ويعد فن المكرميات كما يطلق عليه في قطاع غزة، من الفنون اليدوية القديمة التي تعتمد على نظم الخيوط وحبكها بشكل محكم وأنيق، لصناعة تصاميم مختلفة ذات مظهر جمالي.
وفي الوقت الراهن عادت المكرمية بقوة كقطعة ديكور أنيقة لتزين المنازل والأماكن الخاصة لبيع الديكورات والقطع الزخرفية في ظل ميل العديد من الأشخاص للمشغولات اليدوية البسيطة المريحة والجذابة للعين.
قبل نحو 7 أعوام بدأت سمر، خريجة الفنون الجملية، بالترويج لفن النسج بالعقد والذي يطلق عليه هنا في قطاع غزة بالمكرميات.
وهو من الفنون اليدوية القديمة التي برزت عند النساجين العرب في القرن الثالث عشر.
فعبر هذا المكان الذي اسمته سمر “ستيديو حرفة” قررت إحياء هذا الفن بين نساء غزة بعدما نجحت في جذبهن من خلال ما انتجته من تصاميم مختلفة وجذابة.
تقول سمر الغول، صاحبة استيديو حرفة لصناعة المكرميات “النشاط زاد في 2021 صار فيه إقبال عليه.. الناس أصبحت ترغب في التعلم، فلم يعد لدي متسع في البيت.. الناس تريد منتجات ولم أستطع لوحدي الإنتاج، خاصة إنني أعمل في الديكور والتدريس”.
وأضافت “وقتها قررت أن اخرج من البيت وأذهب لمكان قريب من الناس وسط المدينة لأفتتح محل واسع لأُعلِم وأستقطب آخرين ليعلموا معي، وأُنتِج واستقطب آخرين لينتجوا معي”.
ولأن الأيدي المنشغلة تبقي العقل هادئاً، فقد وجدت العديد من الفتيات والأمهات في غزة فرصة ثمينة في تعلم هذا الفن الذي يعتمد يدوياً على نظم الخيوط وحبك العقد لتشكيل مكرميات متنوعة تتسم بالرقة والبساطة والمظهر الجمالي، ما يمنحهم قدرةً على تفريغ الضغط النفسي واتقان حرفة قد تحقق لهم عائداً مادياً.
من جهتها، قالت أسماء الدحدوح، متدربة على صناعة المكرميات: “أولاً يجب أن يكون لديك ميول فنية، يعني لن يقوم أحد بمسك الخيوط ويتعب نفسه إذا لم يكن لديه هذه الميول، ثانياً يمكن اعتبار هذه الحرفة مدخلاً للتفريغ النفسي خاصة أن النساء دائما يشعرن بضغط البيت والحروب والأبناء، فيمكن استغلال وقت نوم الأبناء لعمل هذه المشغولات وتحقيق دخل مادي”.
أما غدير الحرازين، متدربة أخرى على صناعة المكرميات، فتقول: “أنا أحب الأعمال اليدوية بشكل عام ومن الممكن أن عمل صفحة خاصة بي، أنا أفكر في هذا الأمر ولكن في المستقبل”.
يعد النسج بالعقد من الفنون اليدوية التي تتزين بها المنازل وينسج منها السجاد والستائر والبراويز وحقائب اليد والقلائد والفساتين البسيطة.