قالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن مقاتلة أردنية قصفت مصانع سرية لتصنيع الكبتاغون بمنطقة السويداء السورية، مستهدفة الرجل الملقب “بأسكوبار السوري”، واسمه مرعي الرمثان (47 عاما)، بعد أن صنفته عمّان كأهم مهرّب مخدرات يغمر الأردن ودول الخليج بآلاف الشحنات من الكبتاغون.
وبابلو أسكوبار، الذي أطلقت المجلة اسمه على الرمثان، هو بارون مخدرات وسياسي كولومبي، مؤسس وقائد منظمة كارتل ميديلين الإجرامية، وينظر إليه الكثيرون على أنه أكبر تاجر مخدرات عرفه العالم حتى الآن.
وأوضحت المجلة -في تقرير لأدلين مدي- أنّ مصادر في المعارضة السورية أشارت إلى مقتل المهرب في منزله بقرية الشعبة في منطقة السويداء بقصف صاروخي، كما قُتلت زوجته وأطفاله الستة في غارة استهدفت ورشات تصنيع وتغليف الأدوية.
وكان مرعي الرمثان مربي ماشية مسالما قبل أن يتحول في عام 2006 إلى التهريب وتجارة المخدرات، حيث أسس “تنظيما إجراميا يسيطر على جزء كبير من المنطقة الحدودية”، وجمع بذلك ثروة كبيرة، وهو يغسل أمواله بشراء الماشية والمطاعم والمنازل في دمشق.
ويرتبط مهرب المخدرات هذا -بحسب وسائل إعلام خليجية- بإيران وجناحها العسكري في لبنان حزب الله، ويساهم التهريب الذي يقوم به في تسليح وتجنيد المليشيات الموالية للأسد بمباركة إيرانية، وبالفعل اعتقلته المخابرات العسكرية السورية عام 2022، وأفرج عنه بعد 5 أيام فقط مقابل فدية كبيرة دفعها أحمد الحاج المسؤول في حزب الله المقيم في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
عقار الجهاد
ومع أن عمّان لم تعلق على هذه الغارات، فإن الأردن والسعودية قد اتفقتا على “تكثيف” الحرب على مهربي المخدرات في سوريا والمنطقة، وذلك بعد أن ضبط في الأردن مطلع عام 2022 حوالي 16 مليون قرص كبتاغون، وهو ما يعادل حجم المضبوطات العالمية كلها في عام، وذلك بعد ضبط أكثر من 400 مليون قرص من هذا العقار في الشرق الأوسط عام 2021، بحسب المجلة، علما بأن هناك “9 شحنات تعبر مقابل كل شحنة يتم ضبطها، كما يقول مسؤولو الجمارك وسلطات مكافحة المخدرات”.
وقد تم تطوير تجارة الكبتاغون في سوريا، وهي تمثل نحو 10 مليارات دولار، ويديرها بشكل مباشر ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد، وتضمن الفرقة الرابعة القوية في الجيش السوري -التي يرأسها- حماية مواقع إنتاج هذا العقار ونقله عبر شبكتها الواسعة، حتى أن سوريا أصبحت مصدر 80% من حركة التهريب العالمية.
وتأتي إعادة دمج سوريا مؤخرا في جامعة الدول العربية التي استُبعدت منها قبل 11 عاما، على أساس وعد من الرئيس السوري بشار الأسد بوقف تهريب الكبتاغون، إلا أن من الصعب أن يفي بذلك بحسب المجلة، لأن سوريا التي أصبحت دولة مخدرات، تعتمد إلى حد كبير على تدفقات العملات الأجنبية من تصدير الكبتاغون.