شهد النفط في تعاملات اليوم الثلاثاء المبكرة ارتفاعا طفيفا في أسعاره، لكنه سجل خسارة بنسبة 17% في الربع الثالث من العام بعد أن طغى القلق من تراجع الطلب العالمي على مخاوف تأثير اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط على تدفق إمدادات الخام.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت للتسليم في ديسمبر/كانون الأول المقبل 13 سنتا إلى 71.83 دولارا للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي للتسليم في نوفمبر/تشرين الثاني القادم 11 سنتا إلى 68.28 دولارا للبرميل.
وسجل خام برنت القياس العالمي انخفاضا 9% في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو أكبر انخفاض شهري له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وبعد انخفاضه للشهر الثالث على التوالي، يكون قد نزل 17% في الربع الثالث من العالم، وهي أكبر خسارة فصلية له في عام.
وتراجع خام القياس الأميركي 7% في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو أكبر انخفاض شهري له منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وانخفض 16% فصليا في أكبر انخفاض ربع سنوي له منذ الربع الثالث من 2023.
دعم
وتلقت أسعار الخام دعما من احتمال انجرار إيران، وهي منتج رئيسي وعضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بشكل مباشر إلى صراع آخذ في الاتساع بالشرق الأوسط.
ومنذ الأسبوع الماضي، تصعّد إسرائيل هجماتها وتشن ضربات قتلت فيها قادة من حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وضربت أهدافا للحوثيين في اليمن.
وقال تيم سنايدر الخبير الاقتصادي لدى “ماتادور إيكونوميكس” إن السوق تدرس ما إذا كان الصراع في الشرق الأوسط ستتسع رقعته في المنطقة.
تحفيز صيني
ولم تتأثر الأسعار كثيرا بإعلان بكين الأسبوع الماضي عن إجراءات تحفيز في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط فيه.
فالمتعاملون يتشككون في مدى كفاية هذه الإجراءات لتعزيز الطلب الصيني الذي جاء أضعف من المتوقع منذ بداية العام.
وثمة مخاوف من ارتفاع إمدادات الخام العالمية أثرت على الأسعار خلال الشهر.
وانخفضت الأسعار الأسبوع الماضي بسبب تقرير يفيد بأن السعودية تستعد للتخلي عن هدفها غير الرسمي لسعر 100 دولار للبرميل في إطار استعدادها لزيادة الإنتاج.
كما أثرت احتمالات انتعاش إنتاج النفط الليبي على السوق بعد حل أزمة المصرف المركزي الليبي.
ووافق مجلس النواب الليبي المتمركز بشرقي البلاد أمس الاثنين على تعيين ناجي محمد عيسى بلقاسم محافظا جديدا لمصرف ليبيا المركزي في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة التي أدت إلى انخفاض إنتاج البلاد من النفط.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك أمس قوله إن التوتر في الشرق الأوسط لن يتسبب في تقلبات كبيرة في أسعار النفط عالميا لأن السوق استوعبت بالفعل تأثيرات هذه المخاطر.