تعتبر الحمى مؤشرا على احتمال مواجهة الجسم لمتاعب صحية، وتختلف تلك الحمى وفقا للعمر، كما يمكن أن تتباين حرارة الجسم بين ساعات النهار.
ولتفسير تلك الاختلافات، اقتربنا من الدكتور محمد عطا حندوس، استشاري أول في طب الأطفال العام، ورئيس لجنة الصيدلة والعلاج ونائب رئيس مجلس الأبحاث بسدرة للطب في قطر، وطرحنا عليه أسئلة بشأن أسباب إصابة الأطفال بحمى بشكل أكبر من البالغين، وعن أسباب ارتفاعها ليلا، وعلاقة الساعة البيولوجية باختلاف درجة حرارة الجسم.
-
لماذا يصاب الأطفال بحمى بشكل أكبر من البالغين؟
عادة ما يصاب الأطفال بحمى أعلى بسبب جهاز المناعة الصغير عديم الخبرة.
-
هل تتقلب درجة حرارة الجسم خلال النهار والليل؟
نعم. يتلقى الدماغ البشري معلومات من إشارات الجلد والدم والمواد الكيميائية للجسم لضبط درجة حرارة الجسم الداخلية إلى حوالي 37 درجة مئوية.
وحتى في الحالات التي يكون فيها الشخص بصحة جيدة، تتأرجح درجة حرارة الجسم بمقدار نصف درجة مئوية في كلا الاتجاهين. ويُعزى هذا التأرجح الطفيف في درجة الحرارة إلى إيقاع الجسم اليومي، وهو في الأساس ساعة الجسم الداخلية التي تتحكم فيها منطقة صغيرة في دماغنا تسمى منطقة ما تحت المهاد.
تعتبر منطقة تحت المهاد ترموستات الجسم، والذي يتلقى إشارات من الأعصاب وأجزاء أخرى من الجسم، وتنخفض درجة حرارة أجسامنا عادة إلى أدنى مستوياتها في الرابعة صباحا وترتفع إلى أعلى مستوى عند السادسة مساء، وينطبق هذا الاختلاف أيضا عندما يكون الشخص مريضا، فعادة ما تكون درجة حرارة المساء أعلى عند المرضى. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الجهاز المناعي دورًا في زيادة درجة حرارة الجسم ليلا.
-
ما التفسير الطبي لشعور الشخص -الأطفال أو الكبار- بالمرض أكثر في الليل مقارنة بالنهار؟
خلال الـ24 ساعة مع إيقاع الساعة البيولوجية، تختلف مستويات هرمون الكورتيزول لتؤثر على وظائف الجسم المختلفة.
والكورتيزول هرمون مهم يؤثر على كل عضو في أجسامنا وينظم الإجهاد والاستجابة وسكر الدم وضغط الدم ويقمع الالتهابات. وهذا يعني أن خلايا الدم البيضاء -وهي الخلايا الدفاعية- تكون أقل نشاطًا خلال النهار.
أثناء الليل، تنخفض مستويات الكورتيزول، مما يسمح لخلايا الدم البيضاء لدينا بمكافحة العدوى بشكل أكثر كفاءة، مما يُظهر بدقة أكبر أعراض العدوى، مثل الحمى والقشعريرة والتعرق والاحتقان.
-
هل هناك أي عوامل بيئية تجعل الطفل يشعر بالمرض أثناء الليل؟
قد يؤدي عدم وجود مشتتات أثناء الليل إلى زيادة الإحساس بالحمى. ويمكن أن يشمل هذا الإلهاء مشاهدة التلفزيون والدردشة ولعب ألعاب الفيديو وما إلى ذلك.
إذا كانت الحمى ناتجة عن مرض فيروسي، فإن الاستلقاء يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاحتقان والسعال والأذن والألم والتنقيط الأنفي الخلفي، هذا الأخير هو تراكم المخاط في مؤخرة الحلق.
أيضا، يتم تشغيل جهاز المناعة عن طريق البيروجينات، وهي مواد تنتجها الفيروسات والبكتيريا تؤدي إلى الحمى في الجسم. وتنتقل البيروجينات عبر مجرى الدم من المناطق التي يكتشف فيها الجهاز المناعي الدخلاء إلى منطقة ما تحت المهاد.
وأكثر أنواع البيروجينات شيوعا هي السموم الداخلية، وهي عديدات السكاريد الدهنية (lipopolysaccharides LPS) التي تنتجها البكتيريا سالبة الغرام مثل الإشريكية القولونية.
-
هل آخذ طفلي المصاب بالحمى إلى قسم الطوارئ؟
في الحالات التي يبدو فيها الطفل مريضا أو إذا كان أصغر من شهرين من العمر، يجب الحصول على المشورة الطبية.
والدكتور محمد عطا حندوس هو استشاري أول في طب الأطفال العام. تلقى تدريبه في جامعة إيلينوي في كلية شيكاغو الطبية ومستشفى جبل سيناء في الولايات المتحدة. وهو حاصل على البورد الأميركي لطب الأطفال، وعلى اعتماد المجلس الأميركي للتخصصات الطبية، ومُعتمد من المجلس الطبي اللبناني وزميل الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال.
أجرى الدكتور حندوس العديد من الأبحاث في مجموعة من المجالات. كما تم تقديم أعماله في العديد من المؤتمرات الدولية المرموقة لطب الأطفال مثل المؤتمر والمعرض الوطني للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وكذلك الجمعية الكندية لطب الأطفال.