تقول شركة بولت لخدمات نقل الركاب إنها قيدت طلبات الأجرة بين الدول بعد خلاف شمل مواطنين من جنوب أفريقيا ونيجيريا، حيث لجأ مواطنو الدولتين إلى تقديم طلبات أجرة وهمية في بلد كل منهم.
وقال مدير بولت نيجيريا يحيى محمد، في بيان، إن الشركة عالجت المشكلة بسرعة من خلال تنفيذ إجراءات أمنية سريعة. وأضاف “تم التعرف على المسؤولين عن هذا النشاط الخبيث ومحاسبتهم من خلال حظرهم من تطبيق بولت. نحن نتفهم تأثير هذا الوضع على شركائنا السائقين في نيجيريا وجنوب أفريقيا. ونحن ملتزمون بضمان تجربة آمنة وموثوقة ومأمونة لجميع أفراد مجتمعنا”.
وبدأت المشكلة بعد أن نشر بعض مواطني جنوب أفريقيا -على موقع التواصل الاجتماعي إكس- كيفية قيامهم بطلب رحلات بولت في نيجيريا من جنوب أفريقيا، ثم إلغاء الطلب عندما يصل السائق إلى الموقع المتفق عليه في نيجيريا. وفي وقت لاحق، انتقم النيجيريون من خلال إغراق تطبيق بولت بطلب رحلات في جنوب أفريقيا، ثم إلغائها.
وقد اندلعت التوترات في يوليو/تموز عندما تشاجر مواطنون من جنوب أفريقيا ونيجيريون على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن جدل حول جنسية تشيديما أديتشينا، وهي عارضة أزياء من جنوب أفريقيا تبلغ من العمر 23 عامًا ولدت لأب نيجيري وأم من جنوب أفريقيا من أصول موزمبيقية.
وشكك بعض مواطني جنوب أفريقيا في جنسية أديتشينا التي كانت تتنافس في مسابقة ملكة جمال جنوب أفريقيا. وأدى ذلك إلى إجراء تحقيق أجرته وزارة الشؤون الداخلية في البلاد، والذي اكتشف أن والدة أديتشينا ارتكبت عملية احتيال للحصول على جنسية جنوب أفريقيا.
وتركت أديتشينا مسابقة الجمال في جنوب أفريقيا ولكن تمت دعوتها لاحقًا للمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون في نيجيريا، وهي دعوة قبلتها.
عداوات مريرة
شهدت جنوب أفريقيا ونيجيريا، وهما من أكبر الاقتصادات في قارة أفريقيا، تاريخا طويلا من العداوات المريرة، منذ نهاية نظام الفصل العنصري.
وكان النيجيريون الذين يعيشون في جنوب أفريقيا ضحايا لهجمات متكررة معادية للأجانب في البلاد، حيث قُتل أكثر من 116 مواطنًا من الدولة الواقعة غرب أفريقيا على أراضي جنوب أفريقيا بين فبراير/شباط 2015 وفبراير/شباط 2017، وفقًا للجنة النيجيريين في الشتات.
ورد بعض النيجيريين بمهاجمة شركات جنوب أفريقيا في بلادهم، مثل شركة الاتصالات العملاقة “إم تي إن”. وتعد شركات ملتشويس وستاندر بانك ومتاجر التجزئة “بيك آند باي” من بين شركات جنوب أفريقيا الأخرى التي تتمتع بحضور كبير في نيجيريا.
وغالبًا ما تتحول الهجمات إلى خلافات دبلوماسية، كان آخرها عام 2017 عندما استدعت نيجيريا المفوض السامي في جنوب أفريقيا كابيرو بالا.
ويمتد التنافس أيضا للموسيقى والرياضة. وفي وقت سابق من هذا العام في حفل توزيع جوائز جرامي، تم الإعلان عن فوز نجمة البوب الجنوب أفريقية تيلا بجائزة أفضل أداء موسيقي أفريقي على 4 مطربين نيجيريين، مما أثار الانزعاج.
وفي بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في (ساحل العاج) كوت ديفوار، التقى المنتخبان في الدور قبل النهائي في فبراير/شباط الماضي. وقد ولّد ذلك أيضًا سيلًا من الاستهزاء والمشاحنات بين مواطني البلدين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي العام الماضي، التقى رئيسا البلدين، سيريل رامافوزا وبولا تينوبو، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ووعدا بالتعاون السياسي والتجاري البناء من أجل المضي قدمًا.
وقد تسبب ما حدث لسائقي شركة بولت في إحباط العديد من السائقين المحترفين بالبلدين عندما تلقوا طلبات ركوب دون أن يعلموا أنها مزيفة.
وقال أوتشو أوباه، سائق بولت في لاغوس، لصحيفة أفريكا ريبورت “لقد تلقيت طلبًا هذا الصباح، تمامًا مثل أي طلب آخر، ولكن عندما وصلت إلى الموقع، لم يكن الشخص هناك. كنت أظن أن هناك شيئًا مريبًا لأن الراكب قال: مدينة فستاك وعندما وصلت هناك قال: ليكي. لا يوجد مكان يسمى ليكي في مدينة فيستاك”.
ويقول كينغسلي إكويديكي، سائق بولت في أبوجا، إنه ألغى أكثر من 5 طلبات ركوب قبل أن يدرك ما كان يحدث. ويضيف “كان الأمر مزعجًا لأن تقييم السائق سينخفض بمجرد الإلغاء، مما قد يؤدي إلى حظر التطبيق”.