قطعت السلطات الموريتانية خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة في عموم البلاد، في خضم احتجاجات وأعمال شغب تشهدها مدن موريتانية، منها العاصمة نواكشوط إثر مقتل شابين يقول ذووهم إن قوات الأمن ضالعة في قتلهم.
ولم تصدر السلطات الموريتانية أو شركات الاتصال العاملة في البلاد بيانًا بشأن سبب قطع خدمة الإنترنت عن الهواتف.
وقضى عمر ديوب في العاصمة نواكشوط بعد توقيف الشرطة له واقتياده إلى مركز السبخة جنوب غربي العاصمة نواكشوط، لكن الشرطة قالت -في بيان لها- إنه توفي جراء معاناته من ضيق تنفس، وإن الأطباء في المستشفى الرئيسي للعاصمة لم يتمكنوا من إسعافه.
وحسب رواية الشرطة، فإن إحدى دورياتها في نواكشوط عثرت على شبّان يعتدون على المواطن عمر ديوب، قبل أن يلوذوا بالفرار.
وأوضحت الشرطة أن الشاب ديوب كان حينها في حالة شبه فقدان للوعي نتيجة استخدام المؤثرات العقلية.
وذكرت أنها نقلته إلى أحد المراكز الأمنية للتحقيق والكشف عن ملابسات الحادث، قبل أن تتدهور حالته الصحية إثر إصابته بضيق في التنفس، ليتم نقله إلى المستشفى ويعلَن هناك عن وفاته.
أما القتيل الثاني، ويدعى محمد الأمين ولد صمب، فقد لقي حتفه بالرصاص الحي في احتجاجات شهدتها أمس مدينة بوغي في الجنوب الموريتاني ردا على مقتل عمر ديوب.
من جهته، قال وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين إن الضحية الثاني قُتل في محاولة اقتحام مركز الشرطة في المدينة.
وعبّر ولد محمد الأمين عن إدانته لأعمال الشغب التي شهدتها مدينتا نواكشوط وبوغي، مضيفًا أن المشاركين في هذه الاحتجاجات قاموا بإتلاف ممتلكات عمومية وزعزعة السكينة العامة.
وأعلن ولد محمد الأمين فتح تحقيق جنائي في حادثتي القتل، مؤكدا أن العدالة ستأخذ مجراها، كما شدد على أن السلطات ستتصدى بحزم وبقوة القانون لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن والسكينة والسلم الأهلي.
وسبق للسلطات الموريتانية قطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة في حوادث سابقة، منها فرار سجناء سلفيين من السجن في أثناء تعقبهم، واحتجاجات وقعت بعد إعلان فوز مرشح السلطة في انتخابات الرئاسة عام 2019.
وخلال تلك الفترة، تصاعدت شكاوى الموريتانيين من قطع خدمات الإنترنت، وتحدث كثير منهم عن أضرار تلك الخطوة، وتأثيراتها البالغة على الحركة الاقتصادية في البلاد، واستغربوا إصرار السلطات على الاستمرار في تبني سياسة قطع الإنترنت خلال حوادث كهذه.