جيش من الأجانب
وفقا لمقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تقدم نحو 10 آلاف شخص يقيمون في الولايات المتحدة للخدمة العسكرية الإسرائيلية، معظمهم من اليهود غير الإسرائيليين، بالإضافة إلى الكثيرين ممن ليس لديهم أي صلة بإسرائيل والمجهود الحربي الإسرائيلي.
وفي تقرير آخر للصحيفة نُشر في 22 فبراير/شباط 2024 قدر جيش الدفاع الإسرائيلي أن أكثر من 23 ألف مواطن أميركي يخدمون حاليا في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأشارت إلى أن 21 أميركيا قتلوا أثناء القتال في غزة وقتل آخر على الحدود مع لبنان.
وتشير التقارير أيضا إلى أن 3500 أجنبي خدموا في صفوف الجيش الإسرائيلي كل عام على مدى العقدين الماضيين، معظمهم من اليهود.
وفي عام 2016 أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن أكبر عدد من المتطوعين في ذلك العام كانوا فرنسيين بنسبة 45% يليهم الأميركيون بنسبة 29% ثم البريطانيون بنسبة 5%، وبعد هجوم المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يُعتقد أن عدد المرتزقة (المتطوعون) الأجانب قد زاد بشكل كبير.
ومنذ “طوفان الأقصى” أشارت تقارير إيطالية إلى أن المئات من المواطنين الإيطاليين سافروا إلى إسرائيل للانخراط في جيشها، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني على قناة “راي 3” إن نحو 18 ألف مواطن إيطالي كانوا يعيشون ويعملون في إسرائيل عندما بدأت حرب غزة، وقد انخرط ألف منهم في الجيش الإسرائيلي ويؤدون مهام مختلفة، بما في ذلك القتال.
من جهتها، كشفت الحكومة البريطانية (في عهد ريشي سوناك) أن نحو 100 مواطن بريطاني مجندون في الجيش الإسرائيلي، وفي مارس/آذار 2024 أشارت التقارير إلى أن بريطانيين اثنين قتلا في غزة.
وانتشرت معلومات عن “مرتزقة” فرنسيين يقاتلون مع الجيش الإسرائيلي، وفي ديسمبر/كانون الأول 2023 طلب عضو البرلمان الفرنسي توماس بورتس (يسار) من وزير العدل التحقيق في معلومات عن 4185 مواطنا فرنسيا (معظمهم من مزدوجي الجنسية) بأنهم ارتكبوا جرائم حرب في غزة.
واعتمد بورتس على الرقم الذي أوردته صحيفة ليبراسيون عام 2018 نقلا عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ويرجح أن الأعداد قد تكون أعلى، لكن وزارة العدل في النهاية رفضت التحقيق في الأمر على اعتبار أن “الجنسية المزدوجة تعني الولاء المزدوج”، وفقا للمتحدث باسمها.
من جهتها، نشرت وسائل إعلام في جنوب أفريقيا أيضا معلومات عن مواطنين من جنوب أفريقيا انضموا إلى الجيش الإسرائيلي، وهو ما دفع وزيرة الخارجية ناليدي باندور إلى تهديدهم بالملاحقة القضائية عند عودتهم، خصوصا أن جنوب أفريقيا رفعت دعوى ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.