توفي غاري برادو سالمون، ضابط القوات الخاصة في الجيش البوليفي الذي أسر مقاتل حرب العصابات، القائد الشيوعي الشهير إرنستو “تشي” جيفارا في إحدى غابات بوليفيا عام 1967.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، فإن سالمون، الذي توفي قبل أيام في مدينة سانتا كروز البوليفية عن عمر 84 عاما، هو صاحب المحادثة الشهيرة مع تشي، والتي قال فيها الطبيب السابق، والمقاتل الشيوعي مخاطبا سالمون: “أنا تشي، أنا أكثر قيمة لك حيا مني ميتا”.
وتقاعد سالمون برتبة جنرال في عام 1988، وقضى ما تبقى من حياته على كرسي متحرك بعد إصابته برصاصة في العمود الفقري في عام 1981.
تقول الصحيفة إنه كانت هناك تكهنات في وقت إطلاق النار بأن ضابطا في الجيش البوليفي مواليا لجيفارا قد أطلق الرصاصة على سبيل الانتقام.
ووصف الجنرال برادو إطلاق النار بأنه “لغز” لكنه ظل مخلصا للقوات المسلحة البوليفية ولم يأخذ الأمر إلى أبعد من ذلك.
بطل غير محبوب
وبسبب القبض على جيفارا، وبالتالي إضعاف التمرد اليساري في بوليفيا ضد القيادة العسكرية للبلاد، أصبح الجنرال برادو بطلا داخل المؤسسة العسكرية وبين مؤيديها المناهضين للشيوعية.
لكن هذا لم يكن هو الحال بين البوليفيين الأصغر سنا الذين، إلى جانب العديد من زملائهم في أميركا الجنوبية، كانوا قد سئموا من الحكم العسكري في جميع أنحاء القارة، وفقا للصحيفة.
وتلقى برادو – حينما كان ضابطا صغير الرتبة – تدريبا في قوات القبعات الخضراء الأميركية، وكان نقيبا وقت مطاردة جيفارا في الغابات البوليفية.
وفي آخر مقابلة قبل وفاته، استذكر الجنرال برادو “المعلومة المهمة” التي تلقاها من مزارع ومربي ماشية، كان أيضا صديق مدرسة قديم، بأنه رأى رجالا مسلحين غريبين في وادي تشورو حيث ترعى ماشيته بالقرب من قرية لا هيغيرا.
وقال برادو إلى إن جيفارا استسلم له في 8 أكتوبر في الوادي بعد تعرضه لإطلاق النار العصابات في ساقه، وقال إن مسدسه كان فارغا وبندقيته محطمة بنيران الجيش البوليفي.
وحينما سأل برادو عن هوية المقاتل الأرجنتيني المولد، جاء الجواب “أنا تشي، أنا أكثر قيمة لك حيا من كوني ميتا”.
وقال برادو إن جيفارا طلب ماء وسجائر، وهو ما حصل عليه.
ثائر “متسول”
وقال برادو إن تشي “رأى بالتأكيد أن عالمه يقترب من نهايته. كان مكتئبا للغاية، كان حزينا، وفي حالة يرثى لها”، وتابع “في ذلك الوقت، لم يكن يمثل الأسطورة التي تشكلت عنه اليوم”.
وقال إنه أتى إلى بوليفيا “لأن الثورة ليس لها حدود”، وفقا لجيفارا.
وتابع “الاستنتاج الذي توصلت إليه بعد سنوات عديدة من البحث هو أنهم ]القيادة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو أرسلوه إلى بوليفيا للتخلص منه”.
غادر الجنرال برادو بعد ذلك لمواصلة القتال مع مجموعة صغيرة من رجال حرب العصابات الباقين على قيد الحياة في الغابة.
عندما غادر برادو لا هيغيرا إلى قاعدته في فاليغراندي، كان جيفارا لا يزال على قيد الحياة في المدرسة، لكن سرعان ما علم الجنرال برادو أن حرب العصابات قد أعدمت تشي في لا هيغيرا في اليوم التالي على يد رقيب في الجيش البوليفي.
ونقلت الصحيفة عن عميل وكالة المخابرات المركزية الأميركي الكوب ، فيليكس رودريغيز، الذي ساعد أيضا في تعقب جيفارا ورجاله إلى المنطقة، قوله في مقابلات لاحقة إنه ورؤساءه في وكالة المخابرات المركزية كانوا يفضلون إبقاء جيفارا على قيد الحياة، ليظهر للعالم كيف بدا مهزوما، “مثل المتسول”، كما قال عند القبض عليه.
لكن رودريغيز قال إن الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس والقيادة العليا للجيش البوليفي أرادوا تجنب محاكمة صورية قد تكسب تعاطفا عالميا مع جيفارا.
أمر رودريغيز الجلاد الرقيب ماريو تيران، بإطلاق النار على جيفارا في ساقيه وذراعيه لجعله يبدو وكأن جيفارا مات خلال القتال مع الجيش.
في وقت لاحق، عندما وصلت الجثة بطائرة هليكوبتر إلى فاليغراندي، قال الجنرال برادو إنه جلس بجانب الجثة على نقالة ورأى الفك يسقط، وفقا للصحيفة.
يتذكر قائلا “أخرجت منديلي وربطته كما لو كان يعاني من ألم في الأسنان”
وفي عام 2010، تم وضع الجنرال برادو قيد الإقامة الجبرية بسبب صلات مزعومة مع “إرهابيين” يمينيين يخططون للإطاحة بالرئيس اليساري، إيفو موراليس.