فجرت شركة “آيكوم” اليابانية، الخميس، مفاجأة بشأن أجهزة الاتصالات اللاسلكية (ووكي توكي)، المرتبطة بانفجارات استهدفت حزب الله اللبناني، حيث قالت إنها أوقفت إنتاج هذه الأجهزة منذ نحو 10 سنوات، مشيرة إلى أنها لا تزال تحقق في الموضوع، وفقا لـ”بلومبرغ”.
وقالت شركة “آيكوم”، التي تتخذ من مدينة أوساكا مقرا لها، في بيان إنها أوقفت تصدير جهازها من طراز “آي سي-في82″ إلى مناطق من بينها الشرق الأوسط في أكتوبر 2014، عندما توقفت عن تصنيع هذه الأجهزة”.
وأضافت الشركة في بيانها أنها “أوقفت أيضا إنتاج البطاريات اللازمة لتشغيل الوحدة الرئيسية للجهاز” اللاسلكي المحمول.
وذكرت أنه “لم يُحدد وجود الدمغة المجسمة المستخدمة لتمييزها عن تلك المزورة لذا لا يمكن الجزم إن كان المنتج شُحن من جانبنا”، مشيرة إلى أن “معظم النماذج المتاحة للبيع ليست أصلية”.
وكان مسؤولٌ في الفرع الأميركي لشركة “آيكوم” قال، الأربعاء، إن أجهزة الراديو التي انفجرت في لبنان تبدو كمنتجات مقلدة وليست مصنوعة من قبل “آيكوم”.
وقال راي نوفاك، وهو مدير المبيعات في قسم أجهزة الراديو للهواة في “آيكوم أميركا”، في مقابلة، الأربعاء، مع وكالة أسوشيتد برس: “أستطيع أن أؤكد لكم أن هذه الأجهزة ليست من منتجاتنا”.
وأوضح نوفاك أن “آيكوم” قدمت نموذج V82 من أجهزة الراديو ذات الاتجاهين منذ أكثر من عقدين، وتم إيقاف إنتاجه منذ فترة طويلة.
وأسفرت الانفجارات التي طالت آلاف الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك أجهزة “البيجر” وأجهزة الاتصالات اللاسلكية، عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصا وإصابة أكثر من 3000 آخرين خلال اليومين الماضيين.
واتهم جماعة “حزب الله” الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ الهجمات، ما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة، فيما امتنعت إسرائيل عن التعليق.
“حزب الله” قبل وبعد تفجيرات البيجر واللاسلكي.. سر الاختراق الكبير
تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي التي هزت لبنان خلال اليومين الماضيين هي الاختراق الأكبر الذي يتعرض له “حزب الله” اللبناني منذ بدء التصعيد الذي فرضته الحرب في غزة لكنه ليس الوحيد، إذ سبق وأن تعرضت الجماعة المدعومة من إيران لسلسلة غارات أسفرت عن مقتل مئات المقاتلين وقياديين كبار، كان آخرهم وأبرزهم، فؤاد شكر.
وتقول بلومبرغ إن من “بين العديد من الأسئلة المطروحة هو كيفية زرع المواد المتفجرة داخل هذه الأجهزة” التي توقف إنتاجها منذ عقد من الزمن، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن يكون قد جرى إدخال تعديلات على الأجهزة بعد بيعها لعملائها الأصليين.
وبحسب الشركة فإن جميع أجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بها تُصنع في مصنعها في محافظة واكاياما بغرب اليابان، وتخضع “للضوابط الأمنية التجارية في اليابان”.
ونقلت وكالة “كيودو” اليابانية عن مدير شركة “آيكوم” يوشيكي إينوموتو القول إن الصور التي التقطت للأجهزة بعد التفجيرات تظهر تعرضها لأضرار جسيمة حول مكان البطارية، مما يشير إلى أن البطاريات قد تم تعديلها بمتفجرات بعد شرائها.
وقال إينوموتو لرويتز إنه “إذا تبين أن المنتج ليس أصليا، فسيتعين علينا التحقق في كيفية قيام أحدهم بتصنيع قنبلة تشبه منتجاتنا. وإذا كانت أصلية، فسيتعين علينا تتبع توزيعها لمعرفة كيف انتهى بها المطاف إلى هناك”.
وقالت الحكومة اليابانية إنها تجمع أيضا المعلومات المتعلقة بالقضية، وفقا لتصريحات وزير الخارجية يوشيماسا هاياشي.
وجاء تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية المحمولة التي استخدمها حزب الله، الأربعاء، في ضواحي بيروت ووادي البقاع في أعقاب سلسلة انفجارات أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) يوم الثلاثاء.
ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على الانفجارات، لكن مصادر أمنية قالت إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) هو المسؤول عنها وفقا لرويترز. وقال أحد مسؤولي حزب الله إن الواقعة تمثل أكبر خرق أمني في تاريخ الجماعة.
وتزامنت هذه العمليات، التي بدت وكأنها قد دفعت حزب الله إلى حالة من الفوضى، مع الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 11 شهرا في غزة، مما أدى إلى تزايد المخاوف من تصعيد على حدودها مع لبنان وخطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.