وصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي وضع الجيش السوري بأنه صعب جدا، لأنه غير قادر على بناء خط دفاع في المناطق التي وصلت إليها قوات المعارضة المسلحة، ولأن المناطق باتت تسقط الواحدة تلوى الأخرى.
وأوضح العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في سوريا- أن الفيديوهات التي تبثها فصائل المعارضة السورية حول دخولها للمواقع العسكرية ولمختلف المناطق في حلب وحماة وغيرهما تؤكد أنها تتقدم بشكل فعلي في تلك المناطق.
وأكد أن فصائل المعارضة قامت بعملية مباغتة كبيرة جدا، في التوقيت وفي المكان، وفي الاتجاه، وفي سرعة التقدم، وهو ما جعل قوات الجيش السوري “ترتبك وتنهار على كافة المستويات، على مستوى القيادات العليا وعلى مستوى القيادات المتدنية”.
ويظهر هذا الانهيار في صفوف الجيش السوري -يواصل العقيد الفلاحي- من خلال تركهم معسكراتهم ومواقعهم السابقة، حيث بقيت مخازن السلاح والدبابات والطائرات في مكانها. وفي طريق حماة مثلا هناك الكثير من العجلات والدبابات والأسلحة.
وفي تعليقه على تصريح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن من أن تقدم قوات المعارضة المسلحة يعود لانشغال حلفاء القيادة السورية بمشاكل أخرى، أرجع العقيد الفلاحي انهيار الجيش السوري إلى عدة أسباب، من بينها وضع الحلفاء.
وأوضح أن الاتحاد السوفياتي مثلا كان قد انهار وتفكك وبحوزته ترسانة نووية كبيرة جدا، لكن الوضع الاقتصادي المتدهور كان السبب في تفككه.
وربط انهيار الجيش السوري أمام المعارضة المسلحة بأسباب داخلية كثيرة.
وبخصوص حلفاء القيادة السورية، قال العقيد الفلاحي إن “روسيا اليوم ليست هي روسيا التي كانت عام 2015 وعام 2016 عندما تدخلت في سوريا بشكل كبير وحاسم، فهي تعاني من نقص في الإمدادات وفي العتاد”.
وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق أن قواتها الجوية تساعد القوات السورية في صد فصائل معارضة بمحافظات إدلب وحماة وحلب. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إن “هناك تعاونا روسيا وثيقا مع الحكومة السورية بشأن الأوضاع الحالية”.
ويذكر أن فصائل المعارضة السورية المسلحة بدأت الأربعاء الماضي هجوما عسكريا حمل اسم عملية “ردع العدوان”، هو الأوسع منذ سنوات، سيطرت خلاله على مساحات واسعة ومدن وبلدات رئيسة شمال غربي البلاد، شملت معظم مدينة حلب بما فيها مطارها الدولي، واستكملت سيطرتها على كامل مساحة محافظة إدلب.
كما قالت قوات المعارضة السورية إنها اقتربت من مدينة حماة بعد أن سيطرت على المزيد من البلدات والمواقع العسكرية في الريف الشمالي.