حساسية اللاكتوز -واسمها العلمي عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance)- هي حالة تحدث عند الأشخاص الذين يفتقرون إلى الإنزيم الذي يحتاجونه لتكسير اللاكتوز، وهو السكر الموجود في الحليب.
ويسبب عدم تحمل اللاكتوز أعراضا غير مريحة بعد تناول منتجات الألبان، ويعاني العديد من الأشخاص من صعوبة في هضم اللاكتوز، ولكن لا يعاني الجميع من أعراض ملحوظة بسببه. وعند حدوث أعراض تسمى الحالة عدم تحمل اللاكتوز، وفقا لكليفلاند كلينيك.
وتحتاج الأمعاء الدقيقة إلى إنزيم محدد يسمى “اللاكتيز” (Lactase) لتفكيك اللاكتوز إلى جزيئات أصغر يمكن امتصاصها. يقوم الجسم عند معظم الأشخاص بإنتاج اللاكتيز بشكل طبيعي في الأمعاء الدقيقة أثناء مرحلة الطفولة للمساعدة في هضم حليب الرضاعة، ثم يقل إنتاجه مع التقدم في العمر.
وينتج البعض اللاكتيز أكثر أو أقل من غيرهم. ولكن من الناحية الفعلية، فإن غالبية الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من سوء امتصاص اللاكتوز بسبب نقص اللاكتيز. فقط بعض المجموعات السكانية تستمر في إنتاج اللاكتيز في مرحلة البلوغ.
هل عدم تحمل اللاكتوز هو حساسية؟
الجواب: لا، مع أن البعض يطلق اسم حساسية اللاكتوز على عدم تحمل اللاكتوز، إلا أنها تسمية غير دقيقة.
حساسية الطعام هي رد فعل من الجهاز المناعي، عادة تجاه البروتين الموجود في الطعام، إذ يسجل الجهاز المناعي البروتين باعتباره تهديدا ويتفاعل لإزالته. حتى كمية صغيرة من البروتين يمكن أن تسبب رد فعل كبيرا إذا كنت تعاني من الحساسية، وعادة ما يحدث ذلك بعد وقت قصير جدا من تناوله.
يمكن أن يسبب رد الفعل التحسسي أعراضا في جميع أنحاء الجسم، وليس فقط في الجهاز الهضمي. وقد يشمل التورم وضيق التنفس، وقد تشعر أيضا بألم في المعدة وغثيان وقيء، ولكن هذا يحدث عادة في وقت مبكر من عملية الهضم عندما يكون البروتين لا يزال في معدتك.
بالمقابل عدم تحمل اللاكتوز هو رد فعل في الجهاز الهضمي، ويسبب أعراضا مزعجة مثل الغازات، وهو ليس ظرفا خطيرا أو مهددا للحياة.
ما الفرق بين عدم تحمل اللاكتوز وحساسية الحليب؟
حساسية الحليب رد فعل من الجهاز المناعي تجاه بروتين الحليب، في حين يعدّ عدم تحمل اللاكتوز رد فعل في الجهاز الهضمي لسكر الحليب. رد الفعل التحسسي له أعراض خطيرة، يمكن أن تكون فورية وشديدة، وفي بعض الحالات تهدد الحياة (الحساسية المفرطة).
بالمقابل -كما أسلفنا- عدم تحمل اللاكتوز هو رد فعل في الجهاز الهضمي ويسبب أعراضا مزعجة مثل الغازات والإسهال، لكنه لن يؤذيك.
ما سوء امتصاص اللاكتوز؟
سوء امتصاص اللاكتوز هو عدم القدرة على تكسير وامتصاص جزيئات اللاكتوز في الجهاز الهضمي. إنه أمر شائع، ففي الواقع لا يستطيع نحو 65% من البالغين في جميع أنحاء العالم تحليل اللاكتوز وامتصاصه. ويمر اللاكتوز غير الممتص دون هضمه عبر الجهاز الهضمي، مما يسبب أعراضا لدى بعض الأشخاص.
ما الفرق بين سوء امتصاص اللاكتوز وعدم تحمل اللاكتوز؟
كل شخص يعاني من عدم تحمل اللاكتوز يعاني من سوء امتصاص اللاكتوز، ولكن ليس كل من يعاني من سوء امتصاص اللاكتوز يعاني من عدم تحمل اللاكتوز. سوء الامتصاص يحدث في الأمعاء الدقيقة، في حين تحدث أعراض عدم تحمل الطعام لاحقا في الأمعاء الغليظة.
الأمعاء الدقيقة هي المكان الذي يتم فيه امتصاص معظم العناصر الغذائية من الطعام، حيث تقوم الأمعاء الدقيقة بتكسير العناصر الغذائية إلى جزيئات أصغر يمكن أن تمر عبر جدار الأمعاء إلى مجرى الدم، وكل ما لا يتم امتصاصه يمر إلى الأمعاء الغليظة.
تحفز جزيئات السكر غير المهضومة في الأمعاء الغليظة (القولون) على إفراز سوائل إضافية للمساعدة في مرورها، وتنتج الغاز عندما تخمرها البكتيريا الموجودة في تلك الأمعاء. وهذا يمكن أن يؤدي إلى أعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال وآلام الغاز.
أعراض عدم تحمل اللاكتوز
قد تشمل علامات وأعراض عدم تحمل اللاكتوز ما يلي:
- نفخة في المعدة
- غازات
- استفراغ
- غثيان
- آلام وتشنجات في المعدة
- قرقرة المعدة
- إسهال
كم تستمر أعراض عدم تحمل اللاكتوز؟
يستغرق الطعام ما بين 6 و10 ساعات للوصول إلى الأمعاء الغليظة بعد تناوله، ومن 24 إلى 36 ساعة أخرى بعد ذلك للانتقال عبر الأمعاء الغليظة، لذلك قد تظهر الأعراض لمدة تصل إلى يوم أو يومين بعد تناول اللاكتوز.
الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز
يوجد اللاكتوز في الأطعمة التي تحتوي على الحليب الحيواني (منتجات الألبان)، بما في ذلك حليب الأبقار والماعز والأغنام، وفق خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة “إن إتش إس” (NHS).
تشمل منتجات الألبان: الحليب، والسمن، والجبن، والقشطة، والزبدة، والزبادي، والبوظة (المثلجات).
يمكن أن تحتوي العديد من الأطعمة المصنعة أيضًا على اللاكتوز، بما في ذلك:
- الحبوب
- الأطعمة المخبوزة مثل الخبز والبسكويت والكعك والمعجنات
- الصلصات وتوابل السلطة
- مخفوق البروتين
أنواع عدم تحمل اللاكتوز
- عدم تحمل اللاكتوز الأولي: ويحدث بسبب تناقص إنتاج اللاكتيز في الأمعاء الدقيقة.
- عدم تحمل اللاكتوز الثانوي: ويحدث بسبب إصابة أو مرض يضر بالأمعاء الدقيقة.
- عدم تحمل اللاكتوز الخلقي: يحدث بسبب نقص اللاكتيز الموجود عند الولادة.
- عدم تحمل اللاكتوز التطوري: وينجم عن الولادة المبكرة، عندما تكون الأمعاء الدقيقة لم تتطور بالشكل الكافي.
هل يمكن تطوير عدم تحمل اللاكتوز مع مرور الوقت؟
يصاب معظم الأشخاص بعدم تحمل اللاكتوز أثناء نموهم وانتقالهم من الطفولة إلى مرحلة البلوغ. ويحدث النوع الأكثر شيوعا من عدم تحمل اللاكتوز، وهو عدم تحمل اللاكتوز الأولي، لأنك تتوقف تدريجيا عن إنتاج اللاكتيز، ويمكن أيضا أن تتغير حساسية أمعائك بمرور الوقت.
بشكل منفصل عن سوء امتصاص اللاكتوز، قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالأعراض إذا كان لديك:
- متلازمة القولون العصبي.
- فرط الحساسية الحشوية (Visceral hypersensitivity).
- فرط نمو البكتيريا المعوية الصغيرة.
هذه هي الحالات التي تميل إلى التطور تدريجيا على مدى حياتك.
كيف تعرف ما إذا كنت تعاني عدم تحمل اللاكتوز؟
قد تشك في أنك تعاني من عدم تحمل اللاكتوز إذا لاحظت نمطا من أعراض الجهاز الهضمي بعد تناول منتجات الألبان. ومع ذلك، يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص اللاكتيز تحمل بعض اللاكتوز. إذا لم تكن متأكدا مما إذا كان اللاكتوز يؤثر عليك، زر مقدم الرعاية الصحية.
فحوص عدم تحمل اللاكتوز
لدى مقدمي الرعاية الصحية عدة طرق لاختبار عدم تحمل اللاكتوز. تشمل الاختبارات الشائعة ما يلي:
- اختبار التنفس بالهيدروجين: يقيس الاختبار كمية غازي الهيدروجين والميثان في أنفاسك عند الزفير، لأن البكتيريا الموجودة في القولون تنتج تلك الغازات. إذا كانت لديك مستويات أعلى من الغازات بعد تناول اللاكتوز، فذلك لأن بكتيريا الأمعاء تخمر اللاكتوز، وتنتج غازا في القولون يمكن قياسه لاحقا في أنفاسك.
- اختبار نسبة السكر في الدم: إذا كان اختبار التنفس غير حاسم، فقد يقترح مقدم الرعاية الصحية إجراء اختبار نسبة الغلوكوز في الدم (سكر الدم). ويقيس هذا الاختبار محتوى السكر في الدم قبل وبعد تناول اللاكتوز. إذا لم يرتفع مستوى السكر في الدم، فهذا يدل على أنك لا تمتص اللاكتوز.
- اختبار حموضة البراز: يستخدم مقدمو الرعاية الصحية هذا الاختبار للأطفال الصغار والرضع. بعد إطعام الطفل اللاكتوز، سيأخذ عينة من البراز ويحلل المحتوى. يمكن أن توضح مستويات حمض اللاكتيك والمنتجات الثانوية الأخرى في العينة ما إذا كان الجسم يمتص اللاكتوز أم لا.
علاج عدم تحمل اللاكتوز
إذا كنت تريد أن تكون قادرا على هضم اللاكتوز، فأنت بحاجة إلى اللاكتيز في أمعائك. ويمكن لمكملات اللاكتيز أن تمنح جسمك ما يحتاجه لتكسير اللاكتوز، ويمكن تناول تلك المكملات على شكل أقراص أو قطرات قبل تناول اللاكتوز.
يجري الباحثون أيضا تجارب على بكتيريا حمض اللاكتيك كعلاج محتمل لأعراض عدم تحمل اللاكتوز، وتحول هذه البكتيريا اللاكتوز إلى حمض اللاكتيك بدلا من الغاز، وقد تعمل هذه البكتيريا مثل البروبيوتيك، جنبا إلى جنب مع البريبايوتكس التي تغذيها، على تحسين تحمل اللاكتوز.
هل حساسية اللاكتوز خطيرة؟
سيؤثر عدم تحمل اللاكتوز على نظامك الغذائي، مما يعني أنه سيتعين عليك الانتباه إلى العناصر الغذائية التي تحصل عليها. إذا تجنبت جميع منتجات الألبان، فقد ينتهي بك الأمر إلى انخفاض نسبة الكالسيوم وفيتامين “د”. ويمكنك الحصول على هذه العناصر الغذائية من مصادر غذائية أخرى، ولكن منتجات الألبان هي من أكثرها شيوعا.
يمكن أن يؤثر نقص الكالسيوم أو نقص فيتامين “د” على العظام والعضلات والجهاز العصبي. يمكن أن تؤثر أوجه القصور بشكل خاص على الأطفال. قد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بتناول مكملات الكالسيوم أو فيتامين “د” -أو إعطائها لطفلك- إذا لم تتمكن من الحصول على ما يكفي من نظامك الغذائي.