يعمل كثير من الناس ساعات طويلة مقابل رواتب زهيدة لا تكاد تكفيهم وعائلاتهم، وتراهم يكافحون في هذه الحياة لتحقيق الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم. وبعض هؤلاء لا يرى أطفاله إلا مرة واحدة في الأسبوع أو الشهر. وهناك من يتغرّب عن وطنه وأهله، فلا يكاد يرى عائلته إلا بضعة أسابيع في السنة.
الحياة تفرض إيقاعها وواقعها على الجميع، ولكل إنسان حظ ونصيب منها. لكن هل هذا أمر لا مفر منه؟ هل توجد مهن ووظائف أخرى تدفع الكثير من المال مقابل ساعات عمل أقل، وبأدنى قدر ممكن من الجهد والضغط النفسي والعصبي؟
نعم بكل تأكيد، وهذا ما سنتعرّف عليه في هذا التقرير، إذ سنقدم لك 7 من أكثر الوظائف والمهن دخلا وأقلها تطلبا للجهد وساعات العمل، وفقا لعدد من المنصّات المتخصصة:
1- “فني توربينات الرياح” (Wind Turbine Technician)
يقوم فنيو توربينات الرياح بتركيب وإصلاح الآلات التي تحوّل طاقة الرياح إلى كهرباء. ولا تتطلب هذه الوظيفة شهادة جامعية، ولهذا يمكن لأي شخص أن يتعلمها في مراكز التدريب المهني، وهي توفر دخلا ممتازا يصل إلى أكثر من 56 ألف دولار في السنة.
كما أن هذه المهنة لا تتطلب ساعات عمل معينة ومحددة، بل يتم العمل عند الحاجة في حالة تعطّل إحدى التوربينات عن العمل. لذلك لا يوجد ضغط كبير في العمل، وقد احتلت هذه الوظيفة المرتبة الأولى في أفضل وظائف الصيانة والإصلاح في أميركا.
كما تحتل هذه الوظيفة المرتبة الثانية في أفضل الوظائف التي لا تحتاج إلى شهادة جامعية، فضلا عن نمو وظيفي كبير يصل إلى أكثر من 44% خلال العقد المقبل، بفضل زيادة الطلب العالمي على الطاقة المتجددة، وفق ما ذكرت منصة “يو إس نيوز” (usnews) أخيرا.
2- مختص مساج وعلاج طبيعي
هذه وظيفة أخرى لا تحتاج إلى شهادة جامعية مكلفة، بل إلى تدريب عالٍ في أحد مراكز التدريب المتخصصة بعد الحصول على شهادة الدراسة الثانوية. ويعالج هؤلاء المتخصصون الآلام الجسدية والعضلية من خلال التدليك المحترف للعضلات والأنسجة الرخوة في الجسم، كما يساعد مختصو العلاج الطبيعي على إعادة تأهيل الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث قاسية أو عمليات جراحية صعبة وإعادتهم لممارسة حياتهم الطبيعية.
يعمل غالبية هؤلاء المعالجين لحسابهم الخاص وبدوام جزئي، إذ يرفض معظمهم العمل في وظائف أو شركات محددة، وهو ما يمكّنهم من اختيار ساعات عملهم بحرية، ويحصلون على دخل سنوي يزيد على 46 ألف دولار في السنة، مع نمو وظيفي متوقع يصل إلى 20% بحلول عام 2031، وفق ما ذكر المصدر السابق.
3- “كاتب محتوى” (Writer)
يستخدم الكُتّاب معرفتهم الكبيرة باللغة للبحث والكتابة وتحرير مجموعة متنوعة من المحتوى المكتوب أو المسموع أو المشاهد. ويشمل ذلك النصوص والكتب والمقالات والقصائد، والفيديوهات والبرامج التلفزيونية والإذاعية، والكتابة لوسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها.
وتسعى شركات ومؤسسات كثيرة في مختلف المجالات والتخصصات لتوظيفهم والاستفادة من قدراتهم وخبراتهم الإبداعية. كما يمكن للكتّاب العمل لدى الوكالات أو الحكومات أو وسائل الإعلام، أو قد يختارون العمل لحسابهم الخاص في أحيان كثيرة، وهو ما يمكنهم من ساعات عمل مرنة، ويبلغ الدخل السنوي لهذه الفئة من المتخصصين نحو 59 ألف دولار، وفق ما ذكرت منصة “إنديد” (indeed.com) أخيرا، وهي واحدة من أكبر منصّات التوظيف في العالم.
4- “متخصص في التغذية” (Nutritionist)
الغذاء جزء أساسي في حياة البشر، وتبرز أهمية المتخصص بالتغذية في زمننا هذا مع انتشار ثقافة النحافة والرشاقة والعناية بالجسد ومكافحة السمنة والبدانة في أرجاء العالم.
ويشرف هؤلاء المتخصصون على برامج الحمية والتغذية الخاصة بعدد متزايد من الأشخاص كل يوم. وهم متخصصون في تثقيف الأفراد حول المحتوى الغذائي الذي يتناولونه لتعزيز أنماط الحياة الصحية لديهم.
وقد يعملون في المؤسسات التعليمية أو المراكز الرياضية أو مصانع المواد الغذائية أو المرافق الطبية لتطوير خطط الوجبات أو إدارة برامج الطعام أو تقديم إرشادات متخصصة في الأنماط الغذائية الواجب اتباعها، ويفضل كثير منهم العمل لحسابهم الخاص، بعيدا من الوظائف وساعات العمل المحددة.
ويبلغ الدخل السنوي لهذه الفئة من المهنيين نحو 40 ألف دولار، وفق المصدر السابق.
5- “مطوّر الويب” (Web developer)
هذه واحدة من الوظائف التي تحقق دخلا جيدا مع ساعات عمل حرة ومرنة وقليلة، مقارنة بغيرها من المهن والوظائف. والدور الرئيس لمطوّر الويب هو إنشاء وتطوير وصيانة وإدارة مواقع الإنترنت والتطبيقات الرقمية.
وهي وظيفة لا تتطلب شهادة جامعية بالضرورة، إذ يمكن تعلّمها ذاتيا من خلال البرامج الكثيرة المتخصصة الموجودة على شبكة الإنترنت، أو من خلال مراكز تدريب متخصصة.
ويعمل كثير من هؤلاء المتخصصين لحسابهم الخاص، ويبلغ الدخل السنوي لهذه المهنة أكثر من 67 ألف دولار، مع نمو وظيفي متوقع يصل إلى 13% بحلول عام 2028، وفق ما ذكرت منصة “سي إن بي سي” (CNBC) أخيرا.
6- “إحصائي” (Statistician)
يقوم الإحصائي بإنشاء استطلاعات الرأي وإدارة الاستبيانات الخاصة والعامة، ثم يجمع وينظّم البيانات التي يحصل عليها، ويحللها، ويستخلص النتائج، ومن ثم يقدّم تقاريره لإدارات الشركات أو الجهات التي يعمل لحسابها.
ويستخدم الإحصائي تدريبه وخبراته في مجال جمع البيانات وتحليلها والبحث عن الأنماط لقراءة مستقبل السوق واتجاهاته، واستخدام كل هذه المعلومات لمصلحة المؤسسة أو الجهة التي يعمل لديها كي تبقى قادرة على المنافسة.
هذه مهنة في غاية الأهمية، وتتطلب شهادة جامعية وتدريبا عاليا. وهي من أعلى المهن دخلا وتطوّرا، إذ يصل متوسط الدخل السنوي لها إلى نحو 84 ألف دولار سنويا، مع نمو وظيفي متوقع يصل إلى 31% بحلول عام 2028، وفق المصدر السابق.
7- “علماء النفس” (Psychologists)
في عالم مركّب ومعقد، ويزداد تعقيدا كل يوم، وفي ظل أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة ومتوالية، تزداد أهمية علماء النفس والأطباء النفسيين، إذ من المتوقع أن تصبح الأمراض والاضطرابات النفسية، مثل الكآبة والقلق والتوتر، أمراض الزمن المقبل.
ويعمل الأطباء النفسيون على علاج مثل هذه الاضطرابات، كما يقدمون أيضا خدمات العلاج النفسي للأزواج أو المجموعات أو العائلات أو الأفراد الذين يعانون من حالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو تعاطي المخدرات.
وهذه الوظيفة من أعلى الوظائف دخلا في العالم، إذ يصل دخل أصحابها إلى أكثر من 73 ألف دولار سنويا، كما أنهم لا يعملون سوى نحو 36 ساعة في الأسبوع، وفق ما ذكرت منصة “إنسايدر” (Insider) في تقرير لها مؤخرا.