أدى انسحاب روسيا من صفقة الحبوب الأممية، إلى تضرر المزارعين الأوكرانيين الذين زادت عليهم تكاليف التصدير، وأصبحوا يكافحون لتحقيق التعادل في الإيرادات مقابل النفقات، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وقال محللون إن “المزارعين الأوكرانيين يتقاضون حاليا ما يصل إلى 160 دولارا للطن المتري من القمح الذي يسلمونه إلى الموانئ على نهر الدانوب، وهو مبلغ أقل مما كان عليه قبل انهيار الاتفاق”.
وعلى الجانب الآخر من نفس النهر، يمكن للمزارعين الرومانيين الحصول على حوالي 215 دولارا للطن المتري من القمح.
ورفضت روسيا في منتصف يوليو الماضي تمديد الاتفاق، الذي أتاح لنحو عام، نقل ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر، رغم تواصل الحرب. وتذرعت موسكو بـ”عدم رفع العقبات التي تواجه صادراتها من الحبوب، بسبب العقوبات الغربية”.
في ظل أزمة اتفاق الحبوب.. أوكرانيا تكشف حجم صادراتها هذا العام
أظهرت بيانات من وزارة الزراعة الأوكرانية، الإثنين، أن إجمالي صادرات الحبوب الأوكرانية بلغ 3.12 مليون طن منذ بداية موسم 2023-2024 الذي بدأ في يوليو وينتهي في يونيو المقبل.
وخلال الأسابيع الأخيرة، نفذت موسكو سلسلة ضربات على البنية التحتية الأوكرانية للحبوب في أوديسا والموانئ على نهر الدانوب. وأدت هذه العوامل مجتمعة إلى عرقلة نقاط الخروج لثلاثة أرباع الحبوب في أوكرانيا.
وأصبحت ظروف المزارعين الأوكرانيين الصعبة أكثر صعوبة.
وفي هذا الصدد، قال المزارع الأوكراني، فاليري كولوشا، إنه “لا يستطيع الآن بيع حبوبه، وسيكافح من أجل تحقيق التعادل هذا العام، مع ارتفاع تكاليف النقل وانخفاض دخله”.
وفي حين ارتفعت أسعار الحبوب العالمية بشكل حاد عندما انهارت صفقة البحر الأسود، فقد انخفضت في أوكرانيا إثر غمر السوق المحلي بالإمدادات المحاصرة داخل البلاد.
وقال كولوشا، الذي يعمل في الزراعة بمنطقة تشيرنيهيف الأوكرانية شمال شرقي كييف: “السوق مات اليوم.. أحاول فقط أن أبقي رأسي فوق الماء”.
عدة تحديات
ومن المرجح أن يعاني العديد من المزارعين، الذين يشكون نقص الدخل، من أجل تمويل زراعة المحاصيل في الموسم المقبل، مما يمكن أن يحد من الإنتاج في واحدة من أكبر موردي الحبوب عالميا، بينما ترتفع أسعار المواد الغذائية بالفعل.
وقال بعض المزارعين إنهم قرروا زراعة “كميات أقل من القمح الشتوي” بسبب الأحداث الأخيرة. وتحسبا لمشاكل التصدير، بدأ آخرون بالفعل في التحول إلى محاصيل “أكثر ربحية” مثل “عبّاد الشمس”.
وقبل الحرب، كانت جميع المنتجات الزراعية الأوكرانية تقريبا تصدر عبر موانئ البحر الأسود، التي أغلقت عندما غزت روسيا البلاد في فبراير من العام الماضي. ثم أعيد فتح هذا الطريق في يوليو 2022 بعد أن توسطت الأمم المتحدة وتركيا في اتفاق مع روسيا.
وتبتعد سفن الحبوب عن موانئ منطقة أوديسا منذ أن أبطلت روسيا الصفقة الشهر الماضي، مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف الأطنان من الحبوب في المستودعات هناك.
ويضغط المسؤولون الأتراك والأمم المتحدة على روسيا لتجديد الاتفاقية، بينما يعمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إيجاد طرق تصدير بديلة.
وفي الوقت الحالي، تخرج صادرات أوكرانيا عبر حدودها البرية الغربية، أو عبر ميناءين صغيرين على نهر الدانوب، تعرضا سابقا لهجوم من روسيا.
وتعد تكلفة تصدير الحبوب برا أو عبر نهر الدانوب أكبر بكثير من تكلفة تصديرها عبر البحر الأسود، وفقا لجمعية الحبوب الأوكرانية.
“طعنة في الظهر”.. موسكو: أوكرانيا “تستغلّ استفزاز” فاغنر لشنّ هجوم على باخموت
أعلنت موسكو، السبت، أنّ القوات الأوكرانية تستعدّ لشنّ هجوم قرب مدينة باخموت في شرقي البلاد “مستغلّة” الفوضى الناجمة عن دعوة قائد “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، إلى انتفاضة ضدّ القيادة العسكرية الروسية.
والجمعة، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده “لا ترى بديلا” عن اتفاق تصدير الحبوب الذي سبق أن وقعته أوكرانيا وروسيا برعاية الأمم المتحدة ووساطة أنقرة.
وبصرف النظر عن ارتفاع التكاليف اللوجستية، فإن أسعار الأسمدة والمواد الكيماوية لا تزال مرتفعة أيضا مقارنة بما كانت عليه قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال المزارعون إنه “رغم انخفاض أسعار بعض أنواع الأسمدة عن ذروتها، فإنها لا تزال أعلى مما كانت عليه قبل الغزو”.
كما أن التحدي الآخر هو الألغام الأرضية التي زرعتها القوات الروسية في الحقول، حيث يضطر المزارعون الذين يعيشون في المناطق التي كانت تحتلها القوات الروسية، إلى إزالة الألغام أو ترك تلك الحقول دون زراعة.