وهذا التطور جاء بعد إعلان البلدين في 8 مايو الجاري، اعتزامهما تطوير المنشآت العسكرية في قرغيزستان الواقعة في آسيا الوسطى، عقب اجتماع بين بوتين ورئيس قرغيزستان صدر جباروف.
وتقيم روسيا قاعدة عسكرية هناك تتكون من مطار ومنشأة بحرية على بحيرة إيسيك كول وعدة مواقع أخرى.
والتعزيز العسكري الروسي يجرى في سياق الحرب بأوكرانيا وتوترات خطيرة مع الغرب الذي يدعم كييف بالمال والعتاد العسكري.
ما هو نص الاتفاق الجديد؟
ونص الوثيقة الجديدة كالتالي:
• يقوم الطرفان بإنشاء نظام دفاع جوي إقليمي مشترك للبلدين.
• يكون جزء لا يتجزأ من نظام دفاع رابطة الدول المستقلة.
• هدفه تحسين الدفاع الجوي بالمنطقة.
• خلال مدة الوثيقة تنقل قرغيزستان إلى روسيا قطعة أرض مساحتها 5 هكتارات للاستخدام المؤقت، وفقا للمادة العاشرة.
• بموجب المادة 6 يتولى القائد العام للقوات الجوية للقوات المسلحة الروسية تنسيق الإجراءات المشتركة لقوات الدفاع الجوي أما قائد قوات الدفاع الجوي للقوات المسلحة لقرغيزستان فيوجه الأعمال المشتركة في مجال الأمن.
• يضمن الطرفان حماية المعلومات التي يتلقونها أثناء تنفيذ هذه الاتفاقية، والتي تشكل سرا للدول.
• مدة الاتفاقية 5 سنوات، يتم تجديدها تلقائيًا لفترات ، ما لم يخطر أي من الطرفين الطرف الآخر بنيته في إنهائه قبل ستة أشهر على الأقل
• سيتم نشر الأنظمة في باتكين، وفقا لوزير الدفاع القرغيزي باكتيبك بيكبولوتوف
وفي وقت سابق، وصف بوتين زيارة رئيس قرغيزستان والوفد المرافق له إلى العاصمة الروسية موسكو، لحضور عيد النصر على النازية في 8 مايو الجاري، بـ”الحدث المشهود”.
وكشفت تقارير أميركية في وقتٍ سابق ، أن أهمية منطقة آسيا الوسطى ازدادت بالنسبة لروسيا منذ أن تعرضت الأخيرة لحصار غربي شامل عقب حرب أوكرانيا.
وفي أواخر أبريل الماضي، أغلقت قرغيزستان إذاعة “أزاتيك” الفرع المحلي لإذاعة أوروبا الحرة التي تمولها الولايات المتحدة، بإيعاز من موسكو، وفق مراقبين.
ما القدرات العسكرية لقرغيزستان؟
• الجيش: بالمرتبة رقم 39 بين الجيوش الآسيوية ، ورقم 107 بين أضخم 145 جيشا بالعالم، وفقا لموقع “غلوبال فاير بور” الأميركي.
• الجيش: يضم قوة عسكرية إجمالية تقدر بـ 25 ألف فرد بينهم 15 ألف فرد يمثلون القوات العاملة و10 آلاف فرد يمثلون قوات شبه عسكرية، بينما لا توجد قوات احتياط
• العتاد العسكري: 6 طائرات عسكرية، 215 دبابة، 5 آلاف و268 مركبة عسكرية، 64 مدفعا ذاتي الحركة، 311 مدفعا مقطورا، 21 راجمة صواريخ.
• عدد سكان: 6 ملايين نسمة، بينهم حوالي 3 ملايين يمثلون قوة بشرية متاحة للعمل وضمنهم 2.4 مليون يصلحون للخدمة العسكرية.
لماذا قرغيزستان؟
وفق تقارير روسية وغربية فإن البلد يمتلك قوة دعم لوجيستي تضم:
• مينائين و28 مطارا وشبكة طرق يصل طولها لـ 34 ألف كيلومترا، وشبكة سكك حديدية بطول 424 كيلومترا، إضافة إلى ممرات مائية طولها الإجمالي 600 كيلومترا
• موسكو تعتبرها إحدى مناطق نفوذها وحديقة خلفية لها
• تشكل أحد محاور التنافس الجيوسياسي بين روسيا والصين والولايات المتحدة، إلى جانب لاعبين آخرين مثل تركيا
• تبلغ مساحتها 200 ألف كيلومتر مربع
• تحدها كازاخستان شمالا، أوزبكستان من الغرب والجنوب الغربي، وطاجيكستان من الجنوب الشرقي والصين شرقا.
• عضو بمنظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وكذلك المجلس التركي.
• يشكل 75 بالمئاة من سكانها قرغيز، و15 بالمائة أوزبك، و6 بالمائة أوزبك
• تمتلك موارد طبيعية غنيةحيث تعتبر المفاعلات النووية والنفط والغاز والكهرومائية من أهم مصادر الطاقة، ما يعني دورها بدعم الاقتصاد الإقليمي.
ما رد فعل واشنطن؟
وفي أول رد فعل أميركي على الاتفاق ، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية، فرض عقوبات وقيود تصدير جديدة على 71 شركة من روسيا وقرغيزستان وأرمينيا.
وقالت في 19 مايو الجاري، إن تلك الشركات تتصرف على نحو يتعارض مع مصالح الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة وتدعم مجمع الدفاع العسكري الروسي”.
وحينها ردت وزارة الخارجية القرغيزية، بأن بشكيك وموسكو حليفتان استراتيجيتان، وأن قرغيزستان تسترشد بمصالحها الخاصة فى تعاملها مع روسيا لا بتهديد العقوبات الغربية، وفقا لوكالة “نوفوستي”.
ويقول الخبير الاستراتييجي الروسي أليكسي ليونكوف، إن قرغيزستان من الجمهوريات السوفيتية السابقة والارتباط الاجتماعي والأمني والعسكري والاقتصادي مع روسيا لم ينفك.
وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن منظومة الدفاع الجوي المشترك ستكون مهمتها حماية سماء دول آسيا الوسطى المنضوية تحت نظام الدفاع الجوي الموحد لرابطة الدول المستقلة التي تترأسها روسيا في ظل تمدد حلف الناتو بتلك المناطق وما يفعله بحرب أوكرانيا.
• إنشاء مظومة دفاع جوي مشترك جاء لتقاسم الخبرة مع قرغيزستان في مكافحة التدخل الأجنبي.
•مساعي روسيا لإعادة تشكيل النظام الدولي يدفعها للعب دور مؤثر في محيطها الإقليمي وضمان استقرار الأوضاع العسكرية والأمنية في دول الجوار.
•الوجود الأميركي العسكري والتغلغل الاستخباراتي والسياسي الغربي في دول آسيا الوسطى خاصة بعد محاولة نشر الدرع الصاروخية في أوروبا دفع موسكو لحماية مصالحها.
•موسكو تحتفظ بالفعل بقواعد عسكرية هناك كما أن هذا البلد مجالًا حيويًا لنفوذها التاريخي، وتربطهما شراكة استراتيجية يكسوها الرسوخ والثبات.