أعلنت الإمارات إدخال 12 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، عبر معبري إيريز (شمال القطاع) وكرم أبوسالم (جنوب القطاع)، بالتعاون مع الوكالة الأميركية لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى، “أنيرا”.
وتتكون الشحنة الجديدة، وهي الأولى من نوعها التي تدخل إلى قطاع غزة خلال أكتوبر الجاري، من 12 شاحنة تضم نحو 150 طنا من المساعدات الإغاثية والإنسانية الملحّة لتلبية احتياجات نحو 30 ألف شخص في القطاع.
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الثلاثاء، إن إسرائيل لا تعالج “الأزمة الإنسانية الكارثية” في غزة، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته واشنطن لإسرائيل لتحسين الوضع أو مواجهة إمكانية فرض قيود على المساعدات العسكرية الأميركية.
وأضافت أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “أقوال إسرائيل يجب أن تقترن بأفعال على أرض الواقع، وهو ما لا يحدث في الوقت الراهن ويجب أن يتغير، وعلى الفور”.
وأبلغت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل في رسالة، بتاريخ 13 أكتوبر، بضرورة أن تتخذ خطوات في غضون 30 يوما.
وقالت غرينفيلد “ذكرت الولايات المتحدة بوضوح أنه يتعين على إسرائيل السماح بدخول الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى إلى جميع أنحاء غزة وحماية القائمين على توزيعها، وخصوصا في الشمال ومع حلول فصل الشتاء”.
وتأتي تصريحاتها في الوقت الذي قالت النرويج إنها ستقترح على الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا لطلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن ما إذا كانت إسرائيل تنتهك القانون الدولي من خلال منع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية والدول من تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وقالت النرويج في بيان إن هذه الخطوة تأتي ردا على قرار إسرائيل، الاثنين، حظر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والعقبات الأخرى التي واجهتها وكالات الأمم المتحدة في عملها الإغاثي على مدار العام المنصرم. ويدخل الحظر حيز التنفيذ بعد 90 يوما.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هذا الشهر، إن تحرك إسرائيل لحظر الأونروا يمثل انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأرسل غوتيريش رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، للتعبير عن مخاوفه.
ودعا برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، إلى اتخاذ إجراءات على الفور لتجنب حدوث مجاعة في قطاع غزة، وحذر من أن الأزمة الإنسانية هناك يمكن أن تتفاقم قريبا نتيجة لما وصفه بأنه قيود شديدة على تدفق المساعدات.
وحذر مرصد عالمي، في أكتوبر الجاري، من أن القطاع الفلسطيني بأكمله ما زال معرضا لخطر المجاعة لأن العمليات العسكرية الإسرائيلية تفاقم المخاوف وتعوق وصول المساعدات الإنسانية.
وأضاف برنامج الأغذية العالمي في بيان “مع استمرار تدهور الوضع في شمال غزة، فإن احتمال تأثر مجموعة أكبر بالمجاعة سيزداد بالتأكيد ما لم تتحسن الظروف على الأرض”.
وقال البرنامج إن لديه نحو 94 ألف طن من الأغذية جاهزة في مصر والأردن تكفي لإطعام مليون شخص لمدة أربعة أشهر، لكنه لا يستطيع إدخالها إلى غزة لأن نقاط الدخول المفتوحة قليلة جدا والبعض الآخر غير آمن بما يكفي.
ومنذ سيطرة إسرائيل على معبر رفح مع مصر في مايو، بعد أشهر من بدء هجومها على غزة، أصبحت جميع الطرق المؤدية إلى القطاع تحت سيطرة إسرائيل. وأطلقت إسرائيل هجومها في أعقاب هجوم شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن “القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية القادمة إلى غزة شديدة”، وإن القطاع لم يدخله هذا الشهر إلا خمسة آلاف طن.
وأضاف أن الموافقة على الشاحنات وسائقي الشاحنات والتأخير عند نقاط التفتيش هي من بين القيود الأخرى التي يتعين معالجتها لتحسين تدفق المساعدات للقطاع.