وبدأ ممتهنو هذا المجال، يسوقون خدماتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، للمترشحين لهذه الاستحقاقات المقرر إجراؤها يوم 13 من شهر مايو الجاري.
موسى لبات، موريتاني مقيم في المملكة المغربية، وقد عاد إلى نواكشوط بداية الشهر المنصرم من أجل عرض خدماته في هذا الموسم، الذي ينتعش فيه سوق الإنتاج عادة.
وولج موسى مجال الإنتاج الإعلامي، قبل 12 عاما، وأصبح يمتلك معداته الخاصة، ليعمل بشكل مستقل، بعد تجربة سنوات في مؤسسات الإنتاج.
ويقول موسى لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “سوق الإنتاج انتعش خلال الحملة الانتخابية الجارية، وقد كان الإقبال على الصورة أكثر، مقارنة بالحملات الماضية.”
ويوضح موسى أن المترشحين، “بدأوا يهتمون مؤخرا بجودة الصورة، وبالزوايا المحترفة، خلافا للمواسم المنصرمة.”
ولفت موسى في حديثه، إلى أن سوق الإنتاج في الإعلامي في موريتانيا، “لم يتعاف من مخلفات جائحة فيروس كورنا، فرغم الحركة الكبيرة التي يشهدها حاليا، مقارنة بالمواسم الأخرى، يبقى العائد المادي خلال السنوات الماضية أكثر مقارنة بهذا الموسم، نتيجة لتبعات الجائحة العالمية.”
الوافدون على هذا المجال، استبشروا خيرا خلال هذه الحملة، على غرار لمين دندو، الذي ولج هذا المجال عام 2018.
وعمل لمين لدى عدة مؤسسات محلية، وقد أصبح يمتلك معدات خاصة به للإنتاج.
ويشير لمين في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن “سوق الإنتاج غير من وضعه المادي، بعد امتلاكه معدات خاصة، يقدم من خلالها عدة خدمات، في مواسم مختلفة، فضلا عن تقاضيه رواتب من بعض المؤسسات.”
وبخصوص الحملة الانتخابية الجارية، أكد لمين، أن “مردوديتها المادية كانت أكبر من المرة الماضية، نظرا لأن الأخيرة جاءت بعد اكتسابه خبرة في المجال، وامتلاكه للعديد من العلاقات، حيث استطاع بفضل ذلك، تقديم العديد من الخدمات للمشاركين في هذه الاستحقاقات.”
ويرى لمين أن سوق “الإنتاج مثمر، ويسع للجميع، لكنه يحتاج رعاية من الجهات المعنية، فضلا عن تكوينات للمشتغلين في هذا المجال.”
استثمار في الإنتاج الإعلامي
تتمحور خدمات سوق الإنتاج الإعلامية في موريتانيا خلال الحملة الانتخابية، حول الصورة، والفيديو، والتصاميم، وقد شجع هذا الموسم، الكثير من الشباب على الاستثمار في الإنتاج، خاصة أن موريتانيا مقبلة أيضا على انتخابات رئاسية خلال العام المقبل.
محمد ولد محمدي، أسس قبل فترة قصيرة، شركته الخاصة بالإنتاج، وذلك بعد 13 عاما من العمل في المجال السمعي البصري.
وأجرت شركة ولد محمدي، العديد من جلسات التصوير للمترشحين، إضافة إلى تغطية الحملات، ومع ذلك يساوره عدم الرضى عن المردودية المادية، رغم الحركة.
ويقول محمد لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هناك انتعاش كبير في سوق الإنتاج خلال الحملة الانتخابية، ولدي العديد من الزبناء، ومع ذلك لم أحقق المأمول، نظرا لأن معظم من تعاملت معهم، يشكون صعوبة الأحوال.
لكن مايميز هذه الحملة، هوأنني أعمل لحسابي الخاص، وأقدم خدماتي، ولدي زبناء، خلافا للمواسم الماضية، التي كنت خلالها عاملا بإحدى المؤسسات الإعلامية المحلية.
صحيح أنني لم أحقق ما كنت أطمح له، لكنني في وضعية جيدة، لأنني أعمل لحساب مشروعي الخاص.”
سوق غير منتظم
رغم الحركة الكبيرة التي يشهدها سوق الإنتاج حاليا، يبقى عدم تنظيمه هاجسا مقلقا لدى بعض الناشطين في هذا الحقل، كما أن عدم تمييز جودة المحتوى، والمعدات، يشكل بدوره مصدر قلق لدى البعض حسب وسام المد، الذي ولج المجال قبل أكثر من 10 سنوات.
ويعمل وسام حاليا لدى بعض المؤسسات، كما أنه يقوم بعض الخدمات الخاصة، معتمدا على تأجير المعدات.
ويقول وسام لموقع سكاي نيوز عربية: “سوق الإنتاج انتعش خلال هذه الحملة الانتخابية، انتعاشا كبيرا مقارنة بالمواسم الماضية.”
استأجر المعدات ب30 ألف أوقية، أي ما يقارب 100 دولار، وأجني من خلال تقديمي بعض الخدمات لبعض المترشحين، حوالي 150 ألف أوقية، أي أكثر من 400 دولار. ومع ذلك، فإن سوق الإنتاج يتطلب ضبطا وتنظيما.
ويوضح وسام، أن الوافدين على هذا السوق “جعلوه فوضيا من ناحية الأسعار، خاصة أن بعض المترشحين لا يأبهون أحيانا بالجودة.”
ولفت وسام في حديثه إلى أنه “حصل قبل بداية الحملة، على مشروع بقيمة 300 ألف أوقية أي أكثر من 800 دولار”، لكن الاتفاق معه ألغي بعد حصول الطرف الثاني على مبلغ 50 ألف أوقية أي 144 دولار، لإنجاز المشروع المذكور من طرف وافد جديد على هذا المجال.
وتشكل مواسم الانتخابات في موريتانيا، فرصة كبيرة لسوق الإنتاج، للانتعاش.
لكن الاستفادة منه بشكل كبير، تتطلب علاقات واسعة، وتجربة كبيرة، في ظل عدم تنظيمه، بحسب ممتهنيه الذين تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية.