غيرت أسعار النفط مسراها لتصعد في أحدث التعاملات متأثثرة بالعقوبات التي فرضت على إيران وروسيا، وكانت أسعار الخام بدأت تعاملات اليوم بالهوبط مع تزايد المخاوف بشأن تأثير عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وزيادة إنتاج تحالف أوبك بلس .
وارتفع خام برنت بمقدار 0.53% إلى 70.73 دولارًا للبرميل، في أحدث تعاملات وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67.40 دولار، مرتفعًا 37 سنتات.
وشهد الأسبوع الماضي الخسارة الأسبوعية السابعة على التوالي لخام غرب تكساس الوسيط، وهي أطول سلسلة خسائر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بينما انخفض خام برنت للأسبوع الثالث على التوالي.
عقوبات إيران وروسيا
وأثارت سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحمائية اضطرابًا في الأسواق في جميع أنحاء العالم، حيث فرضت ثم أرجأت التعريفات الجمركية على أكبر موردي النفط لها كندا والمكسيك بينما رفعت أيضًا الرسوم الجمركية على السلع الصينية. وردت الصين وكندا بفرض تعريفات جمركية مضادة.
وقال المحلل لدى بي في إم، تاماس فارغا إن المستثمرين ينظرون إلى حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية الأميركية على أنها سلبية، لكن العقوبات المحتملة ضد إيران وروسيا قد توفر الدعم في الأمد القريب.
وبالنظر إلى الصورة الأكبر، فإن حالة عدم اليقين المستمرة من المرجح أن تجعل أي ارتفاع للنفط قصير الأجل.
وانتعشت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في 6 أشهر يوم الجمعة بعد أن قال ترامب إن الولايات المتحدة ستزيد العقوبات على روسيا إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
وأبلغ شخصان مطلعان على الأمر رويترز بأن الولايات المتحدة تدرس أيضًا سبل تخفيف العقوبات على قطاع الطاقة الروسي إذا وافقت روسيا على إنهاء حربها مع أوكرانيا.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن أوبك بلس قد تعكس القرار في حالة اختلال التوازن في السوق.
كما يسعى ترامب على صعيد العرض إلى خنق صادرات النفط الإيرانية كجزء من الجهود المبذولة للضغط على البلاد لكبح جماح برنامجها النووي، وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي السبت إن بلاده لن تستسلم للمفاوضات.
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيقوم المستثمرون بتقييم التقارير الشهرية الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية وأوبك لتوقعات العرض والطلب.
العملات
واصل الدولار خسائره بعد تعرضه لخسائر كبيرة الأسبوع الماضي بسبب ضعف سوق العمل الأميركي المحتمل، في حين دفعت المخاوف بشأن حرب تجارية عالمية المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، ما رفع الين والفرنك السويسري.
واضطربت الأسواق نتيجة توترات تجارية محتدمة في جميع أنحاء العالم نتيجة الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب وتراجع عن بعضها، وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي.
وأدى ذلك إلى فقدان المستثمرين الثقة في الاقتصاد الأميركي الذي كان يتفوق على نظرائه، وفي أسواق العقود الآجلة للعملات، خفض المستثمرون صافي المراكز طويلة الأجل بالدولار إلى 15.3 مليار دولار من أعلى مستوى في 9 سنوات والذي بلغ 35.2 مليار دولار في أواخر يناير/ كانون الثاني.
وسعى المستثمرون الذين يخشون المخاطرة إلى شراء الين الياباني والفرنك السويسري، مما دفع العملتين إلى أعلى مستوياتهما في عدة أشهر. وارتفع الين اليوم 0.8% إلى 146.86 دولار، وهو ما يقل قليلا عن أعلى مستوى في 5 أشهر الذي لامسه يوم الجمعة.
وبلغ الفرنك السويسري أعلى مستوى في 3 أشهر عند 0.87665 دولار في التعاملات المبكرة، قبل أن يتراجع إلى 0.8765 في أحدث تعاملات، وارتفع اليورو 0.14% إلى 1.0848 دولار بعد أن سجل أفضل أداء أسبوعي له منذ عام 2009 الأسبوع الماضي بدعم من الإصلاحات المالية التي غيرت قواعد اللعبة في ألمانيا.
وبلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل 6 عملات أخرى، 109.72 اليوم الاثنين، ليبقى بالقرب من أدنى مستوى في 4 أشهر الذي لامسه الأسبوع الماضي.
وانخفض الدولار بأكثر من 3% الأسبوع الماضي مقابل منافسيه الرئيسيين، مسجلا أضعف أداء أسبوعي له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 مع قلق المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد.
وما زاد من قلق المستثمرين، أحجم ترامب في مقابلة أجرتها معه محطة فوكس نيوز أمس عن التكهن بما إذا كانت الولايات المتحدة قد تواجه ركودا وسط مخاوف سوق الأسهم بشأن إجراءات الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين.
وقال ترامب لبرنامج “ثمة فترة انتقالية، لأن ما نقوم به كبير جدا. نحن نعيد الثروة إلى أميركا”.
وقال محلل السوق لدى آي جي، توني سيكامور إن التعليقات هي بالضبط النوع الذي لا تريد الأصول عالية المخاطر سماعها بعد 3 أسابيع صعبة.