء عادة بإجراء جراحة لإزالة الورم إن أمكن.
وقد يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى زيادة خطر الإصابة بهذه الأورام. وتزداد فرصة إصابة النساء بأحد هذه الأورام إذا تناولن حبوب منع الحمل، رغم أن هذا نادر الحدوث. والرجال الذين يستخدمون الستيرويدات الابتنائية (نسخ اصطناعية من هرمون التستوستيرون) قد يصابون أيضا بهذه الأورام، وقد تتقلص عند التوقف عن استعمال هذه الأدوية.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الكبد
- سرطان الخلايا الكبدية أكثر شيوعا بين الرجال منه لدى النساء.
- التهاب الكبد الفيروسي المزمن، بنوعيه “فيروس التهاب الكبد بي” (HBV) و”فيروس التهاب الكبد سي” (HCV).
- التليف الكبدي، وهو مرض تتلف فيه خلايا الكبد ويتم الاستعاضة عنها بنسيج ندبي، مثل النسيج الذي يتكون عند الإصابة بجرح.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو حالة شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
- شرب الخمر.
- تعاطي التبغ.
- البدانة.
- داء السكري من النوع الثاني.
- تعاطي المنشطات.
أسباب سرطان الكبد
رغم أن العديد من عوامل الخطر التي تكون في سرطان الكبد معروفة (ذكرناها سابقا)، فإن الكيفية التي قد تؤدي بها هذه العوامل إلى أن تصبح خلايا الكبد الطبيعية سرطانية غير مفهومة إلا جزئيا.
وتؤثر بعض عوامل الخطر هذه على الحمض النووي للخلايا في الكبد، مما قد يؤدي إلى نمو غير طبيعي للخلايا، وقد يتسبب في تكوين السرطان.
أعراض سرطان الكبد
لا تعني الإصابة بواحد أو أكثر من الأعراض التالية أنك مصاب بسرطان الكبد. في الواقع، من المرجح أن تكون العديد من هذه الأعراض ناجمة عن حالات أخرى. ومع ذلك، إذا كان لديك أي من هذه الأعراض، فمن المهم أن يفحصها الطبيب حتى يمكن معرفة السبب ومعالجته، إذا لزم الأمر.
وغالبا ما لا تظهر علامات وأعراض سرطان الكبد إلا في المراحل المتأخرة من المرض، ولكن في بعض الأحيان قد تظهر في وقت أقرب.
بعض الأعراض الأكثر شيوعا لسرطان الكبد هي:
- فقدان الوزن بدون سبب.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالامتلاء الشديد بعد تناول وجبة صغيرة.
- الغثيان أو القيء.
- تضخم الكبد: الشعور بالامتلاء تحت الأضلاع على الجانب الأيمن.
- تضخم الطحال: الشعور بالامتلاء تحت الأضلاع على الجانب الأيسر.
- آلام في البطن أو بالقرب من نصل الكتف الأيمن.
- تورم أو تراكم السوائل في البطن.
- الحكة.
- اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
- الحمى.
- تضخم الأوردة على البطن التي يمكن رؤيتها من خلال الجلد.
- الكدمات أو النزيف غير الطبيعي.
علاج سرطان الكبد
وفقا لمركز الحسين للسرطان في الأردن، تشمل العلاجات:
- استئصال الورم بشكل كامل من خلال الجراحة.
- بالنسبة للمرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة، فهناك علاجات أخرى يحددها الطبيب.
- مهاجمة الورم بالعلاج الكيميائي من خلال “الأوعية المغذية” (Chemoembolization).
- الاستئصال الموضعي للورم باستخدام مجس خاص لتدمير الخلايا السرطانية بواسطة الحرارة.
هل يمكن الوقاية من سرطان الكبد؟
يمكن الوقاية من العديد من سرطانات الكبد عن طريق تقليل التعرض لعوامل الخطر المعروفة لهذا المرض، وهذا يشمل:
- الحماية من التهاب الكبد بي وسي وعلاجه.
- الابتعاد عن الخمر والتبغ.
- الوصول إلى وزن صحي والمحافظة عليه.
- عدم تعاطي المنشطات.
المصدر : الجزيرة + وكالات + منظمة الصحة العالمية