قال رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان اليوم الجمعة إن الجيش يتقدم بخطى ثابتة نحو النصر. وفي أول تصريح له بمنطقة الكاملين بعد سيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي في الخرطوم، أكد البرهان أن المعركة لن تتوقف، وأن الجيش سيواصل القتال.
ولفت إلى أن الجيش يستمد روحه القتالية في هذه المعركة من دعم الشعب له، على حسب تعبيره، وقال “لن نتراجع ولن نتأخر، وسنأخذ للشعب حقه من الذين نهبوه وقتلوه”.
وأضاف البرهان الذي يشغل أيضا منصب قائد الجيش، “مصممون على إنهاء التمرد وإزالة الطغمة المجرمة”، وأكد مجددا أنه “لا تفاوض مع الدعم السريع ونعمل على إزالتهم”.
وأشار رئيس مجلس السيادة إلى أن ما وصفه بالتمرد يملك أسلحة لا يمكن لمليشيا أن تحصل عليها وهناك من يزودهم بالسلاح، وقال “في المستقبل سنكشف عن الدول والأطراف التي تزود المتمردين بالسلاح النوعي”.
من جهتها، أكدت الخارجية السودانية أن استعادة القصر الجمهوري تعد “آخر إسفين في نعش المؤامرة الخارجية على سيادة السودان”، وفق تعبيرها.
وقالت الخارجية -في بيان- إن “قواتنا استطاعت كسر شوكة المليشيا الإرهابية وتحرير القصر الجمهوري رمز السيادة”.
البرهان من الكاملين :المعركة تمضي الى الامام pic.twitter.com/jsQJs11hAq
— قوات العمل الخاص (@Sudanis0) March 21, 2025
إعلان السيطرة
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قال مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة إن قوات الجيش سيطرت صباح الجمعة على كامل القصر الرئاسي في الخرطوم، في حين أكدت قوات الدعم السريع أن معركة القصر الرئاسي لم تنته، وأن سقوطه لا يعني خسارة الحرب.
وأوضح المصدر أن الجيش سيطر في البداية على البوابة الشرقية للقصر الرئاسي، وقتل عشرات من عناصر الدعم السريع داخل القصر، في حين تمكن آخرون من الفرار إلى السوق العربي وشارع الغابة وسط الخرطوم.
وقال بيان للجيش السوداني إنه “سحق مليشيا آل دقلو الإرهابية في وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والوزارات”.
وأضاف المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله أن قوات الجيش “دمرت أفراد ومعدات العدو، واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته”، مؤكدا “المضي قدما في كل محاور القتال حتى يكتمل النصر بتطهير كل شبر من البلاد”.
من جانبه، قال قائد عمليات الخرطوم بالجيش السوداني اللواء محمد عبد الرحمن البيلاوي للجزيرة إن القوات المسلحة ستتقدم قريبا نحو مطار الخرطوم لاستعادته وتنظيف شرق العاصمة ممن وصفهم بالمتمردين.
وأضاف البيلاوي أن قوات الجيش تظّف وسط الخرطوم من عناصر الدعم السريع، التي تحاول الهروب عبر مستشفى الخرطوم.
رد الدعم السريع
في المقابل، ردت قوات الدعم السريع بقصف القصر الرئاسي بالمسيّرات، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى بينهم مدنيون، حسب مراسل الجزيرة.
وأعلن الجيش السوداني مقتل 3 إعلاميين بنيران مسيّرة تابعة للدعم السريع في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان صحفي، إن معركة القصر الجمهوري “لم تنتهِ بعد”، وإن قواتها ما زالت موجودة في محيط المنطقة تقاتل من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها من وصفتهم “بدواعش الحركة الإسلامية”، في إشارة للجيش السوداني والجماعات المساندة له من المتطوعين.
وأشارت -في بيان على تليغرام- إلى أنها نفذت عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعا للجيش داخل القصر الرئاسي، مما أدى لمقتل أكثر من 89 من عناصره وتدمير آليات عسكرية مختلفة.
الحرب مستمرة
كما قال مستشار قائد قوات الدعم السريع إن “سقوط القصر الرئاسي في الخرطوم لا يعني خسارة الحرب”، وإن “الحرب مستمرة حتى تحقيق النصر الشامل وتجفيف منابع الإرهاب بالسودان”.
بدوره، أقر سليمان صندل القيادي بتحالف السودان التأسيسي -الذي يضم قوات الدعم السريع وكيانات عسكرية وسياسية- بسيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي بالخرطوم بعد عامين كاملين من القتال.
وقال صندل -في تغريدة على موقع إكس- إن “الحرب سجال وصعود وهبوط، وكل من يتصور خلاف ذلك عليه أن يراجع تاريخ الحروب في السودان في العصر الحديث”.
من جانبها دعت الخارجية الأميركية الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ومنذ أسابيع، وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ويدور القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، مخلّفا أزمة إنسانية هائلة، حيث نزح أكثر من 12 مليون شخص من مناطقهم، وتواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبات في إيصال المساعدات الإنسانية.