ذكرت صحيفة هآرتس (Haaretz) الإسرائيلية في تقرير أن إيزابيل بيدرو -التي عملت جاسوسة في مصر لصالح الموساد الإسرائيلي- توفيت مؤخرا عن عمر يناهز 89 عاما.
وقالت الصحيفة إن حكاية إيزابيل بدأت في بداية ستينيات القرن الماضي إبان حكم جمال عبد الناصر، عندما سافرت من تل أبيب إلى باريس الفرنسية، حيث التقت هناك عميلا للموساد يدعى “مايكل” ولم يكن سوى إسحاق شامير، رئيس الوزراء لاحقا.
وأضافت هآرتس أن شامير خاطب حينئذ إيزابيل قائلا “مهمتك اختراق مصر، والسفر إلى كل المناطق، ومتابعة أي أنشطة عسكرية محتملة، ومراقبة الأحداث غير العادية، والاستماع إلى ما تقوله النخب المصرية، وتكوين العلاقات، واستخدام حواسك بناء على فهمك”.
ونقلت الصحيفة عن إيزابيل قولها إن شامير كان شخصا فرانكفونيا حتى النخاع، يعشق باريس والأكل الفرنسي، وكان يحب كثيرا الاستماع لأغاني إديث بياف، المغنية الفرنسية الشهيرة.
أُرسلت إيزابيل إلى مصر على أنها باحثة مهتمة بدراسة علم الآثار في مصر، وقالت الصحيفة إنها نجحت بسرعة في الاندماج مع نخبة المجتمع المصري.
وتمكنت من إدخال جهاز إرسال في حقيبة خشبية، إلى جانب جهاز اتصال يعمل على الموجات القصيرة للتواصل مع الموساد.
“إنجازات”
ومما نقلته الجاسوسة الإسرائيلية -بحسب هآرتس- أخبار عن نقل شحنات من الأسلحة إلى السودان عبر القطارات، إلى جانب تفاصيل وجود طائرات عسكرية سوفياتية داخل أحد المطارات.
وخلال وجودها بالقرب من ميناء الإسكندرية، راقبت سفنا حربية، وفي أسوان تابعت تفاصيل بناء السد العالي، ونقلت كل المعلومات إلى رؤسائها في جهاز الموساد.
وقالت هآرتس إن إيزابيل ولدت عام 1934 في الأوروغواي خلال وجود والديها هناك، ودرست في طفولتها الهندسة والرسم بمونتفيديو، وبدأت تنشط ضمن الحركة الصهيونية هناك.
ونقلت الصحيفة أن إيزابيل ذكرت سابقا أنها التقت في عاصمة الأوروغواي وزيرة خارجية إسرائيل حينئذ غولدا مائير خلال نشاط للحركة الصهيونية، وحينها طلبت منها العودة إلى إسرائيل قائلة لها “نحن في حاجة إليك هناك”.
وفعلا هاجرت عام 1961 إلى إسرائيل ودرست العبرية، ودربت قبل أن ترسل إلى مصر حيث قضت سنتين تتجسس قبل أن تعود إلى تل أبيب عام 1965.