كثير من النازحين نجوا من الإصابات الجسدية في الاقتتال الدائر في الخرطوم والجنينة وغيرهما من مدن السودان وبلداته.
لكن ما لا يُرَى بالعين المجردة هي الجروح والصدمات النفسية التي تلقاها هؤلاء، فالعيون أحيانا تغني عن الكلام.
وإن كان المكلومون صامتين، فإن حركة دبت في وسط المجتمع المدني المحلي في مدينة ود مدني، لأجل تقديم الدعم النفسي لهم
وقال المعالج نفسي، معاذ شرفي: “لقد نظمنا ورشة عمل كبرى للمتطوعين علمناهم كيف يتدخلون وكيف يمتصون الضغط النفسي للنازحين وسبل معالجة أعراض الضغط النفسي بسرعة، لأن غالبية النازحين يعانون أعراض عضوية ونفسية”.
اعتمادا على ما هو موجود من بنى تحتية، يعمل المختصون على تنظيم أنشطة رياضية بدنية وبرامج ترفيهية وفنيّة وندوات حوارية مستمرة، لمساعدة النازحين على تجاوز أحوالهم النفسية الصعبة .
وقال المشرف العام لمدرسة السلماني، منذر كشان: “لقد وجدوا راحتهم هنا بعدما كان الواحد منهم يرقد وسط الرصاص فلا يستطيع الذهاب إلى مطبخه لحمل الأكل والشرب مثلما لم يكن قادرا على مغادرة المنزل، لكنهم عندما وصلوا بدأنا نقدم لهم برامج ترفيهية لينسوا التوتر النفسي الذي عاشوه”.
بالاقتراب أكثر من النازحين يتبين أن المعاناة النفسية تركت آثارا متفاوتة على كل فرد منهم، وفقا لطبيعة شخصية كل واحد منهم.
في العادة يستغرق التعافي النفسي من الصدمات مددا طويلة، لكن رغم إدراك العاملين هنا لهذه الحقيقة، فإنهم يبذلون أقصى ما بوسعهم لعلهم يخففون ولو قليلا من معاناة الضحايا.