أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانسحاب من معاهدة عسكرية قديمة مع أوروبا، في وقت أكدت كييف أنّ قواتها شنّت هجمات مضادة في باخموت، مركز القتال في شرق البلاد، أجبرت القوات الروسية على التراجع في بعض الأماكن.
ووفق قرار نشره الكرملين، اليوم الأربعاء، فإن الرئيس بوتين أمر بالانسحاب رسميا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وتكليف سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية بقيادة المناقشة في البرلمان لتنفيذ ذلك، حيث لم يتم بعد طرح مشروع قانون الانسحاب أمام مجلس الدوما الروسي.
ومعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا تضع سقفا لتمركز الأسلحة الثقيلة في القارة الأوروبية. وهذا يشمل الدبابات ومركبات المشاة القتالية والمدفعية الثقيلة والطائرات والمروحيات.
وكانت موسكو من ضمن الدول الموقعة على الاتفاقية عام 1990، ولكنها علقت تطبيق معظم بنود الاتفاقية عام 2007، علما أنه منذ عام 2015، أي بعد عام من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، لم تعد تشارك روسيا في اجتماعات المجموعة الاستشارية.
وبعد بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، دعا بوتين الشركات العاملة في مجال الدفاع في بلاده لتعزيز الإنتاج بصورة كبيرة.
معارك باخموت
في سياق آخر، أكد مسؤول عسكري أوكراني كبير اليوم الأربعاء أنّ قوات كييف شنّت هجمات مضادة في باخموت، حيث تدور أشرس المعارك منذ أشهر ما أجبر القوات الروسية على التراجع في بعض الأماكن.
وتعدّ معركة باخموت، المدينة المدمّرة التي تسيطر القوات الروسية على حوالى 95% منها، الأطول والأكثر دموية منذ بداية الهجوم الروسي في عام 2022.
وفي حين سيطرت القوات الروسية، وخصوصا مقاتلي مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية، على أراضٍ بشكل تدريجي وبطيء في باخموت في الأشهر الأخيرة، فإن المقاومة الأوكرانية لا تزال شرسة في غرب المدينة.
وقال قائد القوات البرية في الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي عبر “تليغرام”، “نشنّ هجمات مضادة فعّالة. في بعض مناطق الجبهة، لم يتمكّن العدو من مقاومة هجوم المدافعين الأوكرانيين وانسحب لمسافة تصل إلى كيلومترين”.
وأشار إلى أنّ مقاتلي “فاغنر” هناك استُبدلوا في بعض الأماكن بوحدات من الجيش النظامي الروسي، وهي أقل استعدادا. وأضاف أنّ القوات الدفاعية الأوكرانية “تحافظ على خط المواجهة بشكل موثوق وتمنع العدو من التقدّم. معركة باخموت مستمرّة”، وفق تعبيره.
من جهتها، أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار عبر “تليغرام” أنّ قوات كييف “لم تفقد موقعا واحدا في باخموت خلال النهار”.
والثلاثاء، اتهم رئيس “فاغنر” يفغيني بريغوجين، الذي يخوض صراعا مفتوحا مع هيئة الأركان المشتركة الروسية، جنود الجيش الروسي بالفرار من مواقعهم في باخموت.
وكان بريغوجين قد اشتكى في عدة مناسبات سابقة من نقص الذخيرة لرجاله، متّهما القيادة العسكرية الروسية بالتسبّب عمدا في هذا النقص، ومهدّدا بالانسحاب من باخموت إذا لم يتم حلّ المسألة.
من جانبها، تؤكد أوكرانيا الاستعداد لهجوم مضاد كبير، يمكن أن تكون أولى خطواته قد بدأت.
الهجوم المضاد
وفيما تواتر الحديث خلال الأسابيع الماضية بشأن هجوم أوكراني مضاد، حذّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -اليوم الأربعاء- من توقع الكثير من الهجوم المضاد المرتقب للجيش الأوكراني، مرددا تعليقات أدلى بها أخيرا وزير الدفاع الأوكراني.
وقال كوليبا في لقاء مع صحيفة “بيلد” الألمانية “لا تعتبروا هذا الهجوم المضاد هو الأخير، لأننا لا نعرف ما الذي سينتج عنه”.
وأضاف أنه “فقط إذا نجح هذا الهجوم في تحرير الأراضي التي تحتلها روسيا فسيكون الأخير، لكن إذا لم يكن الأمر كذلك فهذا يعني أن علينا الاستعداد للهجوم المضاد التالي”.
وشدد كوليبا على أن أوكرانيا ستحتاج إلى مزيد من الأسلحة لقتالها ضد قوات الاحتلال الروسية، وفق تعبيره. واستطرد قائلا “لأن كسب الحرب يحتاج إلى أسلحة وأسلحة ومزيد من الأسلحة”.
كما قال إن روسيا لن تتردد في محاولة قتل رئيس بلاده فولوديمير زيلينسكي، عندما تسنح لها الفرصة.