نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن شخصن مطلعين على الأمر إن وزارة الخزانة طلبت من الوكالات الفيدرالية ما إذا كان بإمكانها تمديد سداد المدفوعات القادمة في وقت لاحق، وذلك في إطار مباحثات كبار المسؤولين في البيت الأبيض بشأن طرق جديدة لتجنب تعثر الحكومة الأميركية عن سداد ديونها.
وذكرت الصحيفة في تقرير، الثلاثاء، أنه مع اقتراب الموعد النهائي لسداد الديون الأميركية، في أقل من أسبوعين، يبحث البيت الأبيض عن طرق لإعطاء مزيد من الوقت للرئيس بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي، لإبرام صفقة لرفع سقف الديون الفيدرالية.
ووفقا للصحيفة، من دون اقتراض إضافي، أو قفزة جديدة في الإيرادات الضريبية أو طرق جديدة لإبطاء الإنفاق الحكومي، تتوقع الحكومة الفيدرالية أن تتخلف عن تسديد الديون للمرة الأولى في التاريخ الحديث للولايات المتحدة، في أوائل يونيو.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي الخزانة سألوا نظراءهم في الوكالات الفيدرالية عن مدى مرونة المدفوعات المستحقة، قبل أوائل يونيو، على حد قول أحد الأشخاص المطلعين. وقال المصدر إن وزارة الخزانة لم تطلب من الوكالات الفيدرالية تأجيل المدفوعات إلى ما بعد مواعيد استحقاقها.
ونقلت الصحيفة عن “مركز السياسة بين الحزبين”، وهو مركز أبحاث مقره العاصمة واشنطن، ويحلل بيانات سقف الديون عن كثب، الثلاثاء، قوله إنه يتوقع نفاد أموال الحكومة الأميركية، بين 2 يونيو و 13 يونيو، إذا لم يتم رفع الحد الأقصى.
ورفض المتحدثون باسم البيت الأبيض التعليق لواشنطن بوست على أي محاولات للحفاظ على الأموال قبل الموعد النهائي، بحسب الصحيفة.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة للصحيفة: “للإتيان بتوقعات دقيقة حول حد الدين، من المهم أن تقوم وزارة الخزانة بتحديث المعلومات الخاصة بحجم وتوقيت مدفوعات الوكالة. كما هو الحال في مناقشات حد الديون السابقة، ستستمر وزارة الخزانة في التواصل بانتظام مع جميع جوانب الحكومة الفيدرالية بشأن النفقات المخطط لها “.
وأصبح تحديد المبلغ الدقيق للأموال المتاحة لإجراء المدفوعات الفيدرالية أمرا بالغ الأهمية بشكل خاص، إذ يبحث بعض مساعدي بايدن عن طرق لشراء مزيد من الوقت لمفاوضات سقف الديون عالية المخاطر التي تحدث بين البيت الأبيض ومبنى الكابيتول هيل.
وأوضحت الصحيفة أنه مع التدفق الكبير لمدفوعات الضرائب الفصلية المتوقع وصولها إلى خزائن الخزانة، في 15 يونيو، يبحث مسؤولو الإدارة عن طرق لتكديس النقود والحصول على بضعة أيام أخرى. وإذا وصلت هذه المبالغ بالفعل، في 15 يونيو، فإن الزيادة في الإيرادات قد تمنح الخزانة التمويل الكافي لدفع التاريخ إلى يوليو، عندما تصبح جولة جديدة من الإجراءات المحاسبية متاحة، ما قد يسمح لهم بدفع احتمالية التخلف عن السداد إلى أبعد من ذلك.
وانتهت المناقشات التي أجراها بايدن ومكارثي، الاثنين، دون التوصل لاتفاق حول كيفية رفع سقف دين الحكومة الأميركية البالغ 31.4 تريليون دولار.
وسعى الرئيس الديمقراطي والسياسي الجمهوري الأبرز في الكونغرس جاهدين من أجل إحراز تقدم للتوصل لاتفاق، وضغط مكارثي على البيت الأبيض للموافقة على تخفيضات للإنفاق في الميزانية الاتحادية اعتبرها بايدن “قاسية”.
ودعا بايدن في المقابل لفرض ضرائب جديدة على الأثرياء وهو ما يرفضه الجمهوريون.
وقال مكارثي للصحفيين بعد محادثات استمرت ساعة مع بايدن في المكتب البيضاوي “أشعر أننا أجرينا مناقشة مثمرة. (لكن) ليس لدينا اتفاق بعد”. وأضاف أن مفاوضي الجانبين سيواصلون المشاورات.
ولم يعد أمام الجانبين سوى عشرة أيام فقط للتوصل إلى اتفاق لرفع سقف دين الحكومة الاتحادية وإلا فإنها قد تتخلف بشكل غير مسبوق عن سداد الالتزامات. ويحذر الخبراء من أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى ركود.
وقال بايدن قبل بدء الاجتماع إنه “متفائل” بإمكانية تحقيق بعض التقدم. وأشار إلى أن الجانبين يحتاجان إلى اتفاق يدعمه الحزبان لإقناع قواعدهما به.
ويتعين أن يصادق الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ على أي اتفاق لرفع سقف الدين، وبالتالي فإن الأمر يتطلب دعم الحزبين.
ويسيطر الجمهوريون على مجلس النواب فيما يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ.