قررت نقابة المهن التمثيلية في مصر، توحيد عدد ساعات العمل الخاصة بأعضائها في الأعمال الفنية لتكون 12 ساعة يوميا، وذلك بعد استمرار التصوير في فيلم “هارلي” للفنان، محمد رمضان، لأكثر من 50 ساعة متواصلة.
ونشرت النقابة بيانا، مساء الخميس، قالت فيه إن القرار جاء “حفاظا على القوى الناعمة المصرية”، في وقت وصل فيه الأمر إلى استمرار التصوير في أحد الأعمال الفنية إلى 52 ساعة.
بحسب عناصر من صناعة الأعمال الفنية في مصر سواء أفلام أو مسلسلات، فإنه في بعض الأحيان يقرر صناع العمل الاستمرار في التصوير لساعات طويلة في قبل شهر رمضان والأعياد، من أجل إنهاء العمل واللحاق بموعد العرض، من دون حصول العاملين من فنانين ومساعدين حتى على المقابل المناسب.
اعتبر البعض أنه قرار متأخر يحمي عناصر الصناعة ويحافظ على حقوقهم المعنوية والمادية، ويمثل تحديا للنقابة في تنفيذه.
الأزمة
في عيدي الفطر والأضحى يكون التنافس شديد على عرض الأفلام السينمائية، فيما شهر رمضان هو أبرز توقيت يتنافس المنتجون والممثلون على عرض مسلسلاتهم فيه.
ومن أجل اللحاق بموسم عيد الفطر في أبريل الماضي، قرر القائمون على فيلم “هارلي” استمرار التصوير لأكثر من 50 ساعة، آملين في إنهاء العمل سريعا وطرحه في دور العرض.
دافع مخرج فيلم هارلي، محمد سمير، عن نفسه في واقعة التصوير، وقال في تصريحات لموقع “القاهرة 24″، إنهم اضطروا لذلك من أجل إنهاء الفيلم، مضيفا “كنا بنقفل الفيلم واضطررنا للبقاء هذه المدة دي لأن موقع التصوير كان مرتبطا بمواعيد وحجوزات أخرى، واليوم التالي كنا مرتبطين بتصوير مشاهد خارجية، وبسبب الطقس السيء واصلنا تصوير المشاهد الداخلية في الموقع لإنهائها وأجلنا التصوير بالخارج ليوم آخر”.
وأضاف أنه لم يعمل أي من الممثلين لمدة 53 ساعة إلا العناصر الأساسية مثل، محمد رمضان، والممثلة، مي عمر، ومدير التصوير والمخرج، بينما كان بقية فريق العمل يتناوبون كل 13 ساعة.
وفيلم هارلي من بطولة، محمد رمضان ومي عمر ومحمود حميدة وأحمد داش، ومن تأليف محمد سامي وإخراج محمد سمير.
قرار متأخر
قال اثنان من العاملين في مجال صناعة الفن في مصر، إن القرار يأتي “بعدما صار العمل لنحو 18 و20 ساعة أمرا عاديا” في تصوير المسلسلات والأفلام في مصر، في وقت يطالب فيه الكثير من العاملين في الصناعة بـ “توفير أقل الحقوق المادية والمعنوية لهم”.
ويرى الناقد الفني، طارق الشناوي، أن قرار نقابة المهن التمثيلية “تأخر كثيرا”، ويجب أن يتوسع ليشمل نقابات أخرى مثل الموسيقيين على سبيل المثال.
وقال لموقع “الحرة” إن النقابات في العالم أجمع “تحمي أعضاءها حتى من ضعفهم. ساعات العمل المفترض أن تكون 8 وأقصاها 12، وهذا له علاقة بطبيعة الإنسان لأن عطائه يقل ويتأثر مع مرور الزمن”.
ويقول مساعد مخرج، يعمل في صناعة المسلسلات لقناة “الحرة”، إنه “لو عمل 14 ساعة تصوير يوميا يمكنه القول حينها إنه أنهى عمله مبكرا”.
وأضاف الشاب الثلاثيني أن الأمر بات معتادا طوال السنة في مصر، حيث العمل لأكثر من 18 ساعة تصوير يوميا، مضيفا أنه في الفترات قبل شهر رمضان والأعياد، يمكن أن يصل الأمر ليومين متواصلين من أجل إنهاء التصوير.
أكدت على حديثه، فتاة أخرى تعمل كمساعدة مخرج أيضا، وقالت إنها عملت في بعض الأحيان ليوم ونصف ولم تحصل سوى على راتب عمل يوم واحد، والذي هو في الطبيعي 8 ساعات، لكن ذلك لا يحدث يوما حيث “أقصر أوردر تصوير 12 ساعة”.
وفضل المتحدثان عدم الكشف عن هويتهما خشية من إمكانية تضررهما في العمل.
في هذا الشأن، قال الشناوي إن قرار نقابة المهن التمثيلية “يجب أن يتبعه قرارات أخرى” مثل العمل على توفير حد أدنى للأجور لكل أفراد الصناعة، سواء ممثل رئيسي أو مساعد أو كاتب أو غيره، حتى لا يضطر الممثل إلى القبول بأجر قليل أو العمل لساعات طويلة لرغبته في الحفاظ على عمله واستمراريته.
وأكد الشناوي “هذه أكبر مشكلة للفنان، فأمام الاحتياج يتنازل ويعمل لـ18 و20 ساعة… يجب أن يكون هناك تحديد وتوثيق لكل شيء وهذا دور أساسي للنقابات وهي قادرة على تطبيقه لو أرادت”.
وقال مساعد المخرج، إن “الجميع في المجال يبحث عن معاملة آدمية” مثلما يحدث في العالم أجمع “يبحثون عن تأمين طبي وساعات عمل محددة”، مضيفا أنه “ليس واثقا من إمكانية تطبيق قرار نقابة المهن التمثيلية”، واعتبره “تحديا كبيرا ستظهر الأيام المقبلة نجاحها فيه من عدمه”.