أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -أمس الاثنين- أنه ملتزم بإبرام اتفاق بشأن أسرى غزة ووقف إطلاق النار، لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنه رفض إعطاء مفاوضيه مساحة كافية لإبرام صفقة.
وقال “أكسيوس” إن فريق نتنياهو للمفاوضات أطلعه خلف الكواليس يوم الأحد على أنه إذا أعطاهم مساحة أكبر للمناورة فسيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق، ولكن رئيس الوزراء رفض التزحزح، ووبخهم على “الاستسلام” كما قال مسؤولان إسرائيليان كبيران للموقع الأميركي.
حماس لن توافق
وأبلغ المفاوضون (رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الشاباك (شين بيت) رونين بار والجنرال نيتسان ألون) نتنياهو بأنهم كانوا يتفاوضون منذ أشهر، وأن التوصل إلى اتفاق على أساس مواقفه الحالية أمر غير ممكن، ولكنه يقول إن حركة حماس سوف تستسلم في النهاية إذا صمدت إسرائيل.
أما الوضع الراهن -كما يقول باراك رافيد في تقريره لأكسيوس- فهو أن حماس ترفض الاقتراح الأميركي الأخير وتلقي باللوم على المواقف المتشددة لنتنياهو، وذلك بعد أن زعم البيت الأبيض تحقيق تقدم كبير خلال محادثات الدوحة، وأعلن بلينكن أن نتنياهو قبل الاقتراح الأميركي وقال إن من واجب حماس الآن أن تحذو حذوه.
حيرة المفاوضين الإسرائيليين
والحقيقة -كما يقول الموقع- أن هذا الإعلان حير بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين أكدوا أن خطوط نتنياهو المتشددة تجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة، وأن تأييده الاقتراح الأميركي الذي تضمن العديد من مطالبه المحدثة كان بسبب علمه أن حماس سترفضه.
وأوضح أكسيوس أن الفجوات التي تم تضييقها في الدوحة كانت بين المواقف الأميركية والإسرائيلية، لا بين إسرائيل وحماس، وأن الوسطاء المصريين والقطريين لم يشعروا بأي تقدم حقيقي رغم تفاؤل واشنطن المعلن عن تقدم تم إحرازه.
وتتمثل العقبات الرئيسية في المحادثات بالمطالب الجديدة التي طرحها نتنياهو الأسابيع الأخيرة، كاحتفاظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة، وإنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، وقد رفضت حماس كلا المطلبين.
ممر فيلادلفيا
وبالفعل التقى مسؤولون إسرائيليون ومصريون وأميركيون بالقاهرة -الأحد والاثنين- لمناقشة ممر فيلادلفيا، وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الوفد الإسرائيلي قدم -بناء على أوامر نتنياهو- خريطة تظهر تقليص إسرائيل بعض قواتها، مع الباقي على طول الممر، وذلك ما ترفضه مصر.
وقال أحد المسؤولين لأكسيوس إن “المحادثات في القاهرة كانت عقيمة.. نحن عالقون بالتأكيد”.
أما الخطوة التالية -حسب الموقع- فهي نية نتنياهو إرسال رؤساء فريق التفاوض إلى قمة متابعة بالقاهرة في وقت لاحق، لكن “ما يهم ليس إرسال المفاوضين، ولكن معرفة هل التفويض الذي سيعطى لهم واسعا بما يكفي للتوصل إلى اتفاق” كما قال مسؤول إسرائيلي.