كشف الجيش الأوكراني، الثلاثاء، أن روسيا فقدت أكثر من 4 آلاف دبابة منذ بداية غزوها، في فبراير من العام الماضي.
وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تحديث نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن موسكو فقدت، ما مجموعه 4006 دبابة منذ 24 فبراير 2022.
وأبرزت مجلة “نيوزويك”، أنه فيما كلفت الحرب كلا الجانبين خسائر مهمة في الأرواح والمعدات العسكرية والأرواح، يبقى من الصعب تقديم أرقام دقيقة ومستقلة عن عدد الدبابات التي فقدتها روسيا في الصراع حتى الآن.
ومع ذلك، أبرز خبراء للمجلة أن الرقم الأوكراني “قد لا يكون بعيدا عن الحقيقة”، وربما يعكس نمط الفشل في كتائب الدبابات الروسية منذ الأيام الأولى للغزو.
ويقول محللون للمجلة إن موسكو عانت من “إخفاقات تنظيمية وتخطيطية”، ومشاكل على مستوى “سلسلة القيادة، وسوء تدريب”، مبرزين أن الجيش الروسي دفع بأفضل عناصره في المعارك الأولى للحرب، وبعدها لم يتبق له الوقت لتدريب أطقم جديدة لقيادة الدبابات، مع تصاعد الاقتتال في عدة جبهات.
وقال إد أرنولد، الزميل الباحث في معهد “رويال يونايتد” للأبحاث بلندن، إن الأرقام التي أعلنت عنها السلطات الأوكرانية “كبيرة جدا”، وتمثل “خسارة كبرى للقوات الروسية”.
من جانبه، أوضح العقيد السابق بالجيش البريطاني، هاميش دي بريتون، إن الأرقام التي نشرتها كييف “ربما تكون أكثر دقة” من التقديرات الأخرى، “لأن الأوكرانيين موجودون بالفعل في ساحة المعركة”.
وتابع العسكري السابق لنيوزويك: “لم أكن لأظن أنه بعيد عن الحقيقة، لكنه رقم مذهل”. وقال إنه حتى مع وجود مجال للخطأ فإنه يظهر مع ذلك أنه “كانت هناك خسارة هائلة في المدرعات على الجانب الروسي”.
من جهته، أبرز فريدريك ميرتنز، من مركز الدراسات الاستراتيجية (HCSS)، للمجلة، أن خسائر الدبابات الروسية التي كشفتها قوات كييف تبدو “محتملة”.
وتتباين تقديرات الخسائر على مستوى الدبابات الروسية من مصدر إلى آخر، حيث تشير منصة “أوريكس”، التي تراقب الخسائر العسكرية الأوكرانية والروسية، إلى أن روسيا فقدت 2047 دبابة ، حتى يوم الأربعاء.
ويقول خبراء إن الرقم الذي أعلنت عنه هذه المنصة والذي يتضمن فقط الخسائر المؤكدة التي تم جردها بشكل مرئي”، من المرجح أن يكون” الحد الأدنى للخسائر”.
وبالمقابل فإن محللين آخرين، يرجحون أن الحصيلة التي قدمتها القوات الأوكرانية والتي تقارب ضعف إحصائيات المؤسسة الهولندية، لم تشمل فقط دبابات القتال الروسية الرئيسية، بل أيضا أنواعا أخرى من المركبات المدرعة.
وأشارت المجلة إلى أنه مهما اختلفت التقديرات عن الرقم الصحيح، إلا أن هناك إجماعا على أن “خسائر الدبابات الروسية تمثل ضربة كبيرة للقدرات العسكرية الروسية”، لافتة إلى معاناة قوات موسكو مع مشكلات عديدة، ساهمت في تزايد خسائرها الحربية.
“أسباب الفشل”
في هذا الجانب، يوضح إد أرنولد، أن “الفشل نتيجة حتمية لسوء التخطيط، مبرزا أن “قوات الكرملين لم تتوقع مقاومة أوكرانيا الشرسة”، وأضاف أن “روسيا لم تستخدم دباباتها بشكل صحيح عندما تم وضعها في المعركة لأول مرة”.
وأردف المحلل في الشؤون العسكرية: “عندما لا تستخدمها (الدبابات) بالشكل صحيح، فإنها تكون ضعيفة للغاية.. والتخطيط السيئ فاقم كل شيء”.
ويجمع خبراء على أن إطلاق الدبابات الروسية دون دعم المشاة أو في مناطق مأهولة في بداية الغزو، كبد روسيا خسائر كبيرة، في هذا الجانب يقول أرنولد إن القوات الأوكرانية مجهزة “تجهيزا جيدا لنصب كمائن للدبابات الروسية في مثل هذا النوع من البيئة.
من جانه يقول، دي بريتون جوردون إنه بسبب أخطاء العمليات المبكرة، “تم القضاء على أطقم دبابات النخبة في الجزء الأول من الحرب”، مضيفا: “لأنهم فقدوا الكثير من الدبابات في المرحلة الأولى، لم يعودوا قادرين حقا على استخدامها مرة أخرى”.
ومع فقدانها العديد من دباباتها المتطورة ومقتل أطقمها الأكثر خبرة وكفاءة، كان على روسيا أن تلجأ إلى تسريع مجندين جدد من خلال التدريب.
في هذا الجانب، يقول بول فان هوفت، محلل بمركز الدراسات الاستراتيجية (HCSS)، إن “نقص التدريب وانعدام الانضباط [و] الافتقار إلى الحافز” ظهر في كثير من الحالات بالنسبة لروسيا.
وأضاف أنه مع مقتل العديد من قوات النخبة في الأشهر الستة الأولى، واصلت روسيا تكتيكات “رمي الآلات والأشخاص لحل المشاكل”.
من جهته، يوضح دي بريتون جوردون أن الاعتماد على المعدات القديمة، بما في ذلك الدبابات التي تم إحضارها من المخازن، جعل الروس “أهدافا سهلة” بالنسبة للعسكريين الأوكران.
خسائر أوكرانيا
بالمقابل، أشارت المجلة إلى أن أوكرانيا تكبدت أيضا خسائر على مستوى الدبابات التي تم تدميرها أو إتلافها أو الاستيلاء عليها، من الجانب الروسي.
وتظهر معطيات منصة “أوريكس”، أن أوكرانيا فقدت 539 دبابة مؤكدة منذ بداية الحرب، مع 340 مدرجة على أنها مدمرة، و139 تم الاستيلاء عليها.
في سياق متصل، كشفت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضي، أن القوات الروسية التي دمرت دبابات ليوبارد ألمانية الصنع وعربات مصفحة مقدمة من الولايات المتحدة وتستخدمها أوكرانيا، ستتلقى مكافآت إضافية.
وقالت الوزارة إن هذا جزء من برنامج مكافآت أوسع نطاقا، حصل بموجبه أكثر من عشرة آلاف جندي روسي على مكافآت فردية منذ بداية الحرب قبل نحو 16 شهرا.
وقالت الوزارة إنه حتى 31 مايو تمت مكافأة 10.257 جنديا على تدمير 16.001 قطعة من المعدات العسكرية الأوكرانية والغربية.
وأضافت أن تدمير أي عربة مدرعة للعدو تعني مكافأة 50 ألف روبل (596 دولارا) أما تدمير الدبابة فله مكافأة تعادل 100 ألف روبل.